قوله تعالى : والله يدعو إلى دار السلام . الآية . أخرج أبو نعيم والدمياطي في "معجمه" من طريق عن الكلبي عن أبي صالح : ابن عباس والله يدعو إلى دار السلام يقول : يدعو إلى عمل الجنة والله السلام والجنة داره .
[ ص: 649 ] وأخرج ، عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم عن وأبو الشيخ : والله يدعو إلى دار السلام . قال : السلام هو الله، وداره الجنة . قتادة
وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : أبي العالية ويهدي من يشاء قال : يهديهم للمخرج من الشبهات والفتن والضلالات .
وأخرج ، أحمد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ وصححه، والحاكم ، وابن مردويه في "شعب الإيمان" عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي الدرداء والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم وأنزل في قولهما : اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا : والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى إلى قوله : للعسرى [ ص: 650 ] وأخرج ما من يوم طلعت شمسه إلا وكل بجنبتيها ملكان يناديان نداء يسمعه خلق الله كلهم إلا الثقلين : يا أيها الناس هلموا إلى ربكم إن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى . ولا آبت شمسه إلا وكل بجنبتيها ملكان يناديان نداء يسمعه خلق الله كلهم غير الثقلين : اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا . فأنزل الله في ذلك كله قرآنا في قول الملكين : يا أيها الناس هلموا إلى ربكم : ، ابن جرير وصححه، والحاكم ، وابن مردويه في "الدلائل"، عن والبيهقي سمعت سعيد بن أبي هلال : أبا جعفر محمد بن علي وتلا هذه الآية : والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم فقال : حدثني قال : جابر جبريل عند رأسي وميكائيل عند رجلي، يقول أحدهما لصاحبه : اضرب له مثلا . فقال : اسمع سمعت أذناك، واعقل عقل قلبك، إنما مثلك ومثل أمتك كمثل ملك اتخذ دارا ثم بنى فيها بيتا، ثم جعل فيها مأدبة، ثم بعث رسولا يدعو الناس إلى طعامه، فمنهم من أجاب الرسول، ومنهم من ترك، فالله هو الملك، والدار الإسلام، والبيت الجنة، وأنت يا محمد رسول، فمن أجابك دخل الإسلام، ومن دخل الإسلام دخل الجنة، ومن دخل الجنة أكل منها . خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال : إني رأيت في المنام كأن
وأخرج ابن مردويه قال استقبلني النبي صلى الله عليه وسلم، فانطلقنا حتى أتينا موضعا لا ندري ما هو فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه في حجري، ثم إن هنينا أتوا، عليهم ثياب بيض طوال وقد أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال ابن مسعود عبد الله : فأرعبت منهم . فقالوا : لقد أعطي هذا العبد خيرا، إن عينه نائمة [ ص: 651 ] والقلب يقظان . ثم قال بعضهم لبعض : هلم فلنضرب له مثلا . قال بعضهم لبعض : اضربوا له ونتأول نحن، أو نضرب نحن وتتأولون أنتم . فقال بعضهم : مثله كمثل سيد اتخذ مأدبة، ثم ابتنى بنيانا حصينا، ثم أرسل إلى الناس، فمن لم يأت طعامه عذبه عذابا شديدا . قال الآخرون : أما السيد فهو رب العالمين، وأما البنيان فهو الإسلام، والطعام الجنة، وهذا الداعي، فمن اتبعه كان في الجنة، ومن لم يتبعه عذب عذابا أليما . ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استيقظ فقال : ما رأيت يا ابن أم عبد؟ فقلت : رأيت كذا وكذا . فقال : أفخفي علي مما قالوا شيء؟! وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هم نفر من الملائكة . عن
وأخرج عن ابن مردويه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : أنس محمد صلى الله عليه وسلم . إن سيدا بنى دارا، واتخذ مأدبة، وبعث داعيا، فمن أجاب الداعي دخل الدار، وأكل من المأدبة ورضي عنه السيد، ألا وإن السيد الله، والدار الإسلام، والمأدبة الجنة، والداعي
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم قال : الحسن . فقال رجل ما من ليلة إلا ينادي مناد : يا صاحب الخير هلم، ويا صاحب الشر أقصر للحسن : أتجدها في كتاب الله؟ قال : نعم : والله يدعو إلى دار السلام [ ص: 652 ] وأخرج ، في "الزهد"، أحمد ، وابن جرير ، عن وابن أبي حاتم في قوله : قتادة والله يدعو إلى دار السلام قال : ذكر لنا أن في التوراة مكتوبا : يا باغي الخير هلم، ويا باغي الشر انته .
وأخرج ، عن أبو الشيخ ، أنه كان إذا قرأ : الحسن والله يدعو إلى دار السلام قال : لبيك ربنا وسعديك .