قوله تعالى : وقضى ربك الآية .
أخرج الفريابي، ، وسعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن الأنباري [ ص: 287 ] في "المصاحف"، من طريق وابن المنذر ، عن سعيد بن جبير أنه قرأ : ( ووصى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) . وقال : التزقت الواو والصاد، وأنتم تقرءونها : ابن عباس وقضى ربك .
وأخرج ، من طريق ابن أبي حاتم ، عن الضحاك ، مثله . ابن عباس
وأخرج أبو عبيد، وابن منيع، ، وابن المنذر ، من طريق ميمون بن مهران، عن وابن مردويه قال : أنزل الله هذا الحرف على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم : (ووصى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) فلصقت إحدى الواوين بالصاد، فقرأ الناس : ابن عباس وقضى ربك . ولو نزلت على القضاء ما أشرك به أحد .
وأخرج عن الطبراني قال : كان عبد الله بن مسعود يقرأ : (ووصى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) . الأعمش
وأخرج عن حبيب بن أبي ثابت قال : أعطاني ابن عباس مصحفا فقال : هذا على قراءة أبي بن كعب . فرأيت فيه : (ووصى ربك) . ابن جرير
[ ص: 288 ] وأخرج ، عبد الرزاق ، عن وابن المنذر قال : في حرف قتادة : ووصى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) . ابن مسعود
وأخرج أبو عبيد، ، وابن /المنذر، عن وابن جرير بن مزاحم، أنه قرأها : (ووصى ربك) . وقال : إنهم ألصقوا الواو بالصاد فصارت قافا . الضحاك
وأخرج ، ابن جرير ، من طريق علي بن أبي طلحة، عن وابن المنذر في قوله : ابن عباس وقضى ربك قال : أمر .
وأخرج عن ابن المنذر في قوله : مجاهد وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه . قال : عهد ربك ألا تعبدوا إلا إياه .
وأخرج عن الحسن في قوله : ابن أبي حاتم وبالوالدين إحسانا . يقول : برا .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم في قوله : مجاهد إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف لما تميط عنهما من الأذى؛ الخلاء والبول، كما كانا لا [ ص: 289 ] يقولانه، فيما كانا يميطان عنك من الخلاء والبول .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم في الآية قال : لا تقل لهما : أف . فما سواه . السدي
وأخرج الديلمي عن الحسين بن علي مرفوعا : "لو علم الله شيئا من العقوق أدنى من أف لحرمه" .
وأخرج ، سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، عن عروة في قوله : وابن أبي حاتم وقل لهما قولا كريما . قال : لا تمنعهما شيئا أرادا .
وأخرج في "المصنف" عن الحسن، أنه سئل : ما بر الوالدين؟ قال : أن تبذل لهما ما ملكت، وأن تطيعهما فيما أمراك به، إلا أن يكون معصية . عبد الرزاق
وأخرج ، عن الحسن، أنه قيل له : إلام ينتهي العقوق؟ قال : أن يحرمهما ويهجرهما ويحد النظر إلى وجههما . ابن أبي شيبة
[ ص: 290 ] وأخرج عن الحسن في قوله : ابن أبي حاتم وقل لهما قولا كريما . قال : يقول : يا أبه، يا أمه . ولا يسميهما بأسمائهما .
وأخرج عن ابن مردويه قالت : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل ومعه شيخ فقال : "من هذا معك؟" . قال : أبي . قال : "لا تمشين أمامه، ولا تقعدن قبله، ولا تدعه باسمه، ولا تستسب له . عائشة
وأخرج عن زهير بن محمد في قوله : ابن أبي حاتم وقل لهما قولا كريما . قال : إذا دعواك فقل لهما : لبيكما وسعديكما .
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن أبي حاتم في قوله : قتادة وقل لهما قولا كريما قال : قولا لينا سهلا .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، عن أبي الهداج التجيبي قال : قلت لسعيد بن المسيب : كل ما ذكر الله في القرآن من بر الوالدين فقد عرفته إلا قوله : وابن أبي حاتم وقل لهما قولا كريما ما هذا القول الكريم؟ قال ابن المسيب : قول العبد المذنب للسيد الفظ .
[ ص: 291 ] وأخرج في "الأدب المفرد"، البخاري ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن عروة في قوله : وابن أبي حاتم واخفض لهما جناح الذل من الرحمة . قال : يلين لهما حتى لا يمتنع من شيء أحباه .
وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : سعيد بن جبير واخفض لهما جناح الذل من الرحمة . يقول : اخضع لوالديك كما يخضع العبد للسيد الفظ الغليظ .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، عن عطاء بن أبي رباح في قوله : وابن أبي حاتم واخفض لهما جناح الذل من الرحمة . قال : لا ترفع يديك عليهما إذا كلمتهما .
وأخرج عن عروة في قوله : ابن أبي حاتم واخفض لهما جناح الذل من الرحمة . قال : إن أغضباك فلا تنظر إليهما شزرا، فإنه أول ما يعرف غضب المرء بشدة نظره إلى من غضب عليه .
وأخرج ، ابن مردويه في "شعب الإيمان"، عن والبيهقي قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما بر أباه من شد إليه الطرف" . عائشة
[ ص: 292 ] وأخرج عن زهير بن محمد في قوله : ابن أبي حاتم واخفض لهما جناح الذل من الرحمة . قال : إن سباك أو لعناك، فقل رحمكما الله، غفر الله لكما .
وأخرج عن ابن جرير أنه قرأ (واخفض لهما جناح الذل) بكسر الذال . سعيد بن جبير
وأخرج عن عاصم الجحدري، مثله .
وأخرج في "الأدب المفرد" عن أبي مرة مولى عقيل، أن أبا هريرة كانت أمه في بيت وهو في آخر، فكان يقف على بابها ويقول : السلام عليك يا أمتاه ورحمة الله وبركاته . فتقول : وعليك يا بني . فيقول : رحمك الله كما ربيتني صغيرا . فتقول : رحمك الله كما بررتني كبيرا . البخاري
وأخرج ، ابن جرير ، من طريق وابن أبي حاتم علي ، عن في قوله : ابن عباس وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا . ثم أنزل الله بعد هذا : ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى [التوبة : 113] .
وأخرج في "الأدب المفرد"، وأبو داود، البخاري ، وابن جرير ، [ ص: 293 ] من طرق عن وابن المنذر في قوله : ابن عباس إما يبلغن عندك الكبر . إلى قوله : كما ربياني صغيرا . قد نسختها الآية التي في "براءة" : ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين الآية [التوبة : 113] .
وأخرج ، ابن المنذر ، وابن الأنباري في "المصاحف"، عن والنحاس قال : نسخ من هذه الآية /حرف واحد، لا ينبغي لأحد من المسلمين أن يستغفر لوالديه إذا كانا مشركين، ولا يقل : رب ارحمهما كما ربياني صغيرا . ولكن ليخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وليقل لهما قولا معروفا، قال الله : قتادة ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم في قوله : سعيد بن جبير ربكم أعلم بما في نفوسكم . قال : تكون البادرة من الولد إلى الوالد، فقال الله : إن تكونوا صالحين إن تكن النية صادقة ببره، فإنه كان للأوابين غفورا للبادرة التي بدرت منه .
[ ص: 294 ] وأخرج ابن أبي الدنيا، في "شعب الإيمان"، عن والبيهقي في قوله : سعيد بن جبير فإنه كان للأوابين . قال : الرجاعين إلى الخير .
وأخرج ، وهناد، سعيد بن منصور ، وابن أبي حاتم ، عن والبيهقي في قوله : الضحاك فإنه كان للأوابين . قال : الرجاعين من الذنب إلى التوبة، ومن السيئات إلى الحسنات .
