الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            فتح أصبهان وفي سنة إحدى وعشرين افتتح المسلمون أيضا بعد نهاوند مدينة جي - وهي مدينة أصبهان - بعد قتال كثير وأمور طويلة ، فصالحوا المسلمين ، وكتب لهم عبد الله بن عبد الله كتاب أمان وصلح ، وفر منهم ثلاثون نفرا إلى كرمان لم يصالحوا المسلمين . وقيل : إن الذي فتح أصبهان هو النعمان بن مقرن وأنه قتل بها ، ووقع أمير المجوس وهو ذو الحاجبين عن فرسه فانشق بطنه ومات وانهزم أصحابه . والصحيح أن الذي فتح أصبهان عبد الله بن عبد الله بن عتبان ، الذي كان نائب الكوفة . وسار عبد الله فيمن كان معه ومن تبعه من جند النعمان بنهاوند نحو أصبهان ، وعلى جندها الأسبيدان ، وعلى مقدمته شهريار بن جاذويه ، شيخ كبير ، في جمع عظيم ، ومقدمة المشركين برستاق لأصبهان ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، ودعا الشيخ إلى البراز ، فبرز له عبد الله بن ورقاء الرياحي فقتله ، وانهزم أهل أصبهان ، فسمي ذلك الرستاق رستاق الشيخ إلى اليوم ، وصالحهم الأسبيدان على رستاق الشيخ ، وهو أول رستاق أخذ من أصبهان .

            ثم سار عبد الله إلى مدينة جي وهي مدينة أصبهان ، فانتهى إليها والملك بأصبهان الفاذوسفان ، فنزل بالناس على جي وحاصرها وقاتلها ، ثم صالحه الفاذوسفان على أصبهان وأن على من أقام الجزية وأقام على ماله وأن يجري من أخذت أرضه عنوة مجراهم ومن أبى وذهب كان لكم أرضه ، وقدم أبو موسى على عبد الله من ناحية الأهواز وقد صالح ، فخرج القوم من جي ودخلوا في الذمة إلا ثلاثين رجلا من أهل أصبهان لحقوا بكرمان . ودخل عبد الله وأبو موسى جيا ، وكتب بذلك إلى عمر . فقدم كتاب عمر إلى عبد الله : أن سر حتى تقدم على سهيل بن عدي فتكون معه على قتال من بكرمان ، فسار واستخلف على أصبهان السائب بن الأقرع ، ولحق بسهيل قبل أن يصل إلى كرمان .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية