أخرج ، ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن وابن مردويه قال : هاتان من المخبآت قول الله ( ابن عباس فمنهم شقي وسعيد ) و ( يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا ) أما قوله : ( فمنهم شقي وسعيد ) فهم قوم من أهل الكبائر من أهل هذه القبلة يعذبهم الله بالنار ما شاء بذنوبهم ثم يأذن في الشفاعة لهم فيشفع لهم المؤمنون فيخرجهم من النار فيدخلهم الجنة فسماهم أشقياء حين عذبهم في النار ( فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك ) حين أذن في الشفاعة لهم وأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة [ ص: 141 ]
وهم هم ( وأما الذين سعدوا ) يعني بعد الشقاء الذي كانوا فيه ( ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك ) يعني الذين كانوا في النار .
وأخرج ، ابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن وابن مردويه ، أنه تلا هذه الآية ( قتادة فأما الذين شقوا ) فقال : حدثنا ، أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يخرج قوم من النار ولا نقول كما قال أهل حروراء .
وأخرج ، عن ابن مردويه قال : جابر قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فأما الذين شقوا ) إلى قوله : ( إلا ما شاء ربك ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شاء الله أن يخرج أناسا من الذين شقوا من النار فيدخلهم الجنة فعل .
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن أبي حاتم في قوله : ( خالد بن معدان إلا ما شاء ربك ) قال : إنها في أهل التوحيد من أهل القبلة .
وأخرج ، عن أبو الشيخ ( الضحاك إلا ما شاء ربك ) قال : إلا ما استثنى من أهل القبلة .
وأخرج ، عبد الرزاق ، وابن الضريس ، وابن جرير وابن المنذر والطبراني في «الأسماء والصفات» عن والبيهقي ، عن أبي نضرة أو عن جابر بن عبد الله الأنصاري أو رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 142 ] أبي سعيد الخدري
في قوله : ( إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد ) قال : هذه الآية قاضية على القرآن كله يقول : حيث كان في القرآن ( خالدين فيها ) تأتي عليه .
وأخرج ، ابن المنذر ، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن والبيهقي قال : ينتهي القرآن كله إلى هذه الآية ( أبي نضرة إن ربك فعال لما يريد ) .
وأخرج ، عن ابن جرير في قوله : ( الضحاك وأما الذين سعدوا ) الآية ، قال : هو في الذين يخرجون من النار فيدخلون الجنة يقول : ( خالدين ) في الجنة ( ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك ) يقول : إلا ما مكثوا في النار حتى أدخلوا الجنة .
وأخرج ، عن أبو الشيخ سنان قال : استثنى في أهل التوحيد ثم قال : ( عطاء غير مجذوذ ) .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم في قوله : ( ابن عباس ما دامت السماوات والأرض ) قال : لكل جنة سماء وأرض .
وأخرج ، ابن أبي حاتم ، عن وأبو الشيخ في قوله : ( السدي ما دامت السماوات والأرض ) قال : سماء الجنة وأرضها . 50 [ ص: 143 ]
وأخرج ، ابن أبي حاتم ، عن وأبو الشيخ في قوله : ( الحسن ما دامت السماوات والأرض ) قال : تبدل سماء غير هذه السماء وأرض غير هذه الأرض فما دامت تلك السماء وتلك الأرض .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم قال : إذا كان يوم القيامة أخذ الله السماوات السبع والأرضين السبع فطهرهن من كل قذر ودنس فصيرهن أرضا بيضاء فضة نورا تلألأ فصيرهن أرضا للجنة والسماوات والأرض اليوم في الجنة كالجنة في الدنيا فصيرهن الله على عرض الجنة ويضع الجنة عليها وهي اليوم على أرض زعفرانية عن يمين العرش فأهل الشرك خالدين في جهنم ما دامت أرضا للجنة . الحسن
وأخرج في «البعث والنشور» عن البيهقي في قوله : ( ابن عباس إلا ما شاء ربك ) قال : فقد شاء ربك أن يخلد هؤلاء في النار وأن يخلد هؤلاء في الجنة .
وأخرج ، عن أبو الشيخ في قوله : ( السدي فأما الذين شقوا ) الآية قال : فجاء بعد ذلك من مشيئة الله ما نسخها فأنزل بالمدينة ( إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا ) إلى آخر الآية ، فذهب الرجاء لأهل النار أن يخرجوا منها وأوجب لهم خلود الأبد ، وقوله : ( وأما الذين سعدوا ) الآية ، قال : فجاء بعد ذلك من مشيئة الله ما نسخها فأنزل بالمدينة (
سندخلهم جنات والذين آمنوا وعملوا الصالحات [ ص: 144 ] ) إلى قوله : ( ظلا ظليلا ) فأوجب لهم خلود الأبد .
وأخرج ، عن ابن جرير في قوله : ( ابن عباس إلا ما شاء ربك ) قال : استثنى الله أمر النار أن تأكلهم .
وأخرج ، عن ابن المنذر قال : قال الحسن لو لبث أهل النار في النار كقدر رمل عالج لكان لهم يوم على ذلك يخرجون فيه . عمر
وأخرج عن إسحاق بن راهويه قال : سيأتي على جهنم يوم لا يبقى فيها أحد وقرأ ( أبي هريرة فأما الذين شقوا ) الآية .
وأخرج ، ابن المنذر ، عن وأبو الشيخ قال : ما في القرآن آية أرجى لأهل النار من هذه الآية ( إبراهيم خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك ) قال : وقال ليأتين عليها زمان تخفق أبوابها . ابن مسعود
وأخرج ، عن ابن جرير قال : جهنم أسرع الدارين عمرانا وأسرعهما خرابا . الشعبي
وأخرج ، عبد الرزاق ، وابن جرير ، عن وابن أبي حاتم في قوله : ( قتادة إلا ما شاء ربك ) قال : الله أعلم بثنيته على ما وقعت .
[ ص: 145 ]
وأخرج ، عن ابن جرير قال : قد أخبر الله بالذي شاء لأهل الجنة فقال : ( ابن زيد عطاء غير مجذوذ ) ولم يخبرنا بالذي يشاء لأهل النار .
وأخرج ، عن ابن المنذر أبي وائل ، أنه كان إذا سئل عن الشيء من القرآن قال : قد أصاب الله به الذي أراد .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ وابن مردويه في «البعث والنشور» عن والبيهقي في قوله : ( ابن عباس لهم فيها زفير وشهيق ) قال : الزفير الصوت الشديد في الحلق والشهيق الصوت الضعيف في الصدر ، وفي قوله : ( غير مجذوذ ) قال : غير مقطوع ، وفي لفظ : غير منقطع .
وأخرج في «الوقف» عن ابن الأنباري ، أن ابن عباس نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله : ( لهم فيها زفير وشهيق ) ما الزفير قال : زفير كزفير الحمار ، قال فيه أوس بن حجر :
ولا عذر إن لاقيت أسماء بعدها فيغشى علينا إن فعلت وتعذر
فتخبرها أن رب يوم وقفته
على هضبات السفح تبكي وتزفر