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن أبي حاتم في قوله : ابن عباس للأوابين . قال : للمطيعين المحسنين .
وأخرج ، ابن المنذر ، وابن أبي حاتم في "شعب الإيمان"، عن والبيهقي في قوله : ابن عباس للأوابين . قال : للتوابين .
وأخرج ، سعيد بن منصور ، عن وابن المنذر قال : الأواب التواب . سعيد بن جبير
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وأحمد ، والبخاري ، ومسلم ، والترمذي ، والنسائي ، عن وابن مردويه قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم : أي العمل أحب إلى الله؟ قال : "الصلاة على وقتها" . قلت : ثم أي؟ قال : "ثم بر [ ص: 295 ] الوالدين" . قلت : ثم أي؟ قال : "ثم الجهاد في سبيل الله" . ابن مسعود
وأخرج في "الأدب المفرد"، عن عبد الله بن عمر قال : رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد . البخاري
وأخرج ، أحمد في "الأدب المفرد"، وأبو داود، والبخاري وحسنه، والترمذي وصححه، والحاكم في "شعب الإيمان"، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال : قلت : يا رسول الله، من أبر؟ قال : "أمك" . قلت : من أبر؟ قال : "أمك" . قلت : من أبر؟ قال : "أمك" . قلت : من أبر؟ قال : "أباك، ثم الأقرب فالأقرب" . والبيهقي
وأخرج في "الأدب المفرد"، البخاري ، عن والبيهقي ، أنه أتاه رجل فقال : إني خطبت امرأة فأبت أن تنكحني، [257ظ] وخطبها غيري، فأحبت أن تنكحه، فغرت عليها فقتلتها، فهل لي من توبة؟ قال : أمك حية؟ قال : لا . قال : تب إلى الله، وتقرب إليه ما استطعت . فذهبت فسألت ابن [ ص: 296 ] عباس : لم سألت عن حياة أمه؟ فقال : إني لا أعلم عملا أقرب إلى الله من بر الوالدة . ابن عباس
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، والبخاري ، ومسلم ، وابن ماجه ، عن والبيهقي قال : أتى رجل نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : ما تأمرني؟ قال : "بر أمك" . ثم عاد فقال : "بر أمك" . ثم عاد فقال : "بر أمك" . ثم عاد الرابعة فقال : "بر أباك" . أبي هريرة
وأخرج في "الأدب المفرد"، عن البخاري قال : ما من مسلم له والدان مسلمان يصبح إليهما محسنا إلا فتح الله له بابين - يعني من الجنة - وإن كان واحدا فواحد، وإن أغضب أحدهما، لم يرض الله عنه، حتى يرضى عنه . قيل : وإن ظلماه؟ قال : وإن ظلماه . ابن عباس
وأخرج ، ابن أبي شيبة في "الأدب المفرد"، والبخاري ، ومسلم ، [ ص: 297 ] والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، وابن المنذر ، عن والبيهقي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لا يجزي ولد والده، إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه" . أبي هريرة
وأخرج في "المصنف"، عبد الرزاق في "الأدب"، والبخاري وصححه، والحاكم ، عن والبيهقي قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبايعه على الهجرة، وترك أبويه يبكيان فقال : "ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما" . عبد الله بن عمرو
وأخرج ، عبد الرزاق ، وابن أبي شيبة ، والبخاري ، عن ومسلم قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد الجهاد، فقال : "أحي والداك؟" . قال : نعم، قال : "ففيهما فجاهد" . عبد الله بن عمرو
وأخرج في "الأدب"، البخاري ، ومسلم ، عن والبيهقي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه" . قالوا : يا رسول الله، من؟ قال : "من أدرك والديه عنده الكبر أو أحدهما فدخل النار" . أبي هريرة
