وفي سنة إحدى وعشرين افتتح المسلمون أيضا بعد نهاوند مدينة جي - وهي مدينة أصبهان - بعد قتال كثير وأمور طويلة ، فصالحوا المسلمين ، وكتب لهم عبد الله بن عبد الله كتاب أمان وصلح ، وفر منهم ثلاثون نفرا إلى كرمان لم يصالحوا المسلمين . وقيل : إن الذي فتح أصبهان هو النعمان بن مقرن وأنه قتل بها ، ووقع أمير المجوس وهو ذو الحاجبين عن فرسه فانشق بطنه ومات وانهزم أصحابه . والصحيح أن الذي فتح أصبهان عبد الله بن عبد الله بن عتبان ، الذي كان نائب الكوفة . وسار عبد الله فيمن كان معه ومن تبعه من جند النعمان بنهاوند نحو أصبهان ، وعلى جندها الأسبيدان ، وعلى مقدمته شهريار بن جاذويه ، شيخ كبير ، في جمع عظيم ، ومقدمة المشركين برستاق لأصبهان ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، ودعا الشيخ إلى البراز ، فبرز له عبد الله بن ورقاء الرياحي فقتله ، وانهزم أهل أصبهان ، فسمي ذلك الرستاق رستاق الشيخ إلى اليوم ، وصالحهم الأسبيدان على رستاق الشيخ ، وهو أول رستاق أخذ من أصبهان . فتح أصبهان
ثم سار عبد الله إلى مدينة جي وهي مدينة أصبهان ، فانتهى إليها والملك بأصبهان الفاذوسفان ، فنزل بالناس على جي وحاصرها وقاتلها ، ثم صالحه الفاذوسفان على أصبهان وأن على من أقام الجزية وأقام على ماله وأن يجري من أخذت أرضه عنوة مجراهم ومن أبى وذهب كان لكم أرضه ، وقدم أبو موسى على عبد الله من ناحية الأهواز وقد صالح ، فخرج القوم من جي ودخلوا في الذمة إلا ثلاثين رجلا من أهل أصبهان لحقوا بكرمان . ودخل عبد الله وأبو موسى جيا ، وكتب بذلك إلى عمر . فقدم كتاب عمر إلى عبد الله : أن سر حتى تقدم على سهيل بن عدي فتكون معه على قتال من بكرمان ، فسار واستخلف على أصبهان السائب بن الأقرع ، ولحق بسهيل قبل أن يصل إلى كرمان .