الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            وهو متفق على نبوته عند أهل الكتاب ، فإن طائفة منهم وهم السامرة لا يقرون بنبوة أحد بعد موسى إلا يوشع بن نون; لأنه مصرح به في التوراة ويكفرون بما وراءه ، وهو الحق من ربهم ، فعليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة .

            وأما ما حكاه ابن جرير وغيره من المفسرين ، عن محمد بن إسحاق ، من أن النبوة حولت من موسى إلى يوشع في آخر عمر موسى ، فكان موسى يلقى يوشع فيسأله ما أحدث الله إليه من الأوامر والنواهي ، حتى قال له : يا كليم الله إني كنت لا أسألك عما يوحي الله إليك ، حتى تخبرني أنت ابتداء من تلقاء نفسك . فعند ذلك كره موسى الحياة ، وأحب الموت . ففي هذا نظر; لأن موسى ، عليه السلام ، لم يزل الأمر ، والوحي ، والتشريع ، والكلام من الله إليه في جميع أحواله ، حتى توفاه الله ، عز وجل ، ولم يزل معززا ، مكرما ، مدللا ، وجيها عند الله وقد ذكر أن الله تعالى جعل يوشع نبيا في زمن موسى ، فلما توفي موسى ابتعثه الله تعالى ، فأقام لبني إسرائيل أحكام التوراة ، وهو الذي قسم الشام بين بني إسرائيل وعن إبراهيم بن عمرو الصنعاني ، قال: أوحى الله عز وجل إلى يوشع بن نون: إني مهلك من قومك أربعين ألفا من خيارهم ، وستين ألفا من شرارهم . قال: يا رب فما بال الأخيار؟ قال: إنهم لم يغضبوا لغضبي ، وكانوا يؤاكلونهم ويشاربونهم .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية