سأجزيك أو يجزيك عني مثوب وحسبك أن يثنى عليك وتحمدي
وظاهر كلامهم إطلاق ذلك على المجازاة بالخير والشر، واشتهر بالمجازاة بالخير وجوز حمله عليه هنا على أن المراد التهكم كما قيل به في قوله تعالى: فبشرهم بعذاب أليم و ذق إنك أنت العزيز الكريم كأنه تعالى يقول للمؤمنين: هل أثبنا هؤلاء على ما كانوا يفعلون كما أثبناكم على ما كنتم تعلمون، فيكون هذا القول زائدا [ ص: 78 ] في سرورهم لما فيه من تعظيمهم والاستخفاف بأعدائهم. والجملة الاستفهامية حينئذ معمولة لقول محذوف وقع حالا من ضمير ( يضحكون ) أو من ضمير ( ينظرون ) أي: يضحكون أو ينظرون مقولا لهم هل ثوب إلخ. ولم يتعرض لذلك الجمهور. وفي البحر: الاستفهام لتقرير المؤمنين، والمعنى: قد جوزي الكفار ما كانوا إلخ. وقيل: هل ثوب متعلق ب ينظرون والجملة في موضع نصب به بعد إسقاط حرف الجر الذي هو إلى انتهى وما مصدرية أو موصولة والعائد محذوف؛ أي: يفعلونه، والكلام بتقدير مضاف؛ أي: ثواب أو جزاء ما كانوا إلخ. وقيل: هو بتقدير باء السببية؛ أي: هل ثوب الكفار بما كانوا، وقرأ النحويان وحمزة وابن محيصن بإدغام اللام في التاء. والله تعالى أعلم.