الفتنة بطرابلس الغرب
في هذه السنة كثر شغب أهل طرابلس الغرب على ولاتهم ، وكان إبراهيم بن الأغلب ، أمير إفريقية ، قد استعمل عليهم عدة ولاة ، فكانوا يشكون من ولاتهم ، فيعزلهم ، ويولي غيرهم ، فاستعمل عليهم هذه السنة سفيان بن المضاء ، وهي ولايته الرابعة ، فاتفق أهل البلد على إخراجه عنهم ، وإعادته إلى القيروان ، فزحفوا إليه ، فأخذ سلاحه وقاتلهم هو وجماعة ممن معه ، فأخرجوه من داره ، فدخل المسجد الجامع ، فقاتلهم فيه ، فقتلوا أصحابه ثم أمنوه ، فخرج عنهم في شعبان من هذه السنة ، فكانت ولايته سبعا وعشرين يوما .
واستعمل الجند الذين بطرابلس على البلد وأهله إبراهيم بن سفيان التميمي .
ثم وقع بين الأبناء بطرابلس أيضا وبين قوم يعرفون ببني أبي كنانة وبني يوسف - حروب كثيرة ، وقتال ، حتى فسدت طرابلس ، فبلغ ذلك إبراهيم بن الأغلب ، فأرسل جمعا من الجند ، وأمرهم أن يحضروا الأبناء وبني أبي كنانة ، وبني يوسف ، فأحضروهم عنده بالقيروان في ذي الحجة ، فلما قدموا عليه سألوه العفو عنهم في الذي فعلوه ، فعفا عنهم ، فعادوا إلى بلدهم .