قوله تعالى : وإذ تقول للذي أنعم الله عليه الآية .
أخرج ، البزار ، وابن أبي حاتم وصححه، والحاكم عن وابن مردويه قال : أسامة بن زيد العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا : يا رسول الله جئناك لتخبرنا أي أهلك أحب إليك قال : أحب أهلي إلي وعلي بن أبي طالب قالا : ما نسألك عن فاطمة، قال : فاطمة . فأسامة بن زيد الذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه، قال : ثم من يا رسول الله؟ قال : ثم أنت، ثم علي قال العباس . يا رسول الله، جعلت عمك آخرا . قال : "إن العباس : سبقك بالهجرة" . عليا جاء
وأخرج عبد بن حميد والبخاري والترمذي ، والنسائي ، [ ص: 52 ] وابن أبي حاتم عن وابن مردويه أن هذه الآية : أنس، وتخفي في نفسك ما الله مبديه نزلت في شأن زينب بنت جحش وزيد بن حارثة .
وأخرج ، أحمد ، وعبد بن حميد ، والبخاري ، والترمذي وابن المنذر ، والحاكم وابن مردويه في "سننه" عن والبيهقي قال : أنس يشكو زيد بن حارثة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "اتق الله وأمسك عليك زوجك" . فنزلت : زينب وتخفي في نفسك ما الله مبديه قال : فلو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا لكتم هذه الآية، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما أولم على امرأة من نسائه ما أولم عليها، ذبح شاة، أنس : فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها فكانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول : زوجكن أهاليكن، وزوجني الله من فوق سبع سماوات . جاء
وأخرج ، ابن سعد وأحمد ، ومسلم وأبو يعلى، والنسائي ، وابن أبي حاتم ، والطبراني عن وابن مردويه قال : أنس زينب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد : اذهب فاذكرها علي" . فانطلق قال : فلما رأيتها عظمت في صدري، فقلت : يا أبشري، أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك . قالت : ما أنا بصانعة شيئا حتى أؤامر ربي . فقامت إلى مسجدها، ونزل القرآن، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل عليها بغير إذن، ولقد رأيتنا حين [ ص: 53 ] دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعمنا عليها الخبز واللحم، فخرج الناس وبقي رجال يتحدثون في البيت بعد الطعام، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعته فجعل يتتبع حجر نسائه، يسلم عليهن ويقلن : يا رسول الله، كيف وجدت أهلك؟ فما أدري أنا أخبرته أن القوم قد خرجوا أو أخبر، فانطلق حتى دخل البيت، فذهبت أدخل معه، فألقى الستر بيني وبينه، ونزل الحجاب، ووعظ القوم بما وعظوا به : زينب لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم الآية . لما انقضت عدة
وأخرج ، ابن سعد عن والحاكم قال : محمد بن يحيى بن حبان جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت يطلبه، وكان زيد بن حارثة زيد إنما يقال له : زيد بن محمد، فربما فقده رسول الله صلى الله عليه وسلم الساعة فيقول : أين زيد؟ فجاء منزله يطلبه فلم يجده، وتقوم إليه فضلا، فأعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقالت : ليس هو هاهنا يا رسول الله فادخل . فأبى أن يدخل فأعجبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فولى وهو يهمهم بشيء لا يكاد يفهم منه، إلا ربما [ ص: 54 ] أعلن : "سبحان الله العظيم، سبحان مصرف القلوب" . فجاء زينب بنت جحش زيد إلى منزله، فأخبرته امرأته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى منزله، فقال زيد : ألا قلت له أن يدخل؟ قالت : قد عرضت ذلك عليه فأبى . قال : فسمعت شيئا؟ قالت : سمعته حين ولى تكلم بكلام ولا أفهمه، وسمعته يقول : "سبحان الله سبحان مصرف القلوب" . فجاء زيد حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله، بلغني أنك جئت منزلي فهلا دخلت يا رسول الله، لعل أعجبتك فأفارقها . فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : زينب أمسك عليك زوجك فما استطاع زيد إليها سبيلا بعد ذلك اليوم . فيأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخبره، فيقول : "أمسك عليك زوجك" . ففارقها زيد واعتزلها، وانقضت عدتها، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس يتحدث مع إذ أخذته غشية، فسري عنه وهو يتبسم ويقول : "من يذهب إلى عائشة يبشرها أن الله زوجنيها من السماء؟ وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : زينب وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك القصة كلها . قالت فأخذني ما قرب وما بعد، لما يبلغنا من جمالها، وأخرى هي أعظم الأمور وأشرفها، زوجها الله من السماء، وقلت : هي تفخر علينا بهذا . عائشة :