[ ص: 298 ] وأخرج في "الأدب"، البخاري ، والحاكم في "شعب الإيمان"، عن معاذ بن أنس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "من بر والديه طوبى له، زاد الله في عمره" . والبيهقي
وأخرج في "المصنف"، عبد الرزاق في "الأدب"، والبخاري ، عن والبيهقي ، أنه أبصر رجلين، فقال : لأحدهما : ما هذا منك؟ فقال : أبي . فقال : لا تسمه - وفي لفظ : لا تدعه باسمه - ولا تمش أمامه، ولا تجلس قبله حتى يجلس، ولا تستسب له . أبي هريرة
وأخرج وصححه، الحاكم ، عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين" . عبد الله بن عمرو
وأخرج ، ابن سعد ، وابن أبي شيبة ، وأحمد ، والنسائي ، وابن ماجه وصححه، والحاكم ، عن معاوية بن جاهمة، عن /أبيه قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أستشيره في الجهاد، فقال : "ألك والدة؟" . قلت : نعم . قال : [ ص: 299 ] "اذهب فالزمها؛ فإن الجنة تحت رجليها" . والبيهقي
وأخرج عن محمد بن طلحة، أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله، إني أريد الغزو، وقد جئتك أستشيرك . قال : "هل لك من أم؟" . قال : نعم . قال : "فالزمها؛ فإن الجنة عند رجليها" . ثم الثانية، ثم الثالثة كمثل ذلك . عبد الرزاق
وأخرج ، ابن مردويه ، عن أنس قال : أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني أشتهي الجهاد ولا أقدر عليه . فقال : "هل بقي أحد من والديك؟" . قال : أمي . قال : "فاتق الله فيها، فإذا فعلت ذلك فأنت حاج ومعتمر ومجاهد، فإذا دعتك أمك فاتق الله وبرها" . والبيهقي
وأخرج عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لنومك على [ ص: 300 ] السرير برا بوالديك، تضحكهما ويضحكانك أفضل من جهادك بالسيف في سبيل الله" . ابن عمر
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، والحاكم ، عن خداش بن أبي سلامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أوصي امرأ بأمه" . ثلاث مرار، "أوصي امرأ بأبيه" مرتين، "أوصي امرأ بمولاه الذي يليه، وإن كان عليه منه أذى يؤذيه" . والبيهقي
وأخرج ، ابن أبي شيبة وصححه، والحاكم ، عن أبي الدرداء قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "الوالد أوسط أبواب الجنة، فاحفظ ذلك الباب، أو ضيعه" . والبيهقي
وأخرج عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إني أراني في [ ص: 301 ] الجنة، فبينما أنا فيها سمعت صوت رجل بالقرآن، فقلت : من هذا؟ قالوا : حارثة بن النعمان، كذلك البر كذلك البر" . أبي هريرة
وأخرج ، أحمد وصححه، والحاكم ، عن والبيهقي قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "نمت فرأيتني في الجنة، فسمعت صوت قارئ يقرأ، فقلت : من هذا؟ قالوا : حارثة بن النعمان" . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كذاك البر، كذاك البر، كذاك البر" . قال : "وكان أبر الناس بأمه" . عائشة
وأخرج عن البيهقي قال : مر رجل له جسم، يعني خلقا، فقالوا : لو كان هذا في سبيل الله . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "لعله يكد على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، لعله يكد على صبية صغار فهو في سبيل الله، لعله يكد على نفسه ليغنيها عن الناس فهو في سبيل الله" . ابن عمر
[ ص: 302 ] وأخرج عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من أحب أن يمد الله في عمره، ويزيد في رزقه، فليبر والديه وليصل رحمه" . البيهقي
