قوله تعالى : يا أهل الكتاب لم تحاجون الآية .
[ ص: 616 ] أخرج ، ابن إسحاق ، وابن جرير في " الدلائل " ، عن والبيهقي قال : ابن عباس اجتمعت نصارى نجران وأحبار يهود عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنازعوا عنده، فقالت الأحبار : ما كان إبراهيم إلا يهوديا . وقالت النصارى : ما كان إبراهيم إلا نصرانيا . فأنزل الله فيهم : يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده إلى قوله : والله ولي المؤمنين . فقال أبو رافع القرظي : أتريد منا يا محمد أن نعبدك كما تعبد النصارى عيسى ابن مريم؟ فقال رجل من أهل نجران : أذلك تريد يا محمد ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " معاذ الله أن أعبد غير الله، أو آمر بعبادة غيره ، ما بذلك بعثني ولا أمرني " . فأنزل الله في ذلك من قولهما : ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله إلى قوله : بعد إذ أنتم مسلمون . ثم ذكر ما أخذ عليهم وعلى آبائهم من الميثاق بتصديقه إذا هو جاءهم، وإقرارهم به على أنفسهم فقال : وإذ أخذ الله ميثاق النبيين إلى قوله : من الشاهدين .
وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن وابن المنذر قال : ذكر لنا قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا يهود أهل المدينة، وهم الذين حاجوا في إبراهيم وزعموا أنه مات يهوديا ، فأكذبهم الله ونفاهم منه وقال : يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وتزعمون أنه كان يهوديا أو نصرانيا وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده فكانت اليهودية بعد التوراة، وكانت النصرانية بعد الإنجيل، أفلا تعقلون .
وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم في قوله : مجاهد يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم . قال : اليهود والنصارى، برأه الله منهم حين ادعى كل أمة منهم، وألحق به المؤمنين من كان من أهل الحنيفية .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم : السدي يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم : قالت النصارى : كان نصرانيا . وقالت اليهود : كان يهوديا . فأخبرهم الله أن التوراة والإنجيل إنما أنزلتا من بعده، وبعده كانت اليهودية والنصرانية .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم : أبي العالية ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم . يقول : فيما شهدتم ورأيتم وعاينتم، فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم . يقول : فيما لم تشهدوا ولم تروا ولم تعاينوا .
وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن وابن المنذر ، مثله . [ ص: 618 ] وأخرج قتادة ، عن ابن أبي حاتم في الآية قال : أما الذي لهم به علم، فما حرم عليهم وما أمروا به، وأما الذي ليس لهم به علم فشأن السدي إبراهيم .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم في الآية قال : يعذر من حاج بعلم، ولا يعذر من حاج بالجهل . الحسن