الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            وصورة الوصية : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب ; أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، ثم إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له ، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين ، أوصيك يا حسن وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ربكم ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ، فإني سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول " إن صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام " . انظروا إلى ذوي أرحامكم فصلوهم يهون الله عليكم الحساب ، الله الله في الأيتام ; فلا تعفوا أفواههم ولا يضيعن بحضرتكم ، والله الله في جيرانكم ; فإنهم وصية نبيكم صلى الله عليه وسلم ، ما زال يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورثهم ، والله الله في القرآن ; فلا يسبقنكم إلى العمل به غيركم ، والله الله في الصلاة ; فإنها عمود دينكم ، والله الله في بيت ربكم ، فلا يخلون منكم ما بقيتم ; فإنه إن ترك لم تناظروا ، والله الله في شهر رمضان ; فإن صيامه جنة من النار ، والله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ، والله الله في الزكاة ; فإنها تطفئ غضب الرب ، والله الله في ذمة نبيكم ; لا تظلمن بين ظهرانيكم ، والله الله في أصحاب نبيكم ; فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بهم ، والله الله في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معاشكم ، والله الله فيما ملكت أيمانكم ، فإن آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال : " أوصيكم بالضعيفين ; نسائكم وما ملكت أيمانكم " . الصلاة الصلاة ، لا تخافن في الله لومة لائم يكفكم من أرادكم وبغى عليكم ، وقولوا للناس حسنا كما أمركم الله ، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فيولى الأمر شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم ، وعليكم بالتواصل والتباذل ، وإياكم والتدابر والتقاطع والتفرق ، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ، واتقوا الله إن الله شديد العقاب حفظكم الله من أهل بيت ، وحفظ فيكم نبيكم ، أستودعكم الله ، وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله . ثم لم ينطق إلا بلا إله إلا الله ، حتى قبض في شهر رمضان .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية