قوله تعالى : فاذكروني أذكركم الآية .
أخرج ، عبد بن حميد ، عن وابن جرير في قوله : سعيد بن جبير فاذكروني أذكركم قال : اذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي .
وأخرج ، أبو الشيخ من طريق والديلمي جويبر ، عن ، عن الضحاك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عباس " فاذكروني أذكركم يقول : اذكروني يا معاشر العباد بطاعتي، أذكركم بمغفرتي" .
وأخرج ابن لال، ، والديلمي ، عن وابن عساكر أبي هند الداري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : "قال الله : اذكروني بطاعتي، أذكركم بمغفرتي ، فمن ذكرني وهو مطيع فحق علي أن أذكره بمغفرتي، ومن ذكرني وهو لي عاص ، فحق [ ص: 38 ] علي أن أذكره بمقت" .
وأخرج ، عن عبد بن حميد : عكرمة فاذكروني أذكركم قال : قال : يقول الله : ذكري لكم خير من ذكركم لي . ابن عباس
وأخرج في «الأوسط»، الطبراني ، عن وأبو نعيم ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة آدم ، إنك إذا ما ذكرتني شكرتني، وإذا ما نسيتني كفرتني" . "يقول الله : يا ابن
وأخرج ، ابن أبي الدنيا ، وابن أبي حاتم في «شعب الإيمان» ، عن والبيهقي ، أن زيد بن أسلم موسى عليه السلام قال : يا رب ، أخبرني كيف أشكرك؟ قال : تذكرني ولا تنساني ، فإذا ذكرتني فقد شكرتني، وإذا نسيتني فقد كفرتني .
وأخرج ، الطبراني ، وابن مردويه في «شعب الإيمان»، عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن مسعود فاذكروني أذكركم . ومن أعطى الدعاء أعطي الإجابة ؛ لأن الله يقول : ادعوني أستجب لكم . ومن أعطى الشكر أعطي الزيادة ؛ لأن الله يقول : [ ص: 39 ] لئن شكرتم لأزيدنكم . ومن أعطى الاستغفار أعطي المغفرة ؛ لأن الله يقول : استغفروا ربكم إنه كان غفارا . "من أعطى أربعا أعطي أربعا، وتفسير ذلك في كتاب الله ؛ من أعطى الذكر ذكره الله ؛ لأن الله يقول :
وأخرج ، عن ابن جرير في قوله تعالى : السدي فاذكروني أذكركم قال : ليس من عبد يذكر الله إلا ذكره الله ؛ لا يذكره مؤمن إلا ذكره برحمة، ولا يذكره كافر إلا ذكره بعذاب .
وأخرج في «المصنف»، ابن أبي شيبة في «الزهد»، وأحمد في «شعب الإيمان»، عن والبيهقي قال : أوحى الله إلى ابن عباس داود عليه السلام : قل للظلمة لا يذكروني ؛ فإن حقا علي أن أذكر من ذكرني ، وإن ذكري إياهم أن ألعنهم .
وأخرج ، عبد بن حميد ، عن وابن أبي حاتم ، أنه قيل له : أرأيت قاتل النفس، وشارب الخمر، والسارق، والزاني، يذكر الله، وقد قال الله : ابن عمر فاذكروني أذكركم قال : إذا ذكر الله هذا ذكره الله بلعنته حتى يسكت .
وأخرج ، سعيد بن منصور ، وابن المنذر في «شعب الإيمان» ، عن والبيهقي خالد بن أبي عمران قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من أطاع الله فقد ذكر الله، [ ص: 40 ] وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن، ومن عصى الله فقد نسي الله وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن" .
وأخرج أحمد، ، والبخاري ، ومسلم ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه في «شعب الإيمان» ، عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة "يقول الله : أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة" .
وأخرج أحمد، في «الأسماء والصفات»، عن والبيهقي ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أنس آدم ، إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ من الملائكة - أو قال : في ملأ خير منهم- وإن دنوت مني شبرا دنوت منك ذراعا، وإن دنوت مني ذراعا دنوت منك باعا، وإن أتيتني تمشي أتيتك هرولة" . [ ص: 41 ] وأخرج "قال الله عز وجل : يا ابن ، عن الطبراني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : معاذ بن جبل "قال الله جل ذكره : لا يذكرني أحد في نفسه إلا ذكرته في ملأ من ملائكتي، ولا يذكرني في ملأ إلا ذكرته في الرفيق الأعلى" .
وأخرج في «الذكر»، ابن أبي الدنيا والبزار، في «شعب الإيمان»، عن والبيهقي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ابن عباس آدم ، إن ذكرتني خاليا ذكرتك خاليا، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير من الذين تذكرني فيهم وأكثر" . "قال الله : يا ابن
وأخرج ، ابن ماجه ، وابن حبان ، عن والبيهقي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة "إن الله عز وجل يقول : أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحركت بي شفتاه" .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وأحمد وحسنه ، والترمذي ، وابن ماجه ، وابن حبان وصححه، والحاكم ، عن والبيهقي عبد الله بن بسر، . [ ص: 42 ] وأخرج أن رجلا قال : يا رسول الله ، إن شرائع الإسلام قد كثرت علي ، فأخبرني بشيء أتثبت به . قال : "لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله" ابن أبي الدنيا، ، والبزار ، وابن حبان ، والطبراني ، عن والبيهقي مالك بن يخامر، قال لهم : إن آخر كلام فارقت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قلت : أي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال : "أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله" . معاذ بن جبل أن
وأخرج ، عن ابن أبي الدنيا أبي المخارق قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "مررت ليلة أسري بي برجل مغيب في نور العرش ، قلت : من هذا ؛ أملك ؟ قيل : لا ، قلت : نبي ؟ قيل : لا . قلت : من هو ؟ قال : هذا رجل كان في الدنيا لسانه رطب من ذكر الله، وقلبه معلق بالمساجد، ولم يستسب لوالديه" .
وأخرج ، ابن أبي شيبة في «الزهد» ، وأحمد ، عن وابن أبي الدنيا ، قال : قيل سالم بن أبي الجعد : إن الرجل أعتق مائة نسمة . قال : إن مائة نسمة من مال رجل لكثير، وأفضل من ذلك إيمان ملزوم بالليل والنهار، وألا يزال لسان أحدكم رطبا من ذكر الله . [ ص: 43 ] وأخرج لأبي الدرداء أحمد، ، والترمذي ، وابن ماجه وابن أبي الدنيا، وصححه، والحاكم ، عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي الدرداء "ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟" قالوا : بلى . قال : "ذكر الله" .
وأخرج ابن أبي الدنيا، ، عن والبيهقي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : عبد الله بن عمرو، "إن لكل شيء سقالة، وإن سقالة القلوب ذكر الله، . قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : "ولو أن يضرب بسيفه حتى ينقطع" . وما من شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله"
وأخرج البزار، ، عن والطبراني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عباس . [ ص: 44 ] وأخرج "من عجز منكم عن الليل أن يكابده، وبخل بالمال أن ينفقه، وجبن عن العدو أن يجاهده، فليكثر ذكر الله" في «الأوسط» ، عن الطبراني رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : جابر "ما عمل آدمي عملا أنجى له من العذاب من ذكر الله" . قيل : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : "ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع" .
وأخرج في كتاب «الشكر»، ابن أبي الدنيا ، والطبراني ، عن والبيهقي ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ابن عباس "أربع من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا والآخرة ؛ قلب شاكر، ولسان ذاكر، وبدن على البلاء صابر، وزوجة لا تبغيه خونا في نفسها وماله" .
وأخرج عن ابن حبان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي سعيد الخدري، "ليذكرن الله أقوام في الدنيا على الفرش الممهدة، يدخلهم الله الدرجات العلا" .
وأخرج البخاري، ، ومسلم ، عن والبيهقي قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : أبي موسى "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت" .
وأخرج عن ابن أبي الدنيا، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي ذر، "ما من يوم وليلة إلا ولله عز وجل فيه صدقة يمن بها على من يشاء من عباده، وما من الله على عبد [ ص: 45 ] بأفضل من أن يلهمه ذكره" .
وأخرج ، عن ابن أبي شيبة قال : إن الله يتصدق كل يوم بصدقة ، فما تصدق على عبده بشيء أفضل من ذكره . خالد بن معدان
وأخرج عن الطبراني، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي موسى "لو أن رجلا في حجره دراهم يقسمها وآخر يذكر الله، لكان الذاكر لله أفضل" .
وأخرج الطبراني، ، عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : معاذ بن جبل "ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله تعالى فيها" .
وأخرج ابن أبي الدنيا، ، عن والبيهقي أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : عائشة، آدم لم يذكر الله تعالى فيها إلا تحسر عليها يوم القيامة" . "ما من ساعة تمر بابن
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وأحمد ، ومسلم ، والترمذي [ ص: 46 ] وابن ماجه ، عن والبيهقي ، أبي هريرة أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : وأبي سعيد، "لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده" .
وأخرج ، عن ابن أبي الدنيا ، أبي هريرة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وأبي سعيد، "إن لأهل ذكر الله أربعا ؛ تنزل عليهم السكينة، وتغشاهم الرحمة، وتحف بهم الملائكة، ويذكرهم الرب في ملأ عنده" .
