لنا إبلان فيهما ما علمتم فعن أيها ما شئتم فتنكبوا
وقيل : فيها إشارة إلى أن ماء الأرض فار بقوة وارتفع حتى لاقى ماء السماء وفي ذلك مبالغة لا تفهم من الإفراد ، وقرأ أيضا - ماوان - بقلب الهمزة واوا كقولهم : علباوان كما قال الحسن ، ولم يرد أنه نظيره بل أراد كما أن هنالك إبدالا بعلة أنها غير أصلية لأنها زائدة للإلحاق كذلك ها هنا لأنها مبدلة والبدل وإن كان من الهاء لكنها أجريت مجرى البدل عن الواو قاسه على النسبة كذا في الكشف ، وعنه أيضا المايان بقلب الهمزة ياء . الزمخشري على أمر قد قدر أي كائنا على حال قد قدرها الله تعالى في الأزل من غير تفاوت أو على حال قدرت وسويت وهي أن ما نزل على قدر ما خرج .
وقيل : إن ماء الأرض علا سبعة عشر ذراعا ونزل ماء السماء مكملا أربعين ، وقيل : ماء الأرض كان أكثر وله مقدار معين عند الله عز وجل ، أو على أمر قدره الله تعالى وكتبه في اللوح المحفوظ وهو هلاك قوم نوح بالطوفان .
ورجحه بأن كل قصة ذكرت بعد ذكر الله تعالى فيها هلاك المكذبين فيكون هذا كناية عن هلاك هؤلاء ، ( وعلى ) عليه للتعليل ، ويحتمل تعلقها بالتقى . وفيه رد على أهل الأحكام النجومية حيث زعموا أن الطوفان لاجتماع الكواكب السبعة ما عدا الزهرة في برج مائي ، وقرأ أبو حيان أبو حيوة « قدر » بتشديد الدال وابن مقسم