قوله تعالى : أم حسبتم الآية .
أخرج ، عبد الرزاق ، وابن جرير ، عن وابن المنذر قتادة في قوله : أم حسبتم الآية . قال : نزلت في يوم الأحزاب، أصاب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يومئذ بلاء وحصر .
وأخرج ، ابن أبي حاتم ، عن وابن المنذر قال : أخبر الله المؤمنين أن الدنيا دار بلاء، وأنه مبتليهم فيها، وأخبرهم أنه هكذا فعل بأنبيائه وصفوته لتطيب أنفسهم فقال : ابن عباس مستهم البأساء والضراء : فالبأساء الفتن، والضراء السقم، وزلزلوا : بالفتن وأذى الناس إياهم .
وأخرج أحمد، ، والبخاري ، وأبو داود ، عن والنسائي قال : خباب بن الأرت صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون" . قلنا : يا رسول الله، ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو الله لنا؟ فقال : " إن من كان قبلكم كان أحدهم يوضع المنشار على مفرق رأسه، فيخلص إلى قدميه، لا [ ص: 501 ] يصرفه ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما بين لحمه وعظمه، لا يصرفه ذلك عن دينه"، ثم قال : " والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن أبي حاتم في قوله : السدي ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم . قال : أصابهم هذا يوم الأحزاب حتى قال قائلهم : ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا .
وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم : قتادة مثل الذين خلوا . يقول : سنن الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء . قال : الفقر، والضراء . قال : السقم، وزلزلوا بالفتن وأذى الناس لهم، حتى يقول الرسول : خيرهم وأصبرهم وأعلمهم بالله : متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب . فهذا هو البلاء والنقص الشديد، ابتلى الله به الأنبياء والمؤمنين قبلكم؛ ليعلم أهل طاعته من أهل معصيته .
وأخرج وصححه عن الحاكم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أبي أمامة إن الله ليجرب أحدكم بالبلاء، وهو أعلم به، كما يجرب أحدكم ذهبه بالنار؛ [ ص: 502 ] فمنهم من يخرج كالذهب الإبريز، فذلك الذي نجاه الله من السيئات، ومنهم من يخرج كالذهب الأسود، فذلك الذي افتتن" .