وأخرج وصححه ، عن الحاكم : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أبي الدرداء "إن الله يقول : أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحركت بي شفتاه" .
وأخرج وصححه، عن الحاكم مرفوعا، أنس "قال الله : عبدي، أنا عند ظنك بي، وأنا معك إذا ذكرتني" .
وأخرج في «المصنف» ، عن ابن أبي شيبة قال : ذكر الله بالغداة والعشي أعظم من حطم السيوف في سبيل الله وإعطاء المال سحا" . [ ص: 47 ] وأخرج ابن عمر عن ابن أبي شيبة قال : لو أن رجلين أحدهما يحمل على الجياد في سبيل الله والآخر يذكر الله، لكان الذاكر أعظم وأفضل أجرا . معاذ بن جبل
وأخرج ، ابن أبي شيبة في «الزهد»، عن وأحمد قال : لو بات رجل يعطي القيان البيض - ولفظ سلمان الفارسي : يطاعن الأقران - وبات آخر يقرأ القرآن أو يذكر الله ، لرأيت أن ذاكر الله أفضل . أحمد
وأخرج ، عن ابن أبي شيبة قال : لو أن رجلين أقبل أحدهما من المشرق، والآخر من المغرب، مع أحدهما ذهب لا يضع منه شيئا إلا في حق، والآخر يذكر الله، حتى يلتقيا في طريق، كان الذي يذكر الله أفضلهما . ابن عمرو
وأخرج البخاري، ، ومسلم في «الأسماء والصفات»، عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة "إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر ، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا : هلموا إلى حاجتكم . فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء ، فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء ، فيسألهم ربهم، وهو أعلم : من أين جئتم ؟ فيقولون : جئنا من عند عباد لك في الأرض يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك . فيقول : هل رأوني؟ فيقولون : لا . فيقول : كيف لو رأوني؟ فيقولون : لو رأوك كانوا أشد لك عبادة، وأشد لك تمجيدا، وأكثر لك تسبيحا . [ ص: 48 ] فيقول : فما يسألون ؟ فيقولون : يسألونك الجنة . فيقول : وهل رأوها ؟ فيقولون : لا . فيقول : فكيف لو رأوها ؟ فيقولون : لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا، وأشد لها طلبا، وأعظم فيها رغبة . قال : فمم يتعوذون ؟ فيقولون : يتعوذون من النار . فيقول : وهل رأوها؟ فيقولون : لا . فيقول : فكيف لو رأوها ؟ فيقولون : لو أنهم رأوها كانوا أشد منها فرارا، وأشد لها مخافة . فيقول : أشهدكم أني قد غفرت لهم . فيقول ملك من الملائكة : فيهم فلان ليس منهم ، إنما جاء لحاجة . قال : هم القوم لا يشقى بهم جليسهم" .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وأحمد ، ومسلم ، والترمذي ، عن والنسائي معاوية، جبريل، فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة" . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه، فقال : "ما أجلسكم ؟" قالوا : جلسنا نذكر الله، ونحمده على ما هدانا للإسلام، ومن به علينا . قال : "آلله، ما أجلسكم إلا ذلك ؟" قالوا : آلله ما أجلسنا إلا ذلك . قال : أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكن أتاني
وأخرج أحمد، ، وأبو يعلى ، وابن حبان ، عن والبيهقي ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي سعيد الخدري "يقول الله يوم القيامة : سيعلم أهل الجمع اليوم من أهل الكرم" . فقيل : ومن أهل الكرم يا رسول الله ؟ قال : "أهل [ ص: 49 ] مجالس الذكر" .
وأخرج عن أحمد، قال : أنس إذا لقي الرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : تعال نؤمن بربنا ساعة . فقال ذات يوم لرجل ، فغضب الرجل ، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال : يا رسول الله ، ألا ترى إلى عبد الله بن رواحة يرغب عن إيمانك إلى إيمان ساعة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "يرحم الله ابن رواحة إنه يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة" . ابن رواحة؛ كان
وأخرج أحمد، والبزار، ، وأبو يعلى ، عن والطبراني ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أنس "ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله، لا يريدون بذلك إلا وجهه، إلا ناداهم مناد من السماء : أن قوموا مغفورا لكم ، قد بدلت سيئاتكم حسنات" .
وأخرج عن الطبراني سهل ابن الحنظلية، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ص: 50 ] وأخرج "ما جلس قوم مجلسا يذكرون الله عز وجل فيه فيقومون حتى يقال لهم : قوموا قد غفر الله لكم، وبدلت سيئاتكم حسنات" . ، عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عبد الله بن مغفل "ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله إلا ناداهم مناد في السماء : قوموا مغفورا لكم ، قد بدلت سيئاتكم حسنات . وما من قوم اجتمعوا في مجلس، فتفرقوا ولم يذكروا الله إلا كان ذلك عليهم حسرة يوم القيامة" .