وأخرج ، سعيد بن منصور وعبد بن حميد وصححه، والترمذي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، عن وابن مردويه [ ص: 55 ] قالت : عائشة وإذ تقول للذي أنعم الله عليه ، يعني : بالإسلام، وأنعمت عليه . بالعتق، أمسك عليك زوجك . إلى قوله : وكان أمر الله مفعولا . وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تزوجها قالوا : تزوج حليلة ابنه، فأنزل الله تعالى : ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم تبناه وهو صغير، فلبث حتى صار رجلا يقال له : زيد بن محمد، فأنزل الله : ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله ، يعني : أعدل عند الله . لو كان النبي صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا من الوحي لكتم هذه الآية :
وأخرج عن الحاكم قال : الشعبي تقول للنبي صلى الله عليه وسلم : أنا أعظم نسائك عليك حقا؛ أنا خيرهن منكحا، وأكرمهن سترا، وأقربهن رحما، وزوجنيك الرحمن من فوق عرشه، وكان زينب جبريل هو السفير بذلك، وأنا بنت عمتك ليس لك من نسائك قريبة غيري . كانت
وأخرج عن ابن جرير قال : الشعبي تقول للنبي صلى الله عليه وسلم : إني لأدل عليك بثلاث ما من نسائك امرأة تدل بهن، أن جدي وجدك واحد، وأني أنكحنيك الله من السماء، وأن السفير زينب لجبرائيل . كانت
وأخرج ، ابن سعد عن وابن عساكر ، عن أم سلمة قالت : زينب وإذ تقول للذي أنعم الله عليه الآية . إني والله [ ص: 56 ] ما أنا كأحد من نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنهن زوجن بالمهور، وزوجهن الأولياء، وزوجني الله رسوله وأنزل في الكتاب يقرأه المسلمون، لا يبدل ولا يتغير :
وأخرج ، ابن سعد ، عن وابن عساكر قالت : عائشة يرحم الله لقد نالت في هذه الدنيا الشرف الذي لا يبلغه شرف، إن الله زوجها نبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا ونطق به القرآن . زينب بنت جحش،
وأخرج عن ابن سعد عاصم الأحول، أن رجلا من بني أسد فاخر رجلا، فقال الأسدي : هل منكم امرأة زوجها الله من فوق سبع سماوات؟ يعني زينب بنت جحش .
وأخرج ، عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن والطبراني قتادة وإذ تقول للذي أنعم الله عليه قال : أنعم الله عليه بالإسلام زيد بن حارثة، وأنعمت عليه : أعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمسك عليك زوجك واتق الله جاء فقال : يا نبي الله إن زيد بن حارثة قد اشتد علي لسانها وأنا أريد أن أطلقها، فقال له [ ص: 57 ] النبي صلى الله عليه وسلم : "اتق الله وأمسك عليك زوجك" . قال : والنبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يطلقها، ويخشى قالة الناس إن أمره بطلاقها، فأنزل الله : زينب وتخفي في نفسك ما الله مبديه قال : كان يخفي في نفسه ود أنه طلقها . قال : قال ما أنزلت عليه آية كانت أشد عليه منها، ولو كان كاتما شيئا من الوحي لكتمها . الحسن : وتخشى الناس قال : خشي النبي صلى الله عليه وسلم قالة الناس . فلما قضى زيد منها وطرا فلما طلقها زيد زوجناكها . فكانت تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم تقول : أما أنتن فزوجكن آباؤكن، وأما أنا فزوجني ذو العرش، لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا . أي : إذا طلقوهن، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم تبنى ، زيد بن حارثة ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له : أحل الله له : سنة الله في الذين خلوا من قبل يقول : كما هوى داود النبي المرأة التي نظر إليها فهويها فتزوجها، كذلك قضى الله لمحمد تزوج كما كان سنة الله في زينب، داود في تزوجه تلك المرأة، وكان أمر الله قدرا مقدورا في أمر زينب . في قوله :
[ ص: 58 ] وأخرج ، الحكيم الترمذي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم في "الدلائل" عن والبيهقي علي بن زيد بن جدعان قال : قال لي ما يقول علي بن الحسين : في قوله : الحسن وتخفي في نفسك ما الله مبديه فقلت له . . . فقال : لا، ولكن الله أعلم نبيه صلى الله عليه وسلم أن ستكون من أزواجه قبل أن يتزوجها، فلما أتاه زينب زيد يشكوها إليه قال : "اتق الله وأمسك عليك زوجك" . فقال : قد أخبرتك أني مزوجكها، وتخفي في نفسك ما الله مبديه .
