قوله تعالى : هل أنبئكم على من تنزل الشياطين الآيات .
أخرج ، ابن أبي شيبة ، عن وعبد بن حميد قال : كنت عند سعيد بن وهب فقيل له : إن المختار يزعم أنه يوحى إليه . فقال عبد الله بن الزبير، صدق . ثم تلا : ابن الزبير : هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم .
وأخرج ، الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم في قوله : مجاهد على كل أفاك أثيم قال : كذاب من الناس، يلقون السمع قال : ما سمعه الشيطان ألقاه على كل أفاك كذاب من الناس .
وأخرج ، عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم في قوله : قتادة تنزل على كل أفاك أثيم قال : الأفاك : الكذاب، وهم الكهنة، تسترق الجن السمع، ثم يأتون به إلى أوليائهم من الإنس . وفي قوله : يلقون السمع وأكثرهم كاذبون قال : كانت الشياطين تصعد إلى السماء فتسمع، ثم تنزل إلى الكهنة فتخبرهم، فتحدث الكهنة بما أنزلت به الشياطين من السمع، وتخلط الكهنة كذبا كثيرا، فيحدثون به الناس، فأما ما كان من سمع السماء فيكون حقا، وأما ما خلطوا به من [ ص: 319 ] الكذب فيكون كذبا .
وأخرج ، البخاري ، ومسلم ، عن وابن مردويه قالت : عائشة سأل أناس النبي صلى الله عليه وسلم عن الكهان، فقال : «إنهم ليسوا بشيء» . فقالوا : يا رسول الله، إنهم يحدثوننا أحيانا بالشيء يكون حقا . قال : «تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقذفها في أذن وليه، فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة» .
وأخرج ، البخاري ، عن وابن المنذر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : عائشة «الملائكة تحدث في العنان، والعنان : الغمام، بالأمر في الأرض، فيسمع الشيطان الكلمة فيقرها في أذن الكاهن كما تقر القارورة، فيزيدون معها مائة كذبة» .