وأخرج عن البيهقي ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "ما من ولد بار ينظر إلى والديه نظرة رحمة، إلا كتب الله له بكل نظرة حجة مبرورة" . قالوا : وإن نظر كل يوم مائة مرة؟ قال : "نعم، الله أكبر وأطيب" . ابن عباس
وأخرج عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا نظر الوالد إلى ولده - يعني فسر به - كان للولد، عتق نسمة" . قيل : يا رسول الله، وإن نظر ستين وثلاثمائة نظرة؟ قال : "الله أكبر من ذلك" . ابن عباس
[ ص: 303 ] وأخرج عن البيهقي قال : النظر إلى الوالد عبادة، والنظر إلى الكعبة عبادة، والنظر إلى المصحف عبادة، والنظر إلى أخيك حبا له في الله عبادة . ابن مسعود
وأخرج وضعفه عن البيهقي ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من قبل بين عيني أمه كان له سترا من النار" . ابن عباس
وأخرج وصححه، الحاكم ، عن والبيهقي قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله، إني أذنبت ذنبا عظيما فهل لي من توبة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ألك والدان؟" . قال : لا . قال : "ألك خالة؟" . قال : نعم . قال : "فبرها إذن" . ابن عمر
وأخرج عن أم أيمن، أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بعض أهل بيته فقال : "لا تشرك بالله وإن عذبت وإن حرقت، وأطع ربك ووالديك وإن أمراك أن تخرج من كل شيء فاخرج، ولا تترك الصلاة متعمدا، فإن من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله، إياك والخمر؛ فإنها مفتاح كل شر، وإياك والمعصية، فإنها تسخط الله، لا تنازعن الأمر أهله وإن رأيت أن لك، لا تفر من الزحف، وإن [ ص: 304 ] أصاب الناس موت وأنت فيهم فاثبت، أنفق على أهلك من طولك، ولا ترفع عصاك عنهم، وأخفهم في الله عز وجل" . البيهقي
وأخرج ، أحمد في "الأدب"، وأبو داود، والبخاري وابن ماجه وصححه، والحاكم ، عن أبي أسيد الساعدي قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل : يا رسول الله، هل بقي علي من بر أبوي شيء بعد موتهما أبرهما به؟ قال : "نعم، خصال أربع؛ الدعاء لهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما" . والبيهقي
وأخرج في "الأدب"، البخاري ، وأبو داود، ومسلم ، وابن حبان، والترمذي ، عن والبيهقي ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " /إن أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي الأب" . ابن عمر
وأخرج في "الأدب" عن عبد الله بن سلام قال : والذي بعث محمدا بالحق، إنه لفي كتاب الله : لا تقطع من كان يصل أباك، فتطفئ بذلك نورك . البخاري
[ ص: 305 ] وأخرج ، الحاكم ، من طريق محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، عن أبيه، أن أبا بكر الصديق قال لرجل من العرب كان يصحبه يقال له عفير : يا عفير، كيف سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الود؟ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "الود يتوارث، والعداوة كذلك" . والبيهقي
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، والنسائي ، عن أبي سعيد الخدري : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "لا يدخل الجنة عاق، ولا ولد زنى، ولا مدمن خمر، ولا منان" . والبيهقي
وأخرج ، عبد الرزاق ، وابن أبي شيبة ، والنسائي ، عن والبيهقي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لا يدخل الجنة عاق والديه، ولا منان، ولا ولد زانية، ولا مدمن خمر، ولا قاطع رحم، ولا من أتى ذات محرم" . ابن عمرو
