قوله تعالى : وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال .
أخرج ، عن ابن جرير في قوله : ( ابن عباس وإن كان مكرهم ) يقول : ما كان مكرهم لتزول منه الجبال .
وأخرج ، ابن جرير في «المصاحف» عن وابن الأنباري قال : أربعة أحرف في القرآن ( الحسن وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ) ما كان مكرهم وقوله : ( لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين ) ما كنا فاعلين ، وقوله : ( إن كان للرحمن ولد ) ما كان للرحمن ولد وقوله : ( ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه ) ما مكناكم فيه .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم في قوله : ( ابن عباس وإن كان مكرهم ) يقول شركهم ، كقوله : ( تكاد السماوات يتفطرن منه ) .
وأخرج ، عن ابن جرير في قوله : ( الضحاك وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ) قال : هو كقوله : ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا ) .
[ ص: 569 ]
وأخرج عن ابن الأنباري أنه كان يقرأ : ( الأعمش وإن كان مكرهم ) بالنون ( لتزول ) برفع اللام الثانية وفتح الأولى .
وأخرج عن ابن الأنباري أنه كان يقرأ : ( الحسن وإن كان مكرهم لتزول ) بكسر اللام الأولى وفتح الثانية ، ويقول : فإن مكرهم أهون وأضعف من ذلك .
وأخرج ، عن ابن جرير أن قتادة كان يقول : كان أهون على الله وأصغر من أن تزول منه الجبال يصفهم بذلك . الحسن
قال : وفي مصحف قتادة ( عبد الله بن مسعود وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ) وكان يقول عند ذلك ( قتادة تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا ) أي لكلامهم ذلك .
وأخرج أبو عبيد ، وسعيد بن منصور ، وابن جرير وابن المنذر في «المصاحف» عن وابن الأنباري أنه قرأ ( وإن كاد مكرهم لتزول منه الجبال ) يعني بالدال . عمر بن الخطاب
وأخرج ، ابن المنذر عن وابن الأنباري أنه كان يقرأ [ ص: 570 ] علي بن أبي طالب
( وإن كاد مكرهم لتزول ) بفتح اللام الأولى وضم الثانية .
وأخرج ، أبو عبيد ، عن وابن المنذر أنه قرأ ( وإن كاد مكرهم ) . عبد الله بن مسعود
وأخرج عن ابن الأنباري أنه قرأ ( وإن كاد مكرهم ) . أبي بن كعب
وأخرج ، أبو عبيد ، عن وابن المنذر أنه قرأ ( وإن كاد مكرهم ) ، قال : وتفسيره عنده ( ابن عباس تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا ) .
وأخرج ، عن ابن جرير أنه كان يقرأ ( لتزول ) بفتح اللام الأولى ورفع الثانية . مجاهد
وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن وابن الأنباري أنه قرأ هذه الآية ( وإن كاد مكرهم لتزول منه الجبال ) ثم فسرها فقال : إن جبارا من الجبابرة قال : لا أنتهي حتى أنظر إلى ما في السماء فأمر بفراخ النسور تعلف اللحم حتى شبت وغلظت وأمر بتابوت فنجر يسع رجلين ثم جعل في وسطه خشبة ثم ربط أرجلهن بأوتاد ثم جوعهن ثم جعل على رأس الخشبة لحما ثم دخل هو وصاحبه في [ ص: 571 ] علي بن أبي طالب
التابوت ثم ربطهن إلى قوائم التابوت ثم خلى عنهن يردن اللحم فذهبن به ما شاء الله ، ثم قال لصاحبه : افتح فانظر ماذا ترى ، ففتح فقال : أنظر إلى الجبال ، كأنها الذباب ، قال : أغلق ، فأغلق فطرن به ما شاء الله ثم قال : افتح ، ففتح ، فقال : انظر ماذا ترى ، فقال : ما أرى إلا السماء وما أراها تزداد إلا بعدا ، قال : صوب الخشبة ، فصوبها فانقضت تريد اللحم فسمع الجبال هدتها فكادت تزول عن مراتبها .
