قوله تعالى : فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا الآيات .
أخرج عن ابن أبي حاتم قال : كان قوم من الأعراب يجيئون إلى الموقف فيقولون : اللهم اجعله عام غيث وعام خصب وعام ولاد حسن لا يذكرون من أمر الآخرة شيئا فأنزل الله فيهم ابن عباس فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق ويجيء بعدهم آخرون من المؤمنين فيقولون ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار فأنزل الله فيهم أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب .
وأخرج عن الطبراني قال : كان الناس في الجاهلية إذا وقفوا عند المشعر الحرام دعوا فقال أحدهم : اللهم ارزقني إبلا ، وقال الآخر : اللهم ارزقني غنما فأنزل الله عبد الله بن الزبير فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا إلى قوله سريع الحساب [ ص: 448 ] وأخرج عن ابن جرير في قوله أنس بن مالك فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا قال : كانوا فيدعون : اللهم اسقنا المطر وأعطنا على عدونا الظفر وردنا صالحين إلى صالحين . يطوفون بالبيت عراة
وأخرج ، عبد بن حميد عن وابن جرير قال : كانوا يقولون : ربنا آتنا رزقا ونصرا ولا يسألون لآخرتهم شيئا فنزلت . مجاهد
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن وأبو يعلى قال : أنس كان أكثر دعوة يدعو بها رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .
وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد وعبد بن حميد في « الأدب المفرد » والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي ، وابن حبان ، وأبو يعلى وابن أبي حاتم في « الشعب » عن والبيهقي أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلا من المسلمين قد صار مثل الفرخ المنتوف فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : « هل كنت تدعو الله بشيء »قال : نعم كنت أقول : اللهم ما كنت معاقبني به في الآخرة فعجله لي في الدنيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « سبحان الله ، إذن لا تطيق [ ص: 449 ] ذلك ولا تستطيعه فهلا قلت ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ودعا له » فشفاه الله .
وأخرج ابن أبي شيبة في « الأدب »، والبخاري عن وابن أبي حاتم ، أن أنس قال له : إن إخوانك يحبون أن تدعو لهم ، فقال : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، فأعاد عليه فقال : تريدون أن أشقق لكم الأمور إذا آتاكم الله في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ووقاكم عذاب النار فقد آتاكم الخير كله . ثابتا
وأخرج ، الشافعي ، وابن سعد وابن أبي شيبة وأحمد في « تاريخه » والبخاري وأبو داود ، والنسائي ، وابن خزيمة ، وابن الجارود وابن حبان والطبراني وصححه والحاكم في « الشعب »عن والبيهقي عبد الله بن السائب ، الركن اليماني والحجر « ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار » [ ص: 450 ] وأخرج أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما بين عن ابن مردويه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عباس » . « ما مررت على الركن إلا رأيت عليه ملكا يقول آمين فإذا مررتم عليه فقولوا : ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
وأخرج ابن أبي شيبة في « الشعب » عن والبيهقي ، أن ملكا موكلا بالركن اليماني منذ خلق الله السموات والأرض يقول : آمين آمين ، فقولوا : ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . ابن عباس
وأخرج ابن ماجه والجندي في « فضائل مكة » عن أنه سئل عن عطاء بن أبي رباح الركن اليماني وهو في الطواف فقال : حدثني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبو هريرة « وكل به سبعون ملكا فمن قال : اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، قال : آمين » .
وأخرج الأزرقي عن قال : كان أكثر كلام ابن أبي نجيح عمر في الطواف : ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . وعبد الرحمن بن عوف
وأخرج ابن أبي شيبة في زوائد « الزهد » عن وعبد الله بن أحمد حبيب بن صهبان الكاهلي قال : كنت أطوف بالبيت يطوف ما له [ ص: 451 ] قول إلا : ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ما له هجيرى غيرها . وعمر بن الخطاب
وأخرج عن عبد بن حميد ، أنه كان يستحب أن يقال في أيام التشريق : ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . عكرمة
وأخرج عن عبد بن حميد قال : ينبغي لكل من نفر أن يقول حين ينفر متوجها إلى أهله : ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . عطاء
وأخرج عن ابن جرير قال : كانوا أصنافا ثلاثة في تلك المواطن يومئذ : رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون وأهل الكفر وأهل النفاق ابن زيد فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق إنما حجوا للدنيا والمسألة لا يريدون الآخرة ولا يؤمنون بها ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار والصنف الثالث ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا .
وأخرج أحمد وحسنه عن والترمذي قال أنس . جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أي الدعاء أفضل قال : تسأل ربك العفو والعافية في الدنيا والآخرة ثم أتاه من الغد فقال : يا رسول الله أي الدعاء أفضل [ ص: 452 ] قال : « تسأل ربك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة » ثم أتاه من الغد فقال : يا رسول الله أي الدعاء أفضل قال : « تسأل ربك العفو والعافية في الدنيا والآخرة فإنك إذا أعطيتهما في الدنيا ثم أعطيتهما في الآخرة فقد أفلحت »
وأخرج عن عبد الرزاق في قوله قتادة ربنا آتنا في الدنيا حسنة قال : عافية وفي الآخرة حسنة قال : عافية .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد وابن جرير والمرهبي في « فضل العلم » في « شعب الإيمان » عن والبيهقي في قوله الحسن ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة قال : الحسنة في الدنيا العلم والعبادة وفي الآخرة الجنة .
وأخرج عن ابن جرير قال : حسنة الدنيا المال وحسنة الآخرة الجنة [ ص: 453 ] وأخرج السدي عن ابن أبي حاتم الحسن ربنا آتنا في الدنيا حسنة قال : الرزق الطيب والعلم النافع .
وأخرج عن ابن أبي حاتم في الآية قال : المرأة الصالحة من الحسنات . محمد بن كعب
وأخرج عن ابن المنذر سالم بن عبد الله بن عمر ربنا آتنا في الدنيا حسنة قال : الثناء .
وأخرج عن ابن أبي حاتم عطاء أولئك لهم نصيب مما كسبوا قال : مما عملوا من الخير .
وأخرج عن ابن أبي حاتم مجاهد والله سريع الحساب قال : سريع الإحصاء .
وأخرج في « الأم » الشافعي ، وعبد الرزاق في « المصنف » ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد وابن المنذر وصححه والحاكم في « سننه » عن والبيهقي أن رجلا قال له : إني آجرت نفسي من قومي على أن يحملوني ووضعت لهم من أجرتي على أن يدعوني أحج معهم أفيجزئ ذلك [ ص: 454 ] عني قال : أنت من الذين قال الله ابن عباس أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب .
وأخرج ابن أبي داود في « المصاحف » عن قال : أصحاب عبد الله يقرءونها " أولئك لهم نصيب مما اكتسبوا " . سفيان