وأخرج وضعفه عن طلق بن علي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "لو أدركت والدي أو أحدهما وأنا في صلاة العشاء، وقد قرأت فيها [ ص: 306 ] بفاتحة الكتاب، تنادي : يا محمد . لأجبتها : لبيك" . البيهقي
وأخرج وضعفه، من طريق الليث بن سعد : حدثني يزيد بن حوشب الفهري، عن أبيه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "لو كان جريج الراهب فقيها عالما، لعلم أن إجابته أمه أفضل من عبادة ربه" . البيهقي
وأخرج عن مكحول قال : إذا دعتك والدتك وأنت في الصلاة فأجبها، وإذا دعاك أبوك فلا تجبه حتى تفرغ من صلاتك . البيهقي
وأخرج عن محمد بن المنكدر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا دعتك أمك في الصلاة فأجبها، وإذا دعاك أبوك فلا تجبه" . ابن أبي شيبة
وأخرج ، أحمد ، عن أبي بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "من أدرك والديه أو أحدهما، ثم دخل النار من بعد ذلك، فأبعده الله وأسحقه" . والبيهقي
وأخرج ، أحمد ، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 307 ] قال : "من العباد عباد لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولا يطهرهم" . قال : من أولئك [258و] يا رسول الله؟ قال : "المتبرئ من والديه رغبة عنهما، والمتبرئ من ولده، ورجل أنعم عليه قوم فكفر نعمتهم وتبرأ منهم" . والبيهقي
وأخرج عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن أشد الناس عذابا يوم القيامة من قتل نبيا، أو قتله نبي، أو قتل أحد والديه، والمصورون، وعالم لم ينتفع بعلمه" . ابن عباس
وأخرج وصححه وتعقبه الذهبي، الحاكم ، والبيهقي ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"، من طريق بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، عن أبيه، عن جده أبي بكرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة، إلا عقوق الوالدين؛ فإنه يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات، ومن رايا رايا الله به، ومن سمع سمع الله به" . والطبراني
وأخرج في "المصنف"، عبد الرزاق ، عن طاوس قال : إن من [ ص: 308 ] السنة أن توقر أربعة؛ العالم، وذو الشيبة، والسلطان، والوالد . قال : ويقال : أن من الجفاء أن يدعو الرجل والده باسمه . والبيهقي
وأخرج ، عبد الرزاق ، عن كعب، أنه سئل عن العقوق : ما تجدونه في كتاب الله عقوق الوالدين؟ قال : إذا أقسم عليه لم يبره، وإذا سأله لم يعطه، وإذا ائتمنه خان، فذلك العقوق . والبيهقي
وأخرج عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ثلاث دعوات مستجابات؛ دعاء الوالد على ولده، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر" . أبي هريرة
وأخرج ابن أبي الدنيا، ، عن محمد بن النعمان، يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : "من زار قبر أبويه أو أحدهما في كل جمعة، غفر له وكتب برا" . والبيهقي
وأخرج عن محمد بن سيرين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الرجل ليموت والداه وهو عاق لهما، فيدعو لهما من بعدهما، فيكتبه الله من البارين" . البيهقي
وأخرج عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن العبد يموت [ ص: 309 ] والداه أو أحدهما، وإنه لهما لعاق، فلا يزال يدعو لهما ويستغفر لهما حتى يكتبه الله بارا" . البيهقي