وأخرج ، عن أحمد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : معاذ بن جبل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما عمل آدمي عملا قط أنجى له من عذاب القبر من ذكر الله" . "ألا أخبركم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من تعاطي الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟" قالوا : بلى يا رسول الله . قال : "ذكر الله" .
وأخرج عن أحمد أنه معاذ بن جبل، [ ص: 51 ] وأخرج سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل الإيمان ؟ قال : "أن تحب لله، وتبغض لله، وتعمل لسانك في ذكر الله" . قال : وماذا يا رسول الله؟ قال : "وأن تحب للناس ما تحب لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك، وأن تقول خيرا أو تصمت" . ، ابن أبي شيبة في زوائد «الزهد»، عن وعبد الله بن أحمد قال : لو أن رجلا في حجره دنانير يعطيها، وآخر ذاكر الله عز وجل ، لكان الذاكر أفضل . أبي برزة الأسلمي،
وأخرج عن عبد الله بن أحمد، ، قال : اذكر الله عند كل حجيرة وشجيرة ومديرة، واذكره في سرائك يذكرك في ضرائك . أبي الدرداء
وأخرج ، ابن أبي شيبة في «الزهد»، عن وأحمد ، قال : إن الذين لا تزال ألسنتهم رطبة بذكر الله تبارك وتعالى يدخل أحدهم الجنة وهو يضحك . أبي الدرداء
وأخرج في «الزهد»، عن أحمد ، قال : لأن أكبر مائة تكبيرة أحب إلي من أن أتصدق بمائة دينار . أبي الدرداء
وأخرج عبد الله ابنه ، عن قال : ما اجتمع ملأ يذكرون الله إلا ذكرهم الله في ملأ أعز منه وأكرم، وما تفرق قوم لم يذكروا الله في مجلسهم إلا كان حسرة عليهم يوم القيامة . [ ص: 52 ] وأخرج عبد الله بن عمرو ، عن ابن أبي شيبة قال : التكبيرة خير من الدنيا وما فيها . عمر
وأخرج ، عن ابن أبي شيبة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : معاذ بن جبل "ما عمل ابن آدم عملا أنجى له من النار من ذكر الله" . قالوا : يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : "ولا الجهاد في سبيل الله، تضرب بسيفك حتى ينقطع ، ثم تضرب بسيفك حتى ينقطع ، ثم تضرب بسيفك حتى ينقطع" .
وأخرج ، عن ابن أبي شيبة قال : لأن أذكر الله من غدوة حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أحمل على الجياد في سبيل الله من غدوة حتى تطلع الشمس . معاذ بن جبل،
وأخرج ، عن ابن أبي شيبة قال : لأن أكون في قوم يذكرون الله من حين يصلون الغداة إلى حين تطلع الشمس، أحب إلي من أن أكون على متون الخيل أجاهد في سبيل الله إلى أن تطلع الشمس، ولأن أكون في قوم يذكرون الله من حين يصلون العصر حتى تغرب الشمس، أحب إلي من أن أكون على متون الخيل أجاهد في سبيل الله حتى تغرب الشمس . عبادة بن الصامت
وأخرج ، عن ابن أبي شيبة قال : إذا كان العبد يحمد الله في السراء، ويحمده في الرخاء، فأصابه ضر فدعا الله قالت الملائكة : صوت معروف من [ ص: 53 ] امرئ ضعيف . فيشفعون له ، فإذا كان العبد لا يذكر الله في السراء، ولا يحمده في الرخاء، فأصابه ضر فدعا الله قالت الملائكة : صوت منكر . سلمان
وأخرج ، عن ابن أبي شيبة أبي جعفر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أشد الأعمال ثلاثة؛ ذكر الله على كل حال، والإنصاف من نفسك، والمواساة في المال" .
وأخرج ، عن ابن أبي شيبة قال : إن أهل السماء ليرون بيوت أهل الذكر تضيء لهم كما تضيء الكواكب لأهل الأرض . أبي هريرة
وأخرج ، عن البزار ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أنس محمد صلى الله عليه وسلم، ويسألونك لآخرتهم ودنياهم ، فيقول تبارك وتعالى : غشوهم برحمتي ، فهم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم . "إن لله سيارة من الملائكة يطلبون حلق الذكر ، فإذا أتوا عليهم حفوا بهم ، ثم بعثوا رائدهم إلى السماء إلى رب العزة تبارك وتعالى فيقولون : ربنا ، أتينا على عباد من عبادك يعظمون آلاءك، ويتلون كتابك، ويصلون على نبيك
وأخرج ، عن أحمد قال : ابن عمرو قلت : يا رسول الله ، ما غنيمة مجالس [ ص: 54 ] الذكر؟ قال : "غنيمة مجالس الذكر الجنة" .
