قوله تعالى : والذين اجتنبوا الطاغوت الآية .
[ ص: 642 ] أخرج ، ابن جرير عن وابن أبي حاتم في قوله : زيد بن أسلم والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها قال : نزلت هاتان الآيتان في ثلاثة نفر كانوا في الجاهلية يقولون : لا إله إلا الله، في زيد بن عمرو بن نفيل وأبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي .
وأخرج عن ابن مردويه قال : كان ابن عمر سعيد بن زيد وأبو ذر يتبعون في الجاهلية أحسن القول والكلام؛ لا إله إلا الله، قالوا بها فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم : وسلمان يستمعون القول فيتبعون أحسنه الآية .
وأخرج ، ابن جرير عن وابن أبي حاتم قال : الطاغوت الشيطان هو ههنا واحد وهي جماعة، مثل قوله : ابن زيد يا أيها الإنسان ما غرك [الانفطار : 6] قال : هي للناس كلهم، الذين قال لهم الناس [آل عمران : 173] إنما هو واحد،
وأخرج ، عبد بن حميد عن وابن جرير : مجاهد والذين اجتنبوا الطاغوت قال : الشيطان .
وأخرج ، عبد بن حميد عن وابن جرير : قتادة وأنابوا إلى الله لهم البشرى قال : أقبلوا إلى الله، فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه قال : أحسنه طاعة الله .
وأخرج في "نوادر الأصول" عن الحكيم الترمذي في قوله : [ ص: 643 ] الضحاك فيتبعون أحسنه قال : ما أمر الله تعالى النبيين من الطاعة .
وأخرج عن سعيد بن منصور في قوله : الكلبي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه قال : هو الرجل الذي يقعد إلى المحدث فيقوم بأحسن ما سمع .
وأخرج عن سعيد بن منصور قال : لولا ثلاث لسرني أن أكون قد مت، لولا أن أضع جبيني لله وأجالس قوما يلتقطون طيب الكلام كما يلتقطون طيب الثمر، والسير في سبيل الله . عمر بن الخطاب
وأخرج جويبر، عن قال : جابر بن عبد الله لما نزلت : لها سبعة أبواب الآية، أتى رجل من الأنصار النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله، إن لي سبعة مماليك وإني أعتقت لكل باب منها مملوكا، فنزلت هذه الآية فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
وأخرج عن ابن مردويه قال أبي سعيد لما نزلت : فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديا فنادى : من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، فاستقبل عمر الرسول فرده فقال : يا رسول الله خشيت أن يتكل الناس فلا يعملون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو يعلم الناس قدر رحمة الله لاتكلوا، ولو يعلمون قدر سخط الله وعقابه لاستصغروا أعمالهم .
[ ص: 644 ]