قوله تعالى : الذين آتيناهم الكتاب   الآية . 
أخرج  عبد الرزاق  ،  وعبد بن حميد  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  ،  وأبو الشيخ  ، عن  قتادة  في قوله : الذين آتيناهم الكتاب  قال : اليهود والنصارى ، يعرفونه  قال : يعرفون رسول الله في كتابهم كما يعرفون أبناءهم . 
وأخرج  عبد بن حميد  ،  وابن جرير  ، عن  قتادة  في قوله : الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم  قال : يعرفون أن البيت الحرام هو القبلة . 
وأخرج  ابن جرير  ، عن  الربيع  في قوله : الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم  قال : يعرفون أن البيت الحرام هو القبلة التي أمروا بها ، وإن فريقا منهم ليكتمون الحق  يعني القبلة .  [ ص: 32 ] وأخرج  عبد بن حميد  ،  وابن جرير  ، عن  مجاهد  في قوله : وإن فريقا منهم  قال : أهل الكتاب ، ليكتمون الحق وهم يعلمون  قال : يكتمون محمدا،  وهم يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل . 
وأخرج  ابن جرير  ،  وابن المنذر  ، عن  ابن جريج  في قوله : الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه  قال : زعموا أن بعض أهل المدينة  من أهل الكتاب ممن أسلم قال : والله لنحن أعرف به منا بأبنائنا ؛ من أجل الصفة والنعت الذي نجده في كتابنا، وأما أبناؤنا فلا ندري ما أحدث النساء . 
وأخرج  الثعلبي  من طريق السدي الصغير،  عن  الكلبي  ، عن  ابن عباس  قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة،  قال  عمر بن الخطاب   لعبد الله بن سلام   : قد أنزل الله على نبيه : الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم  فكيف يا عبد الله  هذه المعرفة ؟ فقال  عبد الله بن سلام   : يا  عمر  لقد عرفته حين رأيته كما أعرف ابني إذا رأيته مع الصبيان، وأنا أشد معرفة بمحمد  مني بابني . فقال  عمر   : كيف ذلك ؟ قال : أشهد أنه رسول الله حق من الله، وقد نعته الله في كتابنا، ولا أدري ما تصنع النساء . فقال له  عمر   : وفقك الله يا  ابن سلام .  
وأخرج  الطبراني،  عن  سلمان الفارسي  قال : خرجت أبتغي الدين، فوقعت في الرهبان؛ بقايا أهل الكتاب ، قال الله تعالى : يعرفونه كما يعرفون  [ ص: 33 ] أبناءهم  فكانوا يقولون : هذا زمان نبي قد أظل ، يخرج من أرض العرب  ، له علامات ؛ من ذلك شأمة مدورة بين كتفيه خاتم النبوة . 
				
						
						
