الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            وقد ذكر موسى بن عقبة ، عن الزهري ، وابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة بن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استنفر الناس لموعد أبي سفيان وانبعث المنافقون في الناس يثبطونهم ، فسلم الله أولياءه ، وخرج المسلمون صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر . واستخلف على المدينة عبد الله بن عبد الله ابن أبي ابن سلول فيما قاله ابن إسحاق .

            وقال محمد بن عمر : استخلف عبد الله بن رواحة .

            وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في ألف وخمسمائة ، فيهم عدة أفراس ، فرس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفرس لأبي بكر ، وفرس لعمر بن الخطاب ، وفرس لأبي قتادة ، وفرس لسعيد بن زيد ، وفرس للمقداد بن الأسود ، وفرس للحباب بن المنذر ، وفرس للزبير بن العوام ، وفرس لعباد بن بشر .

            وحمل لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه .

            وخرج المسلمون بتجارات لهم إلى بدر فربحت ربحا كثيرا .

            قال عثمان بن عفان رضي الله عنه : ربحت للدينار دينارا .

            فانتهوا إلى بدر ليلة هلال ذي القعدة ، وقام السوق صبيحة الهلال ، فأقاموا ثمانية أيام ، والسوق قائمة ، وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على بدر ينتظر أبا سفيان لميعاده .

            فأتاه مخشي بن عمرو الضمري ، وهو الذي كان وادعه على بني ضمرة في غزوة ودان ، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر أهل الموسم ، فقال : يا محمد ، لقد أخبرنا أنه لم يبق منكم أحد ، فما أعلمكم إلا أهل الموسم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وإن شئت مع ذلك رددنا ما كان بيننا وبينك ، فقال : لا والله ما لنا بذلك من حاجة ، بل نكف أيدينا عنكم ، ونتمسك بحلفك . ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ولم يلق كيدا . وقال الواقدي : فأقاموا ببدر مدة الموسم الذي كان يعقد فيها ثمانية أيام ، فرجعوا وقد ربحوا من الدرهم درهمين . وعن مجاهد: الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا . قال: هذا أبو سفيان قال يوم أحد: يا محمد موعدكم بدر حيث قتلتم أصحابنا ، فقال محمد صلى الله عليه وسلم: عسى! فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم لموعده حتى نزلوا بدرا ، فوافقوا السوق فذلك قوله تعالى: فانقلبوا بنعمة من الله وفضل والفضل ما أصابوا من التجارة.

            التالي السابق


            الخدمات العلمية