وأخرج عن الأوزاعي قال : بلغني أن من عق والديه في حياتهما، ثم قضى دينا إن كان عليهما واستغفر لهما، ولم يستسب لهما، كتب بارا، ومن بر والديه في حياتهما، ثم لم يقض دينا إذا كان عليهما ولم يستغفر لهما، واستسب لهما، كتب عاقا . البيهقي
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من أصبح مطيعا لله في والديه أصبح له بابان مفتوحان من الجنة، وإن كان واحدا فواحدا، ومن أمسى /عاصيا لله في والديه أصبح له بابان مفتوحان من النار، وإن كان واحدا فواحدا" . فقال رجل : وإن ظلماه؟ قال : "وإن ظلماه، وإن ظلماه، وإن ظلماه" . ابن عباس
وأخرج عن المنكدر بن محمد بن المنكدر قال : كان أبي يبيت على السطح يروح عن أمه، وعمي يصلي إلى الصباح، فقال له أبي : ما يسرني [ ص: 310 ] ليلتي بليلتك . البيهقي
وأخرج ، ابن سعد في "الزهد" وأحمد ، عن عبد الله بن المبارك قال : قال محمد بن المنكدر : بات عمر – أخوه – يصلي، وبت أغمز رجل أمي، وما أحب أن ليلتي بليلته . والبيهقي
وأخرج عن محمد بن المنكدر، أنه كان يضع خده على الأرض ثم يقول لأمه : يا أمه، قومي فضعي قدمك على خدي . ابن سعد
وأخرج في "المصنف"، عبد الرزاق ، عن طاوس قال : كان رجل له أربعة بنين، فمرض فقال أحدهم : إما أن تمرضوه وليس لكم من ميراثه شيء، وإما أن أمرضه وليس لي من ميراثه شيء؟ قالوا : بل مرضه وليس لك من ميراثه شيء . فمرضه حتى مات ولم يأخذ من ماله شيئا، فأتي في النوم، فقيل له : ائت مكان كذا وكذا، فخذ منه مائة دينار . فقال في نومه : أفيها بركة؟ قالوا : لا . فأصبح فذكر ذلك لامرأته، فقالت له : خذها، فإن من بركتها أن تكتسي منها وتعيش منها . فأبى، فلما أمسى أتي في النوم فقيل له : ائت مكان كذا وكذا، فخذ منه عشرة دنانير . فقال : أفيها بركة؟ قالوا : لا . فلما أصبح ذكر ذلك [ ص: 311 ] لامرأته، فقالت له مثل مقالتها الأولى، فأبى أن يأخذها، فأتي في النوم في الليلة الثالثة : أن ائت مكان كذا وكذا، فخذ منه دينارا . فقال : أفيه بركة؟ قالوا : نعم . فذهب فأخذ الدينار، ثم خرج به إلى السوق، فإذا هو برجل يحمل حوتين، فقال : بكم هذا؟ قال : بدينار . فأخذهما منه بالدينار، ثم انطلق بهما، فلما دخل بيته شق الحوتين، فوجد في بطن كل واحد منهما درة لم ير الناس مثلها، فبعث الملك بدرة يشتريها، فلم توجد إلا عنده، فباعها بوقر ثلاثين بغلا ذهبا، فلما رآها الملك قال : ما تصلح هذه إلا بأخت؟ فاطلبوا مثلها وإن أضعفتم . قال : فجاءوه فقالوا : عندك أختها نعطيك ضعف ما أعطيناك؟ قال : أوتفعلون؟ قالوا : نعم . فأعطاهم أختها بضعف ما أخذوا الأولى . والبيهقي
وأخرج في "المصنف"، عبد الرزاق ، عن يحيى بن أبي كثير قال : لما قدم أبو موسى وأبو عامر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعوه وأسلموا، قال : "ما فعلت امرأة منكم تدعى كذا وكذا؟" . قالوا : تركناها في أهلها . قال : "فإنه قد غفر لها" . قالوا : بم يا رسول الله؟ قال : "ببرها والدتها" . قال : "كانت لها أم عجوز كبيرة، فجاءهم النذير : إن العدو يريد أن يغيروا عليكم الليلة . [ ص: 312 ] فارتحلوا ليلحقوا بعظيم قومهم، ولم يكن معها ما تحتمل عليه، فعمدت إلى أمها، فجعلت تحملها على ظهرها، فإذا أعيت وضعتها، ثم ألصقت بطنها ببطن أمها، وجعلت رجليها تحت رجلي أمها من الرمضاء حتى نجت" . والبيهقي