وأخرج ابن أبي الدنيا، والبزار، ، وأبو يعلى ، والطبراني وصححه، والحاكم في «الدعوات»، عن والبيهقي قال : جابر خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : "يا أيها الناس، إن لله سرايا من الملائكة، تحل وتقف على مجالس الذكر ، فارتعوا في رياض الجنة" . قالوا : وأين رياض الجنة ؟ قال : "مجالس الذكر، فاغدوا وروحوا في ذكر الله، وذكروه أنفسكم، من كان يحب أن يعلم منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله عنده ، فإن الله ينزل العبد منه حيث أنزله من نفسه" .
وأخرج أحمد، وحسنه ، عن والترمذي ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أنس "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا" . قالوا : وما رياض الجنة ؟ قال : "حلق الذكر" .
وأخرج عن الطبراني : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : عمرو بن عبسة . [ ص: 55 ] قيل : يا رسول الله ، من هم ؟ قال : "هم جماع من نوازع القبائل، يجتمعون على ذكر الله تعالى ، فينتقون أطايب الكلام، كما ينتقي آكل التمر أطايبه" . "عن يمين الرحمن -وكلتا يديه يمين - رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء ، يغشى بياض وجوههم نظر الناظرين ، يغبطهم النبيون والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله"
وأخرج ، عن الطبراني ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي الدرداء "ليبعثن الله أقواما يوم القيامة، في وجوههم النور ، على منابر اللؤلؤ ، يغبطهم الناس ، ليسوا بأنبياء ولا شهداء" . فقال أعرابي : يا رسول الله ، حلهم لنا نعرفهم . قال : "هم المتحابون في الله، من قبائل شتى وبلاد شتى ، يجتمعون على ذكر الله يذكرونه" .
وأخرج في «الشكر» عن الخرائطي خليد العصري قال : إن لكل بيت زينة، وزينة المساجد الرجال على ذكر الله .
وأخرج في «الدعوات» عن البيهقي ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم : أبي هريرة "أتحبون أيها الناس أن تجتهدوا في الدعاء ؟" قالوا : نعم . قال : "قولوا : اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" .
وأخرج في «الزهد»، عن أحمد قال : أوحى الله إلى عمرو بن قيس داود إنك إن ذكرتني ذكرتك، وإن نسيتني تركتك، واحذر أن أجدك على حال لا أنظر إليك فيه . [ ص: 56 ] وأخرج عبد الله ابنه في «زوائده»، عن ، عن أبيه أنه قال له : يا بني، إذا كنت في قوم يذكرون الله، فبدت لك حاجة، فسلم عليهم حين تقوم ؛ فإنك لا تزال لهم شريكا ما داموا جلوسا . معاوية بن قرة
وأخرج ، عن ابن أبي شيبة أبي جعفر قال : ما من شيء أحب إلى الله من الذكر والشكر .
قوله تعالى واشكروا لي ولا تكفرون .
أخرج في كتاب «الشكر»، ابن أبي الدنيا في «شعب الإيمان»، عن والبيهقي قال : محمد بن المنكدر كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" .
وأخرج أحمد، ، وأبو داود ، والنسائي وابن أبي الدنيا، في «شعب الإيمان» ، عن والبيهقي قال : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : معاذ "إني لأحبك، لا تدعن أن تقول في دبر كل صلاة : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" .
وأخرج في «الزهد» ، أحمد وابن أبي الدنيا، ، عن والبيهقي أبي الجلد قال : قرأت في مساءلة موسى عليه السلام ، أنه قال : يا رب ، كيف لي أن أشكرك [ ص: 57 ] وأصغر نعمة وضعتها عندي من نعمك لا يجازي بها عملي كله؟ فأتاه الوحي : أن يا موسى، الآن شكرتني .
وأخرج ابن أبي الدنيا، ، عن والبيهقي سليمان التيمي قال : إن الله عز وجل أنعم على العباد على قدره، وكلفهم الشكر على قدرهم .
