قوله تعالى : إن الذين يشترون الآية .
أخرج ، عبد الرزاق ، وسعيد بن منصور ، وأحمد ، وعبد بن حميد ، والبخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم في " الشعب " ، عن والبيهقي [ ص: 632 ] قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن مسعود لقي الله وهو عليه غضبان " . فقال حلف على يمين هو فيها فاجر ليقتطع بها مال امرئ مسلم، : في والله كان ذلك، كان بيني وبين رجل من اليهود أرض، فجحدني فقدمته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألك بينة " ؟ . قلت : لا . فقال لليهودي : " احلف " . فقلت : يا رسول الله، إذن يحلف فيذهب مالي . فأنزل الله : الأشعث بن قيس إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا إلى آخر الآية . " من
وأخرج ، عبد بن حميد ، والبخاري ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم عبد الله بن أبي أوفى، أن رجلا أقام سلعة له في السوق، فحلف بالله لقد أعطي بها ما لم يعطه، ليوقع فيها رجلا من المسلمين ، فنزلت هذه الآية : إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا إلى آخر الآية .
وأخرج ، أحمد ، وعبد بن حميد ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والطبراني في " الشعب " ، والبيهقي ، عن وابن عساكر عدي بن عميرة قال : امرئ القيس ورجل من حضرموت خصومة، فارتفعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال للحضرمي : " بينتك وإلا فيمينه " . قال : يا رسول الله، إن [ ص: 633 ] حلف ذهب بأرضي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها حق أخيه، لقي الله وهو عليه غضبان " . فقال امرؤ القيس : يا رسول الله، فما لمن تركها وهو يعلم أنها حق؟ قال : " الجنة " . قال : فإني أشهدك أني قد تركتها . فنزلت هذه الآية : إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا إلى آخر الآية . لفظ كان بين . ابن جرير
وأخرج ، عن ابن جرير ، ابن جريج أن اختصم هو ورجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أرض كانت في يده - لذلك الرجل - أخذها في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أقم بينتك " . قال الرجل : ليس يشهد لي أحد على الأشعث بن قيس الأشعث . قال : " فلك يمينه " . فقال الأشعث : نحلف . فأنزل الله : إن الذين يشترون بعهد الله الآية . فنكل الأشعث وقال : إني أشهد الله وأشهدكم أن خصمي صادق . فرد إليه أرضه وزاده من أرض نفسه زيادة كثيرة .
وأخرج ، عن ابن جرير ، أن رجلا أقام سلعته من أول النهار، فلما كان آخره جاء رجل يساومه، فحلف : لقد منعها أول النهار من كذا، ولولا المساء ما باعها به . ، فأنزل الله : الشعبي إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا .
وأخرج ، عن ابن جرير ، نحوه . [ ص: 634 ] وأخرج مجاهد ، عن ابن جرير قال : نزلت هذه الآية : عكرمة إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا في أبي رافع وكنانة بن أبي الحقيق وكعب بن الأشرف وحيي بن أخطب .
وأخرج ، من طريق ابن أبي شيبة ابن عون، عن إبراهيم، ومحمد، في قوله : والحسن إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا . قالوا : هو الرجل يقتطع مال الرجل بيمينه .
وأخرج ، مسلم ، وأبو داود ، عن والترمذي قال : وائل بن حجر حضرموت ورجل من كندة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال الحضرمي : يا رسول الله، إن هذا قد غلبني على أرض كانت لأبي . قال الكندي : هي أرض كانت في يدي أزرعها، ليس له فيها حق . فقال النبي صلى الله عليه وسلم للحضرمي : " ألك بينة؟ " قال : لا . قال : " فلك يمينه " . فقال : يا رسول الله، إن الرجل فاجر لا يبالي على ما حلف عليه، وليس يتورع عن شيء . فقال : " ليس لك منه إلا ذلك " . فانطلق ليحلف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أدبر : " لئن حلف على مال ليأكله ظلما، ليلقين الله وهو عنه معرض " . جاء رجل من
وأخرج ، أبو داود ، عن وابن ماجه الأشعث بن قيس، كندة وآخر من حضرموت اختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أرض من اليمن، فقال [ ص: 635 ] الحضرمي : يا رسول الله، إن أرضي اغتصبها أبو هذا، وهي في يده . فقال : " هل لك بينة؟ " . قال : لا، ولكن أحلفه، والله ما يعلم أنها أرضي اغتصبها أبوه . فتهيأ الكندي لليمين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " " . فقال الكندي : هي أرضه لا يقتطع أحد مالا بيمين إلا لقي الله وهو أجذم . أن رجلا من
وأخرج ، أحمد ، والبزار وأبو يعلى، ، بسند حسن، عن والطبراني قال : أبي موسى حضرموت، فجعل يمين أحدهما، فضج الآخر وقال : إذن يذهب بأرضي . فقال : " إن هو اقتطعها بيمينه ظلما، كان ممن لا ينظر الله إليه يوم القيامة ولا يزكيه، وله عذاب أليم " . قال : وورع الآخر فردها . اختصم رجلان إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أرض، أحدهما من
وأخرج في " مسنده " ، أحمد بن منيع وصححه، والحاكم في " سننه " ، عن والبيهقي قال : كنا نعد من الذنب الذي ليس له كفارة، ابن مسعود . قيل : وما اليمين الغموس؟ فقال : الرجل يقتطع بيمينه مال الرجل . اليمين الغموس
وأخرج ، ابن حبان ، والطبراني وصححه، عن والحاكم الحارث بن البرصاء : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج بين الجمرتين وهو يقول : " من اقتطع مال أخيه بيمين فاجرة، فليتبوأ مقعده من النار، ليبلغ شاهدكم غائبكم " . مرتين [ ص: 636 ] أو ثلاثا .