وأخرج عن ابن سعد في قوله : محمد بن كعب القرظي ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل . قال : يعني : يتزوج من النساء ما شاء، هذا فريضة وكان من كان من الأنبياء هذا سنتهم؛ قد كان لسليمان بن داود ألف امرأة، وكان لداود مائة امرأة .
وأخرج ، ابن المنذر ، عن والطبراني في قوله : ابن جريج سنة الله في الذين خلوا من قبل قال : داود والمرأة التي نكح وزوجها، واسمها اليسيه فذلك سنة في محمد وزينب، وكان أمر الله قدرا مقدورا : كذلك من سنته؛ في داود والمرأة، والنبي صلى الله عليه وسلم وزينب .
[ ص: 59 ] وأخرج في "سننه" عن البيهقي قال : لا نكاح إلا بولي وشهود ومهر؛ إلا ما كان للنبي صلى الله عليه وسلم . أبي سعيد
وأخرج الطبراني في "سننه"، والبيهقي ، من طريق وابن عساكر الكميت بن زيد الأسدي قال : حدثني مذكور مولى قالت : زينب بنت جحش فغضبت وقالت : تزوج بنت عمتك مولاك؟! ثم أتتني فأخبرتني بذلك، فقلت أشد من قولها، وغضبت أشد من غضبها، فأنزل الله : زيد بن حارثة، وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم . فأرسلت إليه : زوجني من شئت . فزوجني منه، فأخذته بلساني، فشكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : إذن طلقها . فطلقني فبت طلاقي، فلما انقضت عدتي لم أشعر إلا والنبي صلى الله عليه وسلم وأنا مكشوفة الشعر، فقلت : هذا أمر من السماء؛ دخلت يا رسول الله بلا خطبة ولا شهادة! قال : [ ص: 60 ] الله المزوج وجبريل الشاهد . خطبني عدة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأرسلت إليه أخي، تشاوره في ذلك، قال : "فأين هي ممن يعلمها كتاب ربها وسنة نبيها؟ قالت : من؟ قال :
وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : السدي وإذ تقول للذي أنعم الله عليه الآية . قال : بلغنا أن هذه الآية أنزلت في وكانت أمها زينب بنت جحش، عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد أن يزوجها أميمة بنت عبد المطلب فكرهت ذلك، ثم إنها رضيت بما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجها إياه، ثم أعلم الله نبيه بعد أنها من أزواجه، فكان يستحيي أن يأمر زيد بن حارثة بطلاقها، وكان لا يزال يكون بين زيد بن حارثة زيد بعض ما يكون بين الناس، فيأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمسك عليه زوجه وأن يتقي الله، وكان يخشى الناس أن يعيبوا عليه، أن يقولوا : تزوج امرأة ابنه . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تبنى وزينب زيدا .
وأخرج ، عبد بن حميد عن وابن المنذر ، عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى في الجاهلية من زيد بن حارثة عكاظ على امرأته فاتخذه ولدا، فلما بعث الله نبيه، مكث ما شاء الله أن يمكث، ثم أراد أن يزوجه خديجة، فكرهت ذلك فأنزل الله : زينب بنت جحش وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم فقيل لها : إن شئت الله ورسوله، وإن شئت ضلالا مبينا . فقالت : بل الله ورسوله، فزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم منها فمكث [ ص: 61 ] ما شاء الله أن يمكث، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل يوما بيت زيد فرآها وهي بنت عمته، فكأنها وقعت في نفسه . قال فأنزل الله، عكرمة : وإذ تقول للذي أنعم الله عليه . قال أنعم الله على عكرمة زيد بالإسلام، وأنعمت عليه يا محمد بالعتق، أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه . قال : فكان الناس يقولون من شدة ما يرون من حب النبي صلى الله عليه وسلم عكرمة : لزيد : إنه ابنه . فأراد الله أمرا، قال الله : فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها يا محمد، لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم . وأنزل الله : ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين فلما طلقها زيد تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم فعندها قالوا : لو كان زيد ابن رسول الله ما تزوج امرأة ابنه .