وأخرج عن البيهقي قال : بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع شاب، فقلنا : لو كان هذا الشاب جعل شبابه ونشاطه وقوته في سبيل الله . فسمع النبي صلى الله عليه وسلم مقالتنا، فقال : "وما في سبيل الله إلا من قتل؟ من سعى على والديه ففي سبيل الله، ومن سعى على عياله ففي سبيل الله، ومن سعى على نفسه يغنيها ففي سبيل الله" . أبي هريرة
وأخرج عن الحاكم قالت : قلت : يا رسول الله، أي الناس أعظم حقا على المرأة؟ قال : "زوجها" . قلت : فأي الناس أعظم حقا على الرجل؟ قال : "أمه" . عائشة
وأخرج عن الحاكم : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "لعن الله من ذبح [ ص: 313 ] لغير الله، ومن تولى غير مواليه، ولعن الله العاق لوالديه، ولعن الله من منتقض منار الأرض" . علي
وأخرج وصححه، وضعفه الذهبي، عن الحاكم مرفوعا : "عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم، وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم، ومن أتاه أخوه متنصلا فليقبل ذلك منه؛ محقا كان أو مبطلا، فإن لم يفعل لم يرد علي الحوض" . أبي هريرة
وأخرج عن جابر مرفوعا : "بروا آباءكم" . الحاكم
وأخرج ، أحمد وصححه، عن أبي سعيد الخدري : إن رجلا هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : "قد هجرت من الشرك، ولكنه الجهاد، هل لك أحد باليمن؟" . قال : أبواي . قال : "أذنا لك؟" . قال : لا . قال : "فارجع فاستأذنهما، فإن أذنا لك فجاهد، وإلا فبرهما" . والحاكم
وأخرج في "الزهد"، عن وهب بن منبه، أن موسى سأل ربه عز وجل [ ص: 314 ] فقال : يا رب، بم تأمرني؟ قال : بألا تشرك بي شيئا . قال : وبمه؟ قال : وبر والدتك . قال : وبمه؟ قال : بر والدتك . قال : وبمه؟ قال : وبوالدتك . قال وهب : إن البر بالوالدين يزيد في العمر، والبر بالوالدة يثبت الأصل . أحمد
وأخرج في "الزهد" عن عمرو بن ميمون قال : رأى موسى رجلا عند العرش، فغبطه بمكانه، فسأل عنه، فقالوا : نخبرك بعمله؛ لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله، ولا /يمشي بالنميمة، ولا يعق والديه . قال : أي رب، ومن يعق والديه؟ قال : يستسب لهما حتى يسبا . أحمد
وأخرج ، أحمد وصححه، والترمذي ، عن أبي الدرداء، أن رجلا أتاه فقال : إن امرأتي بنت عمي وإني أحبها، وإن والدتي تأمرني أن أطلقها . فقال : لا آمرك أن تطلقها، ولا آمرك أن تعصي والدتك، ولكن أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعته يقول : "إن الوالدة أوسط باب من أبواب الجنة" . فإن شئت فأمسك وإن شئت فدع . وابن ماجه
[ ص: 315 ] وأخرج عن الحسن قال : للأم ثلثا البر وللأب الثلث . ابن أبي شيبة
وأخرج ، أحمد ، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لا يدخل الجنة عاق، ولا مدمن خمر، ولا مكذب بقدر" . وابن ماجه
وأخرج عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "بر الوالدين يجزئ من الجهاد" . ابن أبي شيبة
وأخرج عن معاذ بن جبل، أنه قيل له : ما حق الوالد على الولد؟ قال : لو خرجت من أهلك ومالك ما أديت حقهما . ابن أبي شيبة
وأخرج ، وهناد، عن علي بن أبي طالب قال : إذا مالت الأفياء، وراحت الأرواح، فاطلبوا الحوائج إلى الله، فإنها ساعة الأوابين . وقرأ ابن أبي شيبة فإنه كان للأوابين غفورا .
وأخرج هناد عن سعيد بن المسيب في قوله : فإنه كان للأوابين غفورا . قال : الأواب الذي يذنب ثم يستغفر، ثم يذنب ثم يستغفر .
[ ص: 316 ] وأخرج هناد عن عبيد بن عمير في قوله : فإنه كان للأوابين غفورا . قال : الأواب الذي يتذكر ذنوبه في الخلاء فيستغفر منها .