الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            غزوة ذات الرقاع

            وقعت غزوة ذات الرقاع سنة أربع من الهجرة على خلاف بين العلماء في ذلك، كما تعددت آراء العلماء حول سبب تسميتها، وفي حديث أبي موسى أنها سميت بذات الرقاع لأنهم كانوا يربطون على أرجلهم من الخرق من شدة الحر.

            وكان سببها أن أخبارا وصلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن أنمار وثعلبة قد جمعوا للنبي صلى الله عليه وسلم لحربه.

            فخرج لهم النبي صلى الله عليه وسلم في أربعمائة، وقيل: أكثر واستعمل أبا ذر الغفاري وقيل: عثمان بن عفان رضي الله عنه، ووصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى محل القوم وبث سراياه ليكشف أمرهم فلم يجدوا أحدا سوى نسوة فأخذهن وهرب الأعراب في رؤوس الجبال وهم مطلون على المسلمين.

            وفي هذه الغزوة شرعت صلاة الخوف، وفيها جاء غورث بن الحارث محاولا قتل النبي صلى الله عليه وسلم فلم يستطع وسقط السيف من يده، وفيها قتل عباد بن بشر في الحراسة حيث ضرب بسهم تلو الآخر فنزعها وظل يصلي حتى أثبت.

            ثم عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وكانت غيبته خمس عشرة ليلة.

            وقد وقعت في هذه الغزوة العديد من الآيات من أبرزها:

            تخلف جمل جابر وما أخبره صلى الله عليه وسلم بشأن والده، وقصة الصبي الذي به جنون، وقصة الجمل الذي شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاله، وقصة الشجرتين والتئامهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقصة نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم وغيرها من الآيات.

            التالي السابق


            الخدمات العلمية