وقد ذكر موسى بن عقبة ، عن الزهري ، وابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة بن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استنفر الناس لموعد أبي سفيان وانبعث المنافقون في الناس يثبطونهم ، فسلم الله أولياءه ، وخرج المسلمون صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر . فيما قاله ابن إسحاق . واستخلف على المدينة عبد الله بن عبد الله ابن أبي ابن سلول
وقال محمد بن عمر : استخلف عبد الله بن رواحة .
، فرس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفرس لأبي بكر ، وفرس لعمر بن الخطاب ، وفرس لأبي قتادة ، وفرس لسعيد بن زيد ، وفرس للمقداد بن الأسود ، وفرس للحباب بن المنذر ، وفرس للزبير بن العوام ، وفرس لعباد بن بشر . وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في ألف وخمسمائة ، فيهم عدة أفراس
رضي الله عنه . وحمل لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب
وخرج المسلمون بتجارات لهم إلى بدر فربحت ربحا كثيرا .
قال عثمان بن عفان رضي الله عنه : ربحت للدينار دينارا .
فانتهوا إلى بدر ليلة هلال ذي القعدة ، وقام السوق صبيحة الهلال ، فأقاموا ثمانية أيام ، والسوق قائمة ، وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على بدر ينتظر أبا سفيان لميعاده .
فأتاه ، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر أهل الموسم ، فقال : يا محمد ، لقد أخبرنا أنه لم يبق منكم أحد ، فما أعلمكم إلا أهل الموسم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وإن شئت مع ذلك رددنا ما كان بيننا وبينك ، فقال : لا والله ما لنا بذلك من حاجة ، بل نكف أيدينا عنكم ، ونتمسك بحلفك . ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ولم يلق كيدا . وقال الواقدي : فأقاموا ببدر مدة الموسم الذي كان يعقد فيها ثمانية أيام ، فرجعوا وقد ربحوا من الدرهم درهمين . وعن مجاهد: مخشي بن عمرو الضمري ، وهو الذي كان وادعه على بني ضمرة في غزوة ودان الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا . قال: هذا أبو سفيان قال يوم أحد: يا محمد موعدكم بدر حيث قتلتم أصحابنا ، فقال محمد صلى الله عليه وسلم: عسى! فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم لموعده حتى نزلوا بدرا ، فوافقوا السوق فذلك قوله تعالى: فانقلبوا بنعمة من الله وفضل والفضل ما أصابوا من التجارة.