قوله تعالى : وقال الذين كفروا لرسلهم الآيتين .
أخرج ، ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن وابن مردويه في الآية قال : كانت الرسل والمؤمنون يستضعفهم قومهم ويقهرونهم ويكذبونهم ويدعونهم إلى أن يعودوا في ملتهم فأبى الله لرسله والمؤمنين أن يعودوا في ملة الكفر وأمرهم وأن يتوكلوا على الله وأمرهم أن يستفتحوا على الجبابرة ووعدهم أن يسكنهم الأرض من بعدهم فأنجز الله لهم وعدهم واستفتحوا كما أمرهم الله أن يستفتحوا . ابن عباس
وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم في قوله : ( قتادة ولنسكننكم الأرض من بعدهم ) قال : وعدهم النصر في الدنيا والجنة في الآخرة ، فبين الله تعالى من يسكنها من عباده فقال : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) وإن لله مقاما هو قائمه وإن أهل الإيمان خافوا ذلك المقام فنصبوا ودأبوا الليل والنهار .
وأخرج وصححه الحاكم في «شعب الإيمان» عن والبيهقي قال : ابن عباس لما أنزل الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ( قوا أنفسكم وأهليكم نارا ) تلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه ذات ليلة فخر فتى مغشيا عليه فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على فؤاده فإذا هو يتحرك فقال : يا فتى قل لا إله إلا الله ، فقالها فبشره بالجنة فقال أصحابه : يا رسول الله أمن بيننا قال : أما سمعتم قوله تعالى : ( ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد ) .
[ ص: 499 ]
وأخرج ابن أبي الدنيا في «نوادر الأصول» ، والحكيم الترمذي ، عن وابن أبي حاتم - قال : بلغني عبد العزيز بن أبي رواد أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ) ولفظ الحكيم لما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم هذه الآية تلاها على أصحابه وفيهم شيخ ، ولفظ الحكيم فتى ، فقال : يا رسول الله حجارة جهنم كحجارة الدنيا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لصخرة من صخر جهنم أعظم من جبال الدنيا ، فوقع مغشيا عليه فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على فؤاده فإذا هو حي فناداه فقال : قل لا إله إلا الله ، فقالها فبشره بالجنة : فقال أصحابه : يا رسول الله أمن بيننا فقال : نعم يقول الله عز وجل ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) ( ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد ) .
وأخرج من طريق الحاكم حماد بن أبي حميد عن عن مكحول عياض بن سليمان وكانت له صحبة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خيار أمتي فيما أنبأني الملأ الأعلى قوم يضحكون جهرا في سعة رحمة ربهم ويبكون سرا من خوف عذاب ربهم ويذكرون ربهم بالغداة والعشي في البيوت الطيبة والمساجد ويدعونه بألسنتهم رغبا ورهبا ويسألونه بأيديهم خفضا ورفعا ويقبلون بقلوبهم عودا وبدءا فمؤنتهم على الناس خفيفة وعلى أنفسهم ثقيلة يدبون في الأرض حفاة على أقدامهم كدبيب النمل بلا مرح ولا [ ص: 500 ]
بذخ يقرؤون القرآن ويقربون القربان ويلبسون الخلقان عليهم من الله تعالى شهود حاضرة وعين حافظة يتوسمون العباد ويتفكرون في البلاد أرواحهم في الدنيا وقلوبهم في الآخرة ليس لهم هم إلا أمامهم ، أعدوا الجهاز لقبورهم والجواز لسلبهم والاستعداد لمقامهم ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد ) قال الذهبي هذا حديث عجيب منكر وأحسبه أدخل على ابن السماك يعني المستدرك قال وحماد ضعيف ولكن لا يحتمل مثل هذا مدلس ومكحول وعياض لا يدري من هو ، انتهى .