وأخرج عن ابن أبي الدنيا، قال : ما قال عبد كلمة أحب إليه وأبلغ في الشكر عنده من أن يقول : الحمد لله الذي أنعم علينا وهدانا للإسلام . عبد الملك بن مروان
وأخرج ابن أبي الدنيا، ، عن والبيهقي الأصبغ بن نباتة قال : كان رضي الله عنه إذا دخل الخلاء قال : بسم الله الحافظ من المودي، وإذا خرج مسح بيده على بطنه، ثم قال : يا لها من نعمة، لو يعلم العباد شكرها . علي
وأخرج عن ابن أبي الدنيا قال : إن الله ليمنع بالنعمة ما شاء ، فإذا لم يشكر عليها قلبها عذابا . الحسن
وأخرج ابن أبي الدنيا، كلاهما في كتاب «الشكر»، [ ص: 58 ] والخرائطي، ، والحاكم في «شعب الإيمان» عن والبيهقي عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال : عائشة، "ما أنعم الله على عبد من نعمة، فعلم أنها من عند الله إلا كتب الله له شكرها قبل أن يحمده، وما علم الله من عبد ندامة على ذنب إلا غفر الله له ذلك قبل أن يستغفره ، وإن الرجل ليشتري الثوب بالدينار فيلبسه فيحمد الله، فما يبلغ ركبتيه حتى يغفر له" .
وأخرج في «الشعب» عن البيهقي رضي الله عنه قال : من قال حين يصبح : الحمد لله على حسن المساء، والحمد لله على حسن المبيت، والحمد لله على حسن الصباح . فقد أدى شكر ليلته ويومه . علي
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وابن أبي الدنيا ، عن والبيهقي قال : قال عبد الله بن سلام موسى عليه السلام : يا رب، ما الشكر الذي ينبغي لك؟ قال : لا يزال لسانك رطبا من ذكري . قال : فإنا نكون من الحال على حال نجلك أن نذكرك عليها . قال : ما هي ؟ قال : الغائط، وإهراقة الماء من الجنابة، وعلى غير وضوء . قال : كلا . قال : يا رب ، كيف أقول ؟ قال : تقول سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت ، فجنبني الأذى ، سبحانك وبحمدك ، لا إله إلا أنت ، فقني من الأذى [ ص: 59 ] وأخرج ابن أبي الدنيا، ، عن والبيهقي إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أن رجلا كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم، فيسلم عليه، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم : "كيف أصبحت؟" فيقول الرجل : أحمد إليك الله، وأحمد الله إليك . فكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو له ، فجاء يوما، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : "كيف أنت يا فلان؟" قال : بخير إن شكرت . فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال الرجل : يا نبي الله، كنت تسألني وتدعو لي، وإنك سألتني اليوم فلم تدع لي . فقال : "إني كنت أسألك فتشكر الله، وإني سألتك اليوم فشككت في الشكر" .
وأخرج عن ابن أبي الدنيا قال : لا تضركم دنيا إذا شكرتموها . أبي قلابة
وأخرج عن ابن أبي الدنيا رضي الله عنه ، أنه كان يقول في دعائه : أسألك تمام النعمة في الأشياء كلها، والشكر لك عليها حتى ترضى وبعد الرضا . أبي بكر الصديق
وأخرج ابن أبي الدنيا، ، عن والبيهقي أبي حازم، أن رجلا قال له : ما شكر العينين ؟ قال : إن رأيت بهما خيرا أعلنته، وإن رأيت بهما شرا سترته . قال : فما شكر الأذنين ؟ قال : إن سمعت بهما خيرا وعيته، وإن سمعت بهما شرا أخفيته ، قال : فما شكر اليدين ؟ قال : لا تأخذ بهما ما ليس لهما، ولا تمنع حقا لله عز وجل هو فيهما . قال : فما شكر البطن ؟ قال : أن يكون أسفله طعاما، وأعلاه [ ص: 60 ] علما ، قال : فما شكر الفرج؟ قال : كما قال الله عز وجل : إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم إلى قوله : فأولئك هم العادون قال : فما شكر الرجلين ؟ قال : إن رأيت حيا غبطته استعملت عمله بهما ، وإن رأيت ميتا مقته كففتهما عن عمله، وأنت شاكر لله عز وجل . فأما من شكر بلسانه، ولم يشكر بجميع أعضائه، فمثله كمثل رجل له كساء، فأخذ بطرفه ولم يلبسه، فلم ينفعه ذلك من الحر والبرد والثلج والمطر .
وأخرج في «الشعب» عن البيهقي علي بن المديني قال : قيل لسفيان بن عيينة : ما حد الزهد؟ قال : أن تكون شاكرا في الرخاء، صابرا في البلاء ، فإذا كان كذلك فهو زاهد . قيل لسفيان : ما الشكر ؟ قال : أن تجتنب ما نهى الله عنه .
وأخرج ابن أبي الدنيا، ، عن والبيهقي قال : قيدوا نعم الله بالشكر لله عز وجل ، وشكر الله ترك المعصية . عمر بن عبد العزيز
وأخرج ابن أبي الدنيا، ، عن والبيهقي محمد بن لوط الأنصاري قال : كان يقال : الشكر ترك المعصية .
