قوله تعالى : تتجافى جنوبهم الآية .
أخرج وصححه، الترمذي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه في كتاب "الصلاة"، عن ومحمد بن نصر أن هذه الآية : أنس بن مالك تتجافى جنوبهم عن المضاجع نزلت في انتظار الصلاة التي تدعى العتمة .
وأخرج ، الفريابي ، وابن أبي حاتم ، عن وابن مردويه في [ ص: 690 ] قوله : أنس بن مالك تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال : كانوا لا ينامون حتى يصلوا العشاء .
وأخرج في "تاريخه"، البخاري ، عن وابن مردويه قال : نزلت : أنس تتجافى جنوبهم عن المضاجع في صلاة العشاء .
وأخرج عن ابن أبي شيبة قال : كنا نجتنب الفرش قبل صلاة العشاء . أنس
وأخرج محمد بن نصر، ، عن وابن جرير أبي سلمة في قوله : تتجافى جنوبهم عن المضاجع في صلاة العتمة .
وأخرج في "المصنف"، عبد الرزاق ، عن وابن مردويه قال : أنس ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم راقدا قط قبل العشاء، ولا متحدثا بعدها، فإن هذه الآية نزلت في ذلك : تتجافى جنوبهم عن المضاجع .
وأخرج عن ابن مردويه قال : أنس نزلت فينا معاشر الأنصار، كنا نصلي المغرب، فلا نرجع إلى رحالنا حتى نصلي العشاء مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت فينا : تتجافى جنوبهم عن المضاجع الآية .
وأخرج ، عن ابن مردويه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ابن عباس تتجافى جنوبهم عن المضاجع . قال : «هم الذي لا ينامون قبل العشاء» فأثنى [ ص: 691 ] عليهم، فلما ذكر ذلك جعل الرجل يعتزل فراشه مخافة أن تغلبه عينه، فوقتها قبل أن ينام الصغير ويكسل الكبير .
وأخرج عن ابن مردويه في قوله : ابن عباس تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال : أنزلت في صلاة العشاء الآخرة، كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينامون حتى يصلوها .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، ومحمد بن نصر، وأبو داود ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه في "سننه"، عن أنس في قوله : والبيهقي تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال : كانوا ينتظرون ما بين المغرب والعشاء يصلون .
وأخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد "الزهد"، ، وابن عدي ، عن مالك بن دينار قال : سألت أنس بن مالك عن هذه الآية : وابن مردويه تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال : كان قوم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين الأولين يصلون المغرب ويصلون بعدها إلى عشاء الآخرة، فنزلت هذه الآية فيهم .
وأخرج ، البزار ، عن بلال قال : كنا نجلس في المجلس وناس من [ ص: 692 ] أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون بعد المغرب إلى العشاء، فنزلت : وابن مردويه تتجافى جنوبهم عن المضاجع .
وأخرج محمد بن نصر، في "سننه"، عن ابن المنكدر، وأبي حازم في قوله : والبيهقي تتجافى جنوبهم عن المضاجع قالا : هي ما بين المغرب والعشاء، صلاة الأوابين .
وأخرج محمد بن نصر عن عبد الله بن عيسى قال : كان ناس من الأنصار يصلون ما بين المغرب والعشاء، فنزلت فيهم : تتجافى جنوبهم عن المضاجع .
وأخرج ، أحمد ، وابن جرير ، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : وابن مردويه تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال : «قيام العبد من الليل» .
وأخرج ، أحمد وصححه، والترمذي ، والنسائي ، وابن نصر في كتاب "الصلاة"، وابن ماجه ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم وصححه، وابن [ ص: 693 ] مردويه، والحاكم في "شعب الإيمان"، عن معاذ بن جبل قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير، فقلت : يا نبي الله : أخبرني بعمل يدخلني الجنة، ويباعدني من النار . قال : «لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه؛ تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت» . ثم قال : «ألا أدلك على والبيهقي الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة، وصلاة الرجل في جوف الليل» . ثم قرأ : « أبواب الخير؟ تتجافى جنوبهم عن المضاجع » . -حتى بلغ- « يعملون » . ثم قال : «ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟» . فقلت : بلى يا رسول الله . قال : «رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد» . ثم قال : «ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟» فقلت : بلى يا نبي الله . فأخذ بلسانه فقال : «كف عنك هذا» . فقلت : يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال : «ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم» .
