قوله تعالى : وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس
أخرج ، عبد الرزاق ، وسعيد بن منصور ، وأحمد ، والبخاري ، والترمذي ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، والحاكم وابن مردويه في "الدلائل"، والبيهقي عن في قوله : ابن عباس وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس . قال : هي رؤيا عين، أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به إلى بيت المقدس، وليست برؤيا منام، والشجرة الملعونة في القرآن . قال : هي شجرة الزقوم .
[ ص: 390 ] وأخرج عن سعيد بن منصور أبي مالك في قوله : وما جعلنا الرؤيا التي أريناك . قال : ما أري في طريقه إلى بيت المقدس .
وأخرج ، ابن سعد ، وأبو يعلى ، عن وابن عساكر أم هانئ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسري به أصبح يحدث نفرا من قريش وهم يستهزئون به، فطلبوا منه آية، فوصف لهم بيت المقدس، وذكر لهم قصة العير، فقال الوليد بن المغيرة : هذا ساحر . فأنزل الله تعالى : وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس .
وأخرج ، ابن إسحاق ، وابن جرير ، عن وابن المنذر الحسن، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسري به أصبح يحدث بذلك، فكذب به أناس، فأنزل الله فيمن ارتد : وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس .
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن مردويه في الآية قال : هو ما رأى في ابن عباس بيت المقدس ليلة أسري به .
وأخرج عن ابن جرير في قوله : قتادة وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس . يقول : أراه الله من الآيات والعبر في مسيره إلى بيت المقدس . ذكر لنا أن ناسا ارتدوا بعد إسلامهم حين حدثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 391 ] بمسيره، أنكروا ذلك وكذبوا به وعجبوا منه، وقالوا : تحدثنا أنك سرت مسيرة شهرين في ليلة واحدة!
وأخرج عن ابن جرير قال : سهل بن سعد وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس . رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني فلان ينزون على منبره نزو القردة، فساءه ذلك، فما استجمع ضاحكا حتى مات، وأنزل الله :
وأخرج عن ابن أبي حاتم ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ابن عمرو الحكم بن أبي العاصي على المنابر كأنهم القردة" . فأنزل الله في ذلك : وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة . يعني الحكم وولده . "رأيت ولد
وأخرج عن ابن أبي حاتم يعلى بن مرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بني أمية على منابر الأرض، وسيملكونكم، فتجدونهم أرباب سوء" . واهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك؛ فأنزل الله : وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس . "أريت
وأخرج عن ابن مردويه الحسين بن علي، بني أمية يتعاورون منبري هذا" . فقيل : يا رسول الله، لا تهتم؛ فإنها دنيا تنالهم . فأنزل الله : وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبح وهو [ ص: 392 ] مهموم، فقيل : مالك يا رسول الله؟ فقال : "إني أريت في المنام كأن
وأخرج ، ابن أبي حاتم ، وابن مردويه في "الدلائل"، والبيهقي ، عن وابن عساكر قال : سعيد بن المسيب بني أمية على المنابر فساءه ذلك، فأوحى الله إليه : إنما هي دنيا أعطوها . فقرت عينه، [262و] وهي قوله : وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس . يعني بلاء للناس . رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأخرج ابن مردويه عن ، أنها قالت عائشة لمروان بن الحكم : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأبيك وجدك : "إنكم الشجرة الملعونة في القرآن" .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن مردويه عن في قوله : ابن عباس وما جعلنا الرؤيا الآية . قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أري أنه دخل مكة هو وأصحابه، وهو يومئذ بالمدينة، فسار إلى مكة قبل الأجل، فرده المشركون، فقال أناس : قد رد، وقد كان حدثنا أنه سيدخلها . فكانت رجعته فتنتهم .
[ ص: 393 ] وأخرج ، ابن إسحاق ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه في "البعث"، والبيهقي عن قال : قال ابن عباس أبو جهل لما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم شجرة الزقوم تخويفا لهم : يا معشر قريش، هل تدرون ما شجرة الزقوم التي يخوفكم بها محمد؟ قالوا : لا . قال : عجوة يثرب بالزبد، والله لئن استمكنا منها لنتزقمنها تزقما . فأنزل الله : إن شجرت الزقوم طعام الأثيم [الدخان : 43، 44] . وأنزل الله : والشجرة الملعونة في القرآن الآية .
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن مردويه في قوله : ابن عباس والشجرة الملعونة في القرآن . قال : هي شجرة الزقوم، خوفوا بها، قال أبو جهل : أيخوفني ابن أبي كبشة بشجرة الزقوم؟ ثم دعا بتمر وزبد فجعل يقول : زقموني . فأنزل الله تعالى : طلعها كأنه رءوس الشياطين [الصافات : 65]، وأنزل الله : ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا .
وأخرج عن ابن المنذر في قوله : ابن عباس والشجرة الملعونة . قال : ملعونة لأنه قال : طلعها كأنه رءوس الشياطين . والشياطين ملعونون .
[ ص: 394 ] وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم في قوله : مجاهد ونخوفهم . قال : أبو جهل، بشجرة الزقوم، فما يزيدهم . قال : فما يزيد أبا جهل إلا طغيانا كبيرا .