[ ص: 61 ] وأخرج ، عن ابن أبي الدنيا مخلد بن حسين قال : كان يقال : الشكر ترك المعاصي .
وأخرج عن البيهقي الجنيد قال : قال السري يوما : ما الشكر؟ فقلت له : الشكر عندي ألا يستعان على المعاصي بشيء من نعمه .
وأخرج ابن أبي الدنيا، ، عن والبيهقي قال : قيل سفيان بن عيينة : ما الزاهد ؟ قال : من لم يغلب الحرام صبره، ولم يمنع الحلال شكره . للزهري
وأخرج عن ابن أبي الدنيا، قال : الشكر يأخذ بجرم الحمد وأصله وفرعه، فلينظر في نعم من الله في بدنه وسمعه وبصره ويديه ورجليه وغير ذلك ، ليس من هذا شيء إلا وفيه نعمة من الله ، حق على العبد أن يعمل بالنعم اللاتي هي في يديه لله عز وجل في طاعته، ونعم أخرى في الرزق، وحق عليه أن يعمل لله فيما أنعم به عليه من الرزق في طاعته ، فمن عمل بهذا كان أخذ بجرم الشكر وأصله وفرعه . عبد الرحمن بن زيد بن أسلم
وأخرج ابن أبي الدنيا، ، عن والبيهقي عامر قال : الشكر نصف الإيمان، والصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله . [ ص: 62 ] وقال : أنبأنا البيهقي قال : سئل الأستاذ أبو عبد الرحمن السلمي أبو سهل محمد بن سليمان الصعلوكي عن الشكر والصبر؛ أيهما أفضل؟ فقال : هما في محل الاستواء، فالشكر وظيفة السراء، والصبر فريضة الضراء .
وأخرج وحسنه ، الترمذي ، وابن ماجه ، عن والبيهقي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة "للطاعم الشاكر من الأجر مثل ما للصائم الصابر" .
وأخرج ، عن البيهقي قال : من لم يعرف نعمة الله عليه إلا في مطعمه ومشربه فقد قل علمه وحضر عذابه . أبي الدرداء
وأخرج ، عن البيهقي قال : عليكم بالشكر؛ فإنه قل قوم كانت عليهم من الله نعمة فزالت عنهم ثم عادت إليهم . الفضيل بن عياض
وأخرج ، عن البيهقي عمارة بن حمزة قال : إذا وصلت إليكم أطراف النعم فلا تنفروا أقصاها بقلة الشكر .
وأخرج ، عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس "من نظر في الدين إلى من فوقه، وفي الدنيا إلى من تحته، كتبه الله صابرا شاكرا، ومن نظر في الدين إلى [ ص: 63 ] من تحته، ونظر في الدنيا إلى من فوقه، لم يكتبه الله صابرا ولا شاكرا" .
وأخرج ، عن ابن أبي الدنيا ، عن أبيه ، عن جده قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : عمرو بن شعيب "خصلتان من كانتا فيه كتبه الله صابرا شاكرا، ومن لم يكونا فيه لم يكتبه الله صابرا ولا شاكرا ؛ من نظر في دينه إلى من فوقه، فاقتدى به، ومن نظر في دنياه إلى من هو دونه، فحمد الله على ما فضله به عليه، كتبه الله صابرا شاكرا، ومن نظر في دينه إلى من هو دونه، ونظر في دنياه إلى من هو فوقه، فأسف على ما فاته، لم يكتبه الله صابرا ولا شاكرا .
وأخرج مسلم، ، عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صهيب "عجبا لأمر المؤمن ، إن أمر المؤمن كله خير؛ إن أصابته سراء فشكر كان خيرا له، وإن أصابته ضراء فصبر كان خيرا له" .
وأخرج النسائي، ، عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سعد بن أبي وقاص "عجبت للمؤمن، إن أعطي قال : الحمد لله . فشكر، وإن ابتلي قال : الحمد لله . فصبر ، فالمؤمن يؤجر على كل حال، حتى اللقمة يرفعها إلى فيه" .
وأخرج وضعفه ، عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة "من [ ص: 64 ] كانت فيه ثلاث أدخله الله في رحمته، وأراه محبته، وكان في كنفه ؛ من إذا أعطي شكر، وإذا قدر غفر، وإذا غضب فتر" .
وأخرج وصححه، الحاكم وضعفه ، عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عباس "ثلاث من كن فيه آواه الله في كنفه، وستر عليه برحمته، وأدخله في محبته" . قيل : وما هن يا رسول الله ؟ قال : "من إذا أعطي شكر، وإذا قدر غفر، وإذا غضب فتر" .