وأخرج ، عن ابن جرير قال : أخذ الذي حاج علي بن أبي طالب إبراهيم في ربه نسرين صغيرين فرباهما حتى استغلظا واستعلجا وشبا فأوثق رجل كل واحد منهما بوتر إلى تابوت ، وجوعهما وقعد هو ورجل آخر في التابوت ورفع في التابوت عصا على رأسه اللحم فطارا وجعل يقول لصاحبه : انظر ماذا ترى قال : أرى كذا وكذا ، حتى قال : أرى الدنيا كأنها ذباب ، فقال : صوب العصا ، فصوبها فهبطا ، قال : فهو قول الله : ( وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ) وكذلك هي في قراءة ( وإن كاد مكرهم لتزول منه الجبال ) . ابن مسعود
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن المنذر أن مجاهد بختنصر جوع نسورا ثم [ ص: 572 ]
جعل عليهن تابوتا ثم دخله وجعل رماحا في أطرافها واللحم فوقها فعلت تذهب نحو اللحم حتى انقطع بصره من الأرض وأهلها فنودي : أيها الطاغية أين تريد ففرق ثم سمع الصوت فوقه فصوب الرماح فتصوبت النسور ففزعت الجبال من هدتها وكادت الجبال أن تزول من حس ذلك ، فذلك قوله : ( وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ) كذا قرأها . مجاهد
وأخرج ، عن ابن جرير في الآية قال : سعيد بن جبير نمرود صاحب النسور لعنه الله أمر بتابوت فجعل وجعل معه رجلا ثم أمر بالنسور فاحتمل فلما صعد قال لصاحبه : أي شيء ترى قال : أرى الماء وجزيرة - يعني الدنيا - ثم صعد فقال لصاحبه : أي شيء ترى قال : ما نزداد من السماء إلا بعدا ، قال : اهبط .
وأخرج عن ابن أبي شيبة أبي عبيدة أن جبارا من الجبابرة قال : لا أنتهي حتى أنظر إلى من في السماء ، فسلط عليه أضعف خلقه فدخلت بعوضة في أنفه فأخذه الموت فقال : اضربوا رأسي ، فضربوه حتى نثروا دماغه .
وأخرج ، سعيد بن منصور ، عن وابن أبي حاتم أبي مالك في قوله : ( وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ) قال : انطلق ناس فأخذوا هذه النسور [ ص: 573 ]
فعلقوا عليها كهيئة التوابيت ثم أرسلوها في السماء فرأتها الجبال فظنت أنه شيء نزل من السماء فتحركت لذلك .
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن أبي حاتم قال : أمر الذي حاج السدي إبراهيم في ربه بإبراهيم فأخرج من مدينته فلقي لوطا على باب المدينة وهو ابن أخيه فدعاه فآمن به وقال : إني مهاجر إلى ربي ، وحلف نمرود بطلب إله إبراهيم فأخذ أربعة فراخ من فراخ النسور فرباهن بالخبز واللحم ، حتى إذا كبرن وغلظن واستعلجن قرنهن بتابوت وقعد في ذلك التابوت ثم رفع رجلا من لحم لهن فطرن حتى إذا دهم في السماء أشرف فنظر إلى الأرض وإلى الجبال تدب كدبيب النمل ثم رفع لهن اللحم ثم نظر فرأى الأرض محيطا بها بحر كأنها فلكة في ماء ثم رفع طويلا في ظلمة فلم ير ما فوقه ولم ير ما تحته فألقى اللحم فاتبعته منقضات فلما نظرت الجبال إليهن قد أقبلن منقضات وسمعن حفيفهن فزعت الجبال وكادت أن تزول من أمكنتها ولم يفعلن ، فذلك قوله : ( وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ) وهي في قراءة ( وإن كاد مكرهم ) فكان طيرورتهن به من عبد الله بن مسعود بيت المقدس ووقوعهن في جبال الدخان ، فلما رأى [ ص: 574 ]
أنه لا يطيق شيئا أخذ في بنيان الصرح فبنى حتى أسنده إلى السماء ارتقى فوقه ينظر يزعم إلى إله إبراهيم فأحدث ولم يكن يحدث وأخذ الله بنيانه من القواعد ( فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ) يقول : من مأمنهم وأخذهم من أساس الصرح فتنقض بهم ، يسقط فتبلبلت ألسن الناس يومئذ من الفزع فتكلموا بثلاثة وسبعين لسانا فلذلك سميت بابل وكان قبل ذلك بالسريانية .
وأخرج ، ابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم في قوله : ( قتادة إن الله عزيز ذو انتقام ) قال : عزيز والله في أمره يملي وكيده متين ثم إذا انتقم انتقم بقدرة .