قوله تعالى : فلما فصل طالوت الآية .
أخرج ، ابن جرير , عن وابن أبي حاتم قال : خرجوا مع السدي طالوت وهم ثمانون ألفا , وكان جالوت من أعظم الناس وأشدهم بأسا , فخرج يسير بين [ ص: 146 ] يدي الجند , فلا تجتمع إليه أصحابه حتى يهزم هو من لقي , فلما خرجوا قال لهم طالوت : إن الله مبتليكم بنهر ؛ فمن شرب منه فليس مني , ومن لم يطعمه فإنه مني . فشربوا منه هيبة من جالوت , فعبر منهم أربعة آلاف , ورجع ستة وسبعون ألفا , فمن شرب منه عطش , ومن لم يشرب منه إلا غرفة روي , فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه , فنظروا إلى جالوت , رجعوا أيضا , وقالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده . فرجع عنه ثلاثة آلاف وستمائة وبضعة وثمانون , وجلس في ثلاثمائة وبضعة عشر , عدة أهل بدر .
وأخرج عن ابن أبي حاتم : ابن عباس إن الله مبتليكم بنهر . يقول : بالعطش . فلما انتهوا إلى النهر - وهو نهر الأردن - كرع فيه عامة الناس , فشربوا , فلم يزد من شرب إلا عطشا , وأجزأ من اغترف غرفة بيده , وانقطع الظمأ عنه .
وأخرج عن ابن جرير : ابن عباس فلما فصل طالوت بالجنود : غازيا إلى جالوت , قال طالوت لبني إسرائيل : إن الله مبتليكم بنهر . قال : نهر بين فلسطين والأردن ؛ نهر عذب الماء طيبه , فشرب كل إنسان كقدر الذي في قلبه , فمن اغترف غرفة وأطاعه روي بطاعته , ومن شرب فأكثر عصى فلم يرو , فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قال الذين شربوا : لا طاقة لنا اليوم [ ص: 147 ] بجالوت وجنوده . قال الذين يظنون : الذين اغترفوا .
وأخرج ، ابن جرير , عن وابن أبي حاتم : ابن عباس إن الله مبتليكم بنهر . قال : نهر فلسطين .
وأخرج عن عبد الرزاق في الآية قال : كان الكفار يشربون فلا يروون , وكان المسلمون يغترفون غرفة فيجزئهم ذلك . قتادة
وأخرج عن ابن أبي حاتم قال : في تلك الغرفة ما شربوا وسقوا دوابهم . الحسن
وأخرج عن سعيد بن منصور , أنه قرأ : عثمان بن عفان إلا من اغترف غرفة بضم الغين .
وأخرج , عبد بن حميد , عن وابن أبي حاتم : سعيد بن جبير فشربوا منه إلا قليلا منهم . قال : القليل ثلاثمائة وبضعة عشر , عدة أهل بدر .
وأخرج ، ابن أبي شيبة , وعبد بن حميد ، والبخاري , وابن جرير ، وابن [ ص: 148 ] المنذر , وابن أبي حاتم في " الدلائل " , عن والبيهقي قال : كنا أصحاب البراء محمد نتحدث أن أصحاب بدر على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر , ولم يجاوز معه إلا مؤمن , بضعة عشر وثلاثمائة .
وأخرج عن ابن جرير قال : قتادة ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوم بدر : " أنتم بعدة أصحاب طالوت يوم لقي " . وكان الصحابة يوم بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا .
وأخرج , عن ابن أبي شيبة قال : كان عدة أصحاب أبي موسى طالوت يوم جالوت ثلاثمائة وبضعة عشر .
وأخرج , عن ابن أبي شيبة عبيدة قال : عدة الذين شهدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم بدرا كعدة الذين جاوزوا مع طالوت النهر , عدتهم ثلاثمائة وثلاثة عشر .
وأخرج في " المبتدأ " ، إسحاق بن بشر , من طريق وابن عساكر جويبر , عن , عن الضحاك قال : كانوا ثلاثمائة ألف وثلاثة آلاف وثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا , فشربوا منه كلهم إلا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ؛ عدة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم ابن عباس بدر , فردهم طالوت , ومضى في ثلاثمائة وثلاثة عشر , وكان أشمويل دفع إلى طالوت درعا , فقال له : من استوى هذا الدرع عليه فإنه يقتل جالوت بإذن الله تعالى . ونادى منادي طالوت : من قتل جالوت زوجته ابنتي , [ ص: 149 ] وله نصف ملكي ومالي . وكان الله سبب هذا الأمر على يدي داود بن إيشا , وهو من ولد حصرون بن فارض بن يهوذا بن يعقوب .
وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : السدي الذين يظنون أنهم ملاقو الله . قال : الذين يستيقنون .
وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : سعيد بن جبير الذين يظنون أنهم ملاقو الله قال : الذين شروا أنفسهم لله ووطنوها على الموت .
وأخرج عن ابن أبي حاتم في الآية قال : تلقى المؤمنين بعضهم أفضل من بعض , جدا وعزما , وهم كلهم مؤمنون . قتادة