وأخرج أبو داود، ، والنسائي في «الشكر»، وابن أبي الدنيا في «الذكر»، والفريابي والمعمري في «عمل اليوم والليلة»، في «الدعاء» ، والطبراني ، وابن حبان ، والبيهقي كلاهما في «الدعوات» ، عن والمستغفري، عبد الله بن غنام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من قال حين يصبح : اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر . فقد أدى شكر يومه، ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته" .
وأخرج عن ابن أبي الدنيا، السري بن عبد الله، أنه كان على الطائف، فأصابهم مطر، فخطب الناس فقال : يا أيها الناس، احمدوا الله على ما وضع [ ص: 65 ] لكم من رزقه ؛ فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "إذا أنعم الله عز وجل على عبد بنعمة، فحمده عندها فقد أدى شكرها" .
وأخرج ابن أبي الدنيا، كلاهما في كتاب «الشكر»، عن والخرائطي، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة "من رأى صاحب بلاء فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني عليك وعلى جميع خلقه تفضيلا . فقد أدى شكر النعمة" .
وأخرج ، عن ابن أبي الدنيا قال : ما أنعم الله عز وجل على عبد نعمة في الدنيا، فشكرها لله عز وجل، وتواضع بها لله، إلا أعطاه نفعها في الدنيا، ورفع له بها درجة في الآخرة، وما أنعم الله على عبد من نعمة في الدنيا، فلم يشكرها لله عز وجل، ولم يتواضع بها لله، إلا منعه الله عز وجل نفعها في الدنيا، وفتح له طبقا من النار، فعذبه إن شاء، أو تجاوز عنه . كعب
وأخرج ، عن ابن أبي الدنيا رضي الله عنها قالت : ما من عبد يشرب من ماء القراح فيدخل بغير أذى، ويخرج بغير أذى، إلا وجب عليه الشكر . [ ص: 66 ] وأخرج عائشة أبو داود، وحسنه ، والترمذي ، وابن ماجه وابن أبي الدنيا، وصححه ، عن والحاكم أبي بكرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا جاءه أمر يسره خر ساجدا لله عز وجل شكرا لله .
وأخرج عن ابن أبي الدنيا، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : عبد الرحمن بن عوف، جبريل عليه السلام، فبشرني، وقال : إن الله يقول لك : من صلى عليك صليت عليه، ومن سلم عليك سلمت عليه . فسجدت لله شكرا" . "إني لقيت
وأخرج في «الشكر» ، عن الخرائطي جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى صاحب بلاء خر ساجدا .
وأخرج ، ابن سعد ، وابن أبي شيبة في «الشكر» ، عن والخرائطي : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : شداد بن أوس "إذا كنز الناس الذهب والفضة فاكنزوا هؤلاء الكلمات ؛ اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك شكر نعمتك، وأسألك حسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما، ولسانا صادقا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم ، إنك أنت علام الغيوب" .
وأخرج ، عن الخرائطي : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ ص: 67 ] جابر بن عبد الله لا إلا إله إلا الله، وأفضل الشكر الحمد لله" . "أفضل الذكر
وأخرج الخرائطي، في «الدعوات» ، عن والبيهقي منصور ابن صفية قال : مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل وهو يقول : الحمد لله الذي هداني للإسلام، وجعلني من أمة محمد . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لقد شكرت عظيما" .
وأخرج عن الخرائطي، قال : يا هؤلاء، احفظوا اثنتين ؛ شكر النعمة، وإخلاص الإيمان . محمد بن كعب القرظي
وأخرج عن الخرائطي أبي عمر الشيباني قال : قال موسى عليه السلام يوم الطور : يا رب، إن أنا صليت فمن قبلك، وإن أنا تصدقت فمن قبلك، وإن أنا بلغت رسالاتك فمن قبلك، فكيف أشكرك؟ قال : يا موسى ، الآن شكرتني .
وأخرج ابن أبي الدنيا، والخرائطي، في «شعب الإيمان»، عن والبيهقي عبد الله بن قرط الأزدي، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إنما تثبت النعمة بشكر المنعم عليه للمنعم .
وأخرج عن الخرائطي، جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : اشكر المنعم عليك؛ فإنه لا نفاد للنعم إذا شكرت، ولا [ ص: 68 ] بقاء لها إذا كفرت، والشكر زيادة في النعم، وأمان من الغير .
وأخرج ، عن الخرائطي خالد الربعي قال : كان يقال : إن من أجدر الأعمال أن تعجل عقوبته ؛ الأمانة تخان، والرحم يقطع، والإحسان يكفر .
وأخرج عن الخرائطي قال : شر الحديث التجديف . قال كعب الأحبار : قال أبو عبيد : التجديف هو الكفر بالنعم . وقال الأصمعي الأموي : هو استقلال ما أعطاه الله عز وجل .