وأخرج عن البزار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اليمين الفاجرة تذهب بالمال " . عبد الرحمن بن عوف،
وأخرج ، عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أبي هريرة " . ليس مما عصي الله به هو أعجل عقابا من البغي، وما من شيء أطيع الله فيه أسرع ثوابا من الصلة ، واليمين الفاجرة تدع الديار بلاقع
وأخرج الحارث بن أبي أسامة، وصححه، عن والحاكم : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : كعب بن مالك " من اقتطع مال امرئ مسلم، بيمين كاذبة، كانت نكتة سوداء في قلبه، لا يغيرها شيء إلى يوم القيامة " .
وأخرج ، الطبراني وصححه ، عن والحاكم جابر بن عتيك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : . " من اقتطع مال مسلم، بيمينه، حرم الله عليه الجنة، وأوجب له النار " . قيل : يا رسول الله، وإن شيئا يسيرا؟ قال : " وإن كان سواكا "
[ ص: 637 ] وأخرج ، مالك ، وابن سعد ، وأحمد ، ومسلم ، والنسائي ، عن وابن ماجه أبي أمامة إياس ابن ثعلبة الحارثي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : . " من اقتطع حق امرئ مسلم، بيمينه، فقد أوجب الله له النار، وحرم الله عليه الجنة " . قالوا : وإن كان شيئا يسيرا يا رسول الله؟ قال : " وإن كان قضيبا من أراك " . ثلاثا
وأخرج ، بسند صحيح عن ابن ماجه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة . " لا يحلف عند هذا المنبر عبد ولا أمة على يمين آثمة، ولو على سواك رطب، إلا وجبت له النار "
وأخرج ، ابن ماجه ، عن وابن حبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : جابر بن عبد الله . قال " من حلف على يمين آثمة عند منبري هذا، فليتبوأ مقعده من النار، ولو على سواك أخضر " والخطابي : كانت اليمين على عهده صلى الله عليه وسلم عند المنبر . أبو عبيد
وأخرج عن عبد الرزاق قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة . " إن اليمين الكاذبة تنفق السلعة وتمحق الكسب "
وأخرج عن عبد الرزاق أبي سويد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : . " إن اليمين الفاجرة تعقم الرحم، وتقل العدد، وتدع الديار بلاقع "
[ ص: 638 ] واخرج ، البخاري ، ومسلم في " الأسماء والصفات " ، عن والبيهقي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة . " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم، ولهم عذاب أليم ؛ رجل حلف يمينا على مال مسلم، فاقتطع به، ورجل حلف على يمين بعد العصر أنه أعطي بسلعته أكثر مما أعطي، وهو كاذب، ورجل منع فضل ماء، فإن الله سبحانه يقول : اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك "
وأخرج ، عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وأبو داود ، وابن جرير وصححه، عن والحاكم أنه كان يقول : عمران بن حصين، من حلف على يمين فاجرة يقتطع بها مال أخيه، فليتبوأ مقعده من النار . فقال له قائل : شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال لهم : إنكم لتجدون ذلك . ثم قرأ : إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم الآية .
واخرج ، البخاري ، عن ومسلم ابن أبي مليكة، ، فقال ابن عباس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو يعطى الناس بدعواهم لذهب دماء قوم وأموالهم " . ذكروها بالله واقرءوا عليها : ابن عباس إن الذين يشترون بعهد الله الآية . فذكروها فاعترفت . أن امرأتين كانتا تخرزان في بيت، فخرجت إحداهما وقد أنفذ بإشفى في كفها، فادعت على الأخرى، فرفع إلى
وأخرج ، عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، عن وابن المنذر ، قال : إن اليمين الفاجرة من الكبائر . ثم تلا : سعيد بن المسيب إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا .
وأخرج ، عن ابن جرير قال : كنا نرى ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من الذنب الذي لا يغفر يمين الصبر إذا فجر فيها صاحبها . ابن مسعود
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم قال : من قرأ القرآن يتأكل الناس به، أتى الله يوم القيامة ووجهه بين كتفيه، وذلك بأن الله يقول : إبراهيم النخعي إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا .
وأخرج في " المصنف " عن ابن أبي شيبة زاذان قال : من قرأ القرآن يأكل به، جاء يوم القيامة ووجهه عظم ليس عليه لحم .
وأخرج ، أحمد ، وعبد بن حميد ، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه في " شعب الإيمان " ، عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي ذر . " ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا [ ص: 640 ] يزكيهم ولهم عذاب أليم ؛ المسبل إزاره، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب، والمنان "
وأخرج ، عبد الرزاق ، وأحمد ، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه ، وابن أبي حاتم في " الأسماء والصفات " ، عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة . " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم ؛ رجل منع ابن السبيل فضل ماء عنده، ورجل حلف على سلعة بعد العصر كاذبا، فصدقه فاشتراها بقوله، ورجل بايع إماما فإن أعطاه وفى له، وإن لم يعطه لم يف له "
وأخرج في " شعب الإيمان " عن البيهقي : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سلمان . " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم ؛ أشمط زان، وعائل مستكبر، ورجل جعل الله له بضاعة، فلا يبيع إلا بيمينه، ولا يشتري إلا بيمينه "
وأخرج ، الطبراني وصححه، عن والحاكم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة . " إن الله أذن لي أن أحدث عن ديك قد مرقت رجلاه [ ص: 641 ] الأرض، وعنقه منثن تحت العرش، وهو يقول : سبحانك ما أعظمك ربنا . فيرد عليه : ما علم ذلك من حلف بي كاذبا "