الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ثم إن الملك ، وهو الريان بن الوليد بن الهروان بن أراشة بن فاران بن عمرو بن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح ، رأى رؤيا هائلة ، رأى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف ، ورأى سبع سنبلات خضر وأخر يابسات ، فجمع السحرة والكهنة والحازة والعافة فقصها عليهم ، فقالوا: أضغاث أحلام [12: 44] فقال الذي نجا من الفتيين ، وهو الساقي وادكر [12: 45] أي: ذكر حاجة يوسف أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون [12: 45] فأرسلوه ، فأتى يوسف فقص عليه الرؤيا ، فقال : تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ، فإن البقر السمان : السنون المخاصيب ، والبقرات العجاف : السنون المحول ، وكذلك السنبلات الخضر واليابسات ، فعاد نبو إلى الملك فأخبره ، فعلم أن قول يوسف حق ، فقال : ائتوني به . فلما أتاه الرسول ودعاه إلى الملك لم يخرج معه وقال : ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن فلما رجع الرسول من عند يوسف سأل الملك أولئك النسوة فقلن : حاش لله ما علمنا عليه من سوء ولكن امرأة العزيز خبرتنا أنها راودته عن نفسه ، فقالت امرأة العزيز : أنا راودته عن نفسه . فقال يوسف : إنما رددت الرسل ليعلم سيدي أني لم أخنه بالغيب في زوجته . فلما قال ذلك ، قال له جبرائيل : ولا حين هممت بها ؟ فقال يوسف : وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية