قوله تعالى : سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب الآية .
أخرج عن ابن جرير قال : لما ارتحل السدي والمشركون يوم أبو سفيان أحد متوجهين نحو مكة، انطلق حتى بلغ بعض الطريق، ثم إنهم ندموا فقالوا : بئسما صنعتم، إنكم قتلتموهم حتى إذا لم يبق إلا الشريد تركتموهم، [ ص: 59 ] ارجعوا فاستأصلوهم، فقذف الله في قلوبهم الرعب فانهزموا، فلقوا أعرابيا فجعلوا له جعلا، فقالوا له : إن لقيت أبو سفيان محمدا فأخبرهم بما قد جمعنا لهم . فأخبر الله رسوله صلى الله عليه وسلم، فطلبهم حتى بلغ حمراء الأسد، فأنزل الله في ذلك، فذكر حين أراد أن يرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وما قذف في قلبه من الرعب، فقال : أبا سفيان سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب الآية .
وأخرج عن ابن أبي حاتم ابن عباس في هذه الآية قال : قذف الله في قلب الرعب فرجع إلى أبي سفيان مكة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن قد أصاب منكم طرفا، وقد رجع وقذف الله في قلبه الرعب» . أبا سفيان
وأخرج عن مسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة «نصرت بالرعب على العدو» .
وأخرج أحمد وصححه، والترمذي ، وابن المنذر ، وابن مردويه في "سننه"، عن والبيهقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي أمامة «فضلت على الأنبياء بأربع : أرسلت إلى الناس كافة، وجعلت لي الأرض كلها ولأمتي مسجدا وطهورا، فأينما أدركت رجلا من أمتي الصلاة فعنده مسجده وعنده طهوره، ونصرت بالرعب مسيرة شهر، يقذفه في قلوب أعدائي، وأحل لنا [ ص: 60 ] الغنائم» .