ومن باب الإشارة في بعض الآية:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=1يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله إلخ إشارة إلى لزوم العمل بالشرع ورعاية الأدب وترك مقتضيات الطبع، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=6يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا يشير إلى أنه إن سولت النفس الأمارة بالسوء وجاءت بنبإ شهوة من شهوات الدنيا ينبغي التثبت للوقوف على ربحها وخسرانها
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=6أن تصيبوا قوما من القلوب وصفاتها
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=6بجهالة فتصبحوا صباح يوم القيامة
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=6على ما فعلتم نادمين فإن ما فيه شفاء النفوس وحياتها فيه مرض القلوب ومماتها
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7واعلموا أن فيكم رسول الله إلخ يشير إلى رسول الإلهام الرباني في الأنفس بلهم فجورها وتقواها، ويشير قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=9فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله إلى أن النفس إذا ظلمت القلب باستيلاء شهواتها يجب أن تقاتل حتى تثخن بالجراحة بسيوف المجاهدة فإن استجابت بالطاعة عفي عنها لأنها هي المطية إلى باب الله عز وجل
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=10إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم إشارة إلى رعاية حق الأخوة الدينية، ومنشأ نطفها صلب النبوة وحقيقتها نور الله تعالى فإصلاح ذات بينهم برفع حجب أستار البشرية عن وجوه القلوب ليتصل النور بالنور من روزنة القلب فيصيروا كنفس واحدة
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=11يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم يشير إلى ترك الإعجاب بالنفس والنظر إلى أحد بعين الاحتقار فإن الظاهر لا يعبأ به والباطن لا يطلع عليه فرب أشعث أغبر ذي طمرين لو أقسم على الله تعالى لأبره
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قالت الأعراب آمنا إلى آخره فيه إشارة إلى أنه ينبغي ترك رؤية الأعمال والعلم بأن المنة في الهداية لله الملك المتعال، وفيه إرشاد إلى كيفية مخاطبة الجاهلين والرد على المحجوبين كما سلفت الإشارة إليه، هذا ونسأل الله تعالى التوفيق لما يرضاه يوم العرض عليه.
وَمِنْ بَابِ الْإِشَارَةِ فِي بَعْضِ الْآيَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=1يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَخْ إِشَارَةٌ إِلَى لُزُومِ الْعَمَلِ بِالشَّرْعِ وَرِعَايَةِ الْأَدَبِ وَتَرْكِ مُقْتَضَيَاتِ الطَّبْعِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=6يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا يُشِيرُ إِلَى أَنَّهُ إِنْ سَوَّلَتِ النَّفْسُ الْأَمَّارَةُ بِالسُّوءِ وَجَاءَتْ بِنَبَإِ شَهْوَةٍ مِنْ شَهَوَاتِ الدُّنْيَا يَنْبَغِي التَّثَبُّتُ لِلْوُقُوفِ عَلَى رِبْحِهَا وَخُسْرَانِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=6أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا مِنَ الْقُلُوبِ وَصِفَاتِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=6بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا صَبَاحَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=6عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ فَإِنَّ مَا فِيهِ شِفَاءُ النُّفُوسِ وَحَيَاتَهَا فِيهِ مَرَضُ الْقُلُوبِ وَمَمَاتُهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ إِلَخْ يُشِيرُ إِلَى رَسُولِ الْإِلْهَامِ الرَّبَّانِيِّ فِي الْأَنْفُسِ بِلَهُمْ فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، وَيُشِيرُ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=9فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ إِلَى أَنَّ النَّفْسَ إِذَا ظَلَمَتِ الْقَلْبَ بِاسْتِيلَاءِ شَهَوَاتِهَا يَجِبُ أَنْ تُقَاتَلَ حَتَّى تُثْخِنَ بِالْجِرَاحَةِ بِسُيُوفِ الْمُجَاهَدَةِ فَإِنِ اسْتَجَابَتِ بِالطَّاعَةِ عُفِيَّ عَنْهَا لِأَنَّهَا هِيَ الْمَطِيَّةُ إِلَى بَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=10إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ إِشَارَةٌ إِلَى رِعَايَةِ حَقِّ الْأُخُوَّةِ الدِّينِيَّةِ، وَمَنْشَأُ نُطُفِهَا صُلْبُ النُّبُوَّةِ وَحَقِيقَتُهَا نُورُ اللَّهِ تَعَالَى فَإِصْلَاحُ ذَاتِ بَيْنَهُمْ بِرَفْعِ حُجُبِ أَسْتَارِ الْبَشَرِيَّةِ عَنْ وُجُوهِ الْقُلُوبِ لِيَتَّصِلَ النُّورُ بِالنُّورِ مِنْ رَوْزَنَةِ الْقَلْبِ فَيَصِيرُوا كَنَفْسِ وَاحِدَةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=11يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٌ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ يُشِيرُ إِلَى تَرْكِ الْإِعْجَابِ بِالنَّفْسِ وَالنَّظَرِ إِلَى أَحَدٍ بِعَيْنِ الِاحْتِقَارِ فَإِنَّ الظَّاهِرَ لَا يَعْبَأُ بِهِ وَالْبَاطِنَ لَا يَطَّلِعُ عَلَيْهِ فَرُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى لَأَبَرَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا إِلَى آخِرِهِ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُ يَنْبَغِي تَرْكُ رُؤْيَةِ الْأَعْمَالِ وَالْعِلْمُ بِأَنَّ الْمِنَّةَ فِي الْهِدَايَةِ لِلَّهِ الْمَلِكِ الْمُتَعَالِ، وَفِيهِ إِرْشَادٌ إِلَى كَيْفِيَّةِ مُخَاطَبَةِ الْجَاهِلِينَ وَالرَّدِّ عَلَى الْمَحْجُوبِينَ كَمَا سَلَفَتِ الْإِشَارَةُ إِلَيْهِ، هَذَا وَنَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى التَّوْفِيقَ لِمَا يَرْضَاهُ يَوْمَ الْعَرْضِ عَلَيْهِ.