وأخرج ، الحكيم الترمذي عن وابن جرير محمد بن عبد الله بن جحش قال : تفاخرت زينب ؛ فقالت وعائشة أنا الذي نزل تزويجي من السماء، وقالت زينب : أنا نزل عذري من السماء في كتابه حين حملني عائشة : على الراحلة، فقالت لها ابن المعطل ما قلت حين ركبتيها؟ قالت : قلت : حسبي الله ونعم الوكيل . قالت : قلت كلمة المؤمنين . زينب :
وأخرج عن ابن مردويه في قوله : ابن عباس ما كان محمد أبا أحد من [ ص: 62 ] رجالكم قال : نزلت في زيد بن حارثة .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن وابن عساكر في قوله : علي بن الحسين ما كان محمد أبا أحد من رجالكم قال : نزلت في زيد بن حارثة .
وأخرج ، عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، عن وابن أبي حاتم في قوله : قتادة ما كان محمد أبا أحد من رجالكم قال : نزلت في زيد؛ أي أنه لم يكن بابنه ولعمري لقد ولد له ذكور، إنه لأبو القاسم وإبراهيم والطيب والمطهر .
وأخرج عن الترمذي في قوله : الشعبي ما كان محمد أبا أحد من رجالكم قال : ما كان ليعيش له فيكم ولد ذكر .
وأخرج ، عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر عن وابن أبي حاتم في قوله : قتادة ولكن رسول الله وخاتم النبيين قال : آخر نبي .
وأخرج عن عبد بن حميد في قوله : الحسن وخاتم النبيين . قال : ختم الله النبيين بمحمد، وكان آخر من بعث .
[ ص: 63 ] وأخرج ، أحمد ، عن ومسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي سعيد الخدري مثلي ومثل النبيين كمثل رجل بنى دارا فأتمها إلا لبنة واحدة، فجئت أنا فأتممت تلك اللبنة .
وأخرج البخاري ، ومسلم ، والترمذي ، وابن أبي حاتم ، عن وابن مردويه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : جابر مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل بنى دارا فأكملها وأحسنها إلا موضع لبنة فكان من دخلها فنظر إليها قال : ما أحسنها إلا موضع اللبنة . فأنا موضع اللبنة؛ ختم بي الأنبياء .
وأخرج ، أحمد ، والبخاري ، ومسلم ، والنسائي ، عن وابن مردويه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنيانا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياها، فجعل الناس يطوفون به ويتعجبون له ويقولون : هلا وضعت هذه اللبنة؟ فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين .
وأخرج ، أحمد وصححه، عن والترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي بن كعب، مثلي في النبيين كمثل رجل بنى دارا، فأحسنها وأكملها وأجملها وترك [ ص: 64 ] فيها موضع لبنة لم يضعها، فجعل الناس يطوفون بالبنيان ويعجبون منه، ويقولون : لو تم موضع هذه اللبنة، فأنا في النبيين موضع تلك اللبنة .
وأخرج عن ابن مردويه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثوبان إنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون، كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي .
وأخرج عن أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : حذيفة، في أمتي كذابون ودجالون سبعة وعشرون، منهم أربع نسوة، وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي .
وأخرج عن ابن أبي شيبة قالت : قولوا : خاتم النبيين، ولا تقولوا : لا نبي بعده . عائشة
وأخرج عن ابن أبي شيبة قال : قال رجل عند الشعبي صلى الله على المغيرة بن شعبة : محمد خاتم الأنبياء لا نبي بعده . فقال المغيرة : حسبك إذا قلت : خاتم الأنبياء، فإنا كنا نحدث أن عيسى خارج، فإن هو خرج فقد كان قبله وبعده .
وأخرج في "المصاحف" عن ابن الأنباري قال : كنت أقرئ أبي عبد الرحمن السلمي الحسن فمر بي والحسين، وأنا [ ص: 65 ] أقرئهما : علي بن أبي طالب وخاتم النبيين فقال لي : أقرئهما : وخاتم النبيين، بفتح التاء .