وأخرج عن ابن جرير قال : ذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قيام الليل، [ ص: 694 ] ففاضت عيناه حتى تحادرت دموعه . فقال : « مجاهد تتجافى جنوبهم عن المضاجع » .
وأخرج عن ابن مردويه ، أن رجلا قال : يا رسول الله، أبي هريرة . قال : «قد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه : تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتؤدي الصلاة المكتوبة» ولا أدري ذكر الزكاة أم لا، «وإن شئت أنبأتك برأس هذا الأمر، وعموده، وذروة سنامه، رأسه الإسلام؛ من أسلم سلم، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله، والصيام جنة، والصدقة تمحو الخطيئة، وصلاة المرء في جوف الليل» . ثم تلا هذه الآية : « أخبرني بعمل أهل الجنة تتجافى جنوبهم عن المضاجع » .
وأخرج ، عن أنس في قوله : ابن مردويه تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال : كانت لا تمر عليهم ليلة إلا أخذوا منها بحظ .
وأخرج ، الفريابي ، ومحمد بن نصر، وابن أبي شيبة ، وابن جرير ، عن وابن المنذر في قوله : مجاهد تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال : يقومون فيصلون بالليل .
وأخرج ابن نصر ، ، وابن جرير ، عن وابن أبي حاتم في قوله : [ ص: 695 ] الحسن تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال : قيام الليل .
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد "الزهد"، من طريق أبي عبد الله الجدلي عن عبادة بن الصامت، عن كعب، قالا : إذا حشر الناس نادى مناد : هذا يوم الفصل، أين الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع؟ أين الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم؟ ثم يخرج عنق من النار فيقول : أمرت بثلاثة : بمن جعل مع الله إلها آخر، وبكل جبار عنيد، وبكل معتد، لأنا أعرف بالرجل من الوالد بولده، والمولود بوالده . ويؤمر بفقراء المسلمين إلى الجنة، فيحبسون، فيقولون : تحبسونا، ما كان لنا أموال ولا كنا أمراء .
وأخرج محمد بن نصر، ، عن وابن جرير في قوله : الضحاك تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا قال : هم قوم لا يزالون يذكرون الله؛ إما في الصلاة، وإما قياما، وإما قعودا، وإما إذا استيقظوا من منامهم، هم قوم لا يزالون يذكرون الله تعالى .
[ ص: 696 ] وأخرج في "شعب الإيمان"، عن ربيعة الجرشي قال : يجمع الله الخلائق يوم القيامة في صعيد واحد، فيكونون ما شاء الله أن يكونوا، فينادي مناد : سيعلم أهل الجمع لمن العز اليوم والكرم، ليقم الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا . فيقومون وفيهم قلة، ثم يلبث ما شاء الله أن يلبث، ثم يعود فينادي : سيعلم أهل الجمع لمن العز والكرم، ليقم الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله . فيقومون وهم أكثر من الأولين، ثم يلبث ما شاء الله أن يلبث، ثم يعود وينادي : سيعلم أهل الجمع لمن العز اليوم والكرم، ليقم الحمادون لله على كل حال . فيقومون وهم أكثر من الأولين . البيهقي
وأخرج عن ابن جرير : ابن عباس تتجافى جنوبهم عن المضاجع يقول : تتجافى لذكر الله، كلما استيقظوا ذكروا الله؛ إما في الصلاة، وإما في قيام أو قعود، أو على جنوبهم، فهم لا يزالون يذكرون الله .