قوله تعالى : ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب .
أخرج ، ابن أبي حاتم وصححه، عن والحاكم أنه أبي ذر، سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإيمان، فتلا : " ليس البر أن تولوا وجوهكم " حتى فرغ منها، ثم سأله أيضا فتلاها، ثم سأله فتلاها، وقال : "وإذا عملت حسنة أحبها قلبك، وإذا عملت سيئة أبغضها قلبك" .
وأخرج في «مسنده» ، إسحاق بن راهويه ، وعبد بن حميد ، عن وابن مردويه القاسم بن عبد الرحمن قال : جاء رجل إلى فقال : ما الإيمان؟ فتلا عليه هذه الآية : أبي ذر، ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب حتى فرغ منها ، فقال الرجل : ليس عن البر سألتك . فقال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله عما سألتني، فقرأ عليه هذه الآية، فأبى أن يرضى كما أبيت أن ترضى، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ادن" . فدنا فقال : "المؤمن إذا عمل الحسنة سرته ورجا ثوابها، وإذا عمل السيئة أحزنته وخاف عقابها" . أبو ذر [ ص: 138 ] وأخرج ، وابن راهويه ، عبد الرزاق ، عن وعبد بن حميد مجاهد أن سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإيمان، فقرأ : " أبا ذر ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب " الآية .
وأخرج ، ابن راهويه ، عن وعبد بن حميد قال : سئل عكرمة مقبله من الحسن بن علي الشام عن الإيمان، فقرأ : ليس البر الآية .
وأخرج ، عبد الرزاق ، عن وابن جرير قال : كانت اليهود تصلي قبل المغرب، والنصارى تصلي قبل المشرق، فنزلت : قتادة ليس البر أن تولوا وجوهكم الآية .
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن أبي حاتم : ابن عباس ليس البر أن تولوا وجوهكم : يعني في الصلاة . يقول : ليس البر أن تصلوا ولا تعملوا، فهذا حين تحول من مكة إلى المدينة، ونزلت الفرائض، وحد الحدود، فأمر الله بالفرائض والعمل بها .
وأخرج ، عن ابن جرير قال : هذه الآية نزلت ابن عباس بالمدينة : ليس البر أن تولوا وجوهكم يعني الصلاة . يقول : ليس البر أن تصلوا، ولكن البر ما ثبت في القلب من طاعة الله .
وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن وابن المنذر في قوله : قتادة ليس البر الآية . قال : ذكر لنا أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن البر، فأنزل الله هذه الآية، فدعا الرجل، فتلاها عليه . وقد كان الرجل قبل الفرائض إذا شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، ثم مات على ذلك يرجى له ويطمع له في خير . فأنزل الله : ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ، وكانت اليهود توجهت قبل المغرب، والنصارى قبل المشرق، ولكن البر من آمن بالله .
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن أبي حاتم قال : كانت اليهود تصلي قبل المغرب، والنصارى قبل المشرق، فنزلت : أبي العالية ليس البر أن تولوا وجوهكم الآية .
وأخرج في «فضائله»، أبو عبيد ، من طريق والثعلبي هارون، عن ، ابن مسعود أنهما قرآ : ( ليس البر بأن تولوا ) . وأبي بن كعب،
وأخرج ، وكيع ، وابن أبي شيبة ، عن وابن المنذر قال : من عمل بهذه الآية فقد استكمل الإيمان؛ أبي ميسرة ليس البر الآية .
[ ص: 140 ] وأخرج ، عن عبد بن حميد : مجاهد ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر ما ثبت في القلوب من طاعة الله .
وأخرج ابن أبي داود في «المصاحف»، عن قال : في قراءتنا مكان الأعمش ليس البر أن تولوا (ولا تحسبن أن البر) .