[ ص: 303 ] قوله تعالى : ولا تأكلوا أموالكم الآية .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم في قوله : ابن عباس ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام قال : هذا في الرجل يكون عليه مال، وليس عليه فيه بينة، فيجحد المال، ويخاصمهم إلى الحكام، وهو يعرف أن الحق عليه، وقد علم أنه آثم آكل حرام .
وأخرج ، سعيد بن منصور ، عن وعبد بن حميد في قوله : مجاهد ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام قال : لا تخاصم وأنت تعلم أنك ظالم .
وأخرج ، عن ابن المنذر في الآية قال : لا تدلي بمال أخيك إلى الحكام وأنت تعلم أنك ظالم ، فإن قضاء لا يحل لك شيئا كان حراما عليك . قتادة
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم في قوله : سعيد بن جبير ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل يعني بالظلم، وذلك أن امرأ القيس بن عابس، وعبدان بن أشوع الحضرمي اختصما في أرض، وأراد امرؤ القيس أن يحلف، ففيه نزلت : ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل . وفي قوله : لتأكلوا فريقا . يعني طائفة، من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون يعني تعلمون أنكم تدعون الباطل .
[ ص: 304 ] وأخرج ، مالك ، والشافعي ، وابن أبي شيبة ، والبخاري ، عن ومسلم زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أم سلمة إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فأقضي له على نحو ما أسمع منه ، فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فلا يأخذه، فإنما أقطع له قطعة من النار" .
وأخرج عن أحمد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي حميد الساعدي، وذلك لما حرم الله مال المسلم على المسلم" . "لا يحل لامرئ أن يأخذ مال أخيه بغير حقه؛
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن أبي حاتم ، أنه كان يكره أن يبيع الرجل الثوب ويقول لصاحبه : إن كرهته فرد معه دينارا ، فهذا مما قال الله : ابن عباس ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل .
وأخرج ، عن ابن أبي شيبة عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال : قلت لعبد الله بن عمرو : هذا ابن عمك يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ، وأن نقتل أنفسنا، وقد قال الله : ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام إلى آخر الآية ، فجمع يديه [ ص: 305 ] فوضعهما على جبهته ثم نكس هنيهة ثم قال : أطعه في طاعة الله ، واعصه في معصية الله .