قوله تعالى : إن الله لا يغفر أن يشرك به الآية .
أخرج ، ابن أبي حاتم ، عن والطبراني قال : أبي أيوب الأنصاري إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء . جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن لي ابن أخ لا ينتهي عن الحرام . قال : «وما دينه»؟ قال : يصلي ويوحد الله . قال : «استوهب منه دينه، فإن أبى فابتعه منه» فطلب الرجل ذلك منه فأبى عليه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال : وجدته شحيحا على دينه، فنزلت :
وأخرج ، ابن جرير ، وابن أبي حاتم من طرق عن والبزار قال : كنا معشر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نشك في قاتل النفس، وآكل مال اليتيم، وشاهد الزور، وقاطع الرحم، حتى نزلت هذه الآية : ابن عمر إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فأمسكنا عن الشهادة .
وأخرج عن ابن أبي حاتم قال : كنا لا نشك فيمن أوجب الله له النار في كتاب الله حتى نزلت علينا هذه الآية : ابن عمر إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فلما سمعناها كففنا عن الشهادة، وأرجينا [ ص: 471 ] الأمور إلى الله .
وأخرج ابن الضريس، ، وأبو يعلى ، وابن المنذر بسند صحيح، عن وابن عدي قال : ابن عمر حتى سمعنا من نبينا صلى الله عليه وسلم : الاستغفار لأهل الكبائر، إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وقال : «إني ادخرت دعوتي شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي» فأمسكنا عن كثير مما كان في أنفسنا، ثم نطقنا بعد ورجونا . كنا نمسك عن
وأخرج من طريق ابن المنذر المعتمر بن سليمان، عن سليمان بن عتبة البارقي قال : حدثنا إسماعيل بن ثوبان قال : شهدت في المسجد قبل الداء الأعظم فسمعتهم يقولون : ومن قتل مؤمنا إلى آخر الآية [النساء : 92]، فقال المهاجرون والأنصار : قد أوجب له النار . فلما نزلت : إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء قالوا : ما شاء الله، يصنع الله ما يشاء .
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن أبي حاتم قال : ابن عمر لما نزلت : يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم الآية [الزمر : 53]، قام رجل فقال : والشرك يا نبي الله؟ فكره ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن الله لا يغفر أن يشرك به الآية .
وأخرج عن ابن المنذر أبي مجلز قال : لما نزلت هذه الآية : يا عبادي الذين أسرفوا الآية، قام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فتلاها على الناس، فقام إليه رجل [ ص: 472 ] فقال : والشرك بالله؟ فسكت مرتين أو ثلاثا، فنزلت هذه الآية : إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فأثبتت هذه في "الزمر"، وأثبتت هذه في "النساء" .
وأخرج في "ناسخه"، أبو داود ، عن وابن أبي حاتم قال في هذه الآية : إن ابن عباس وأرجأ أهل التوحيد إلى مشيئته فلم يؤيسهم من المغفرة . الله حرم المغفرة على من مات وهو كافر،
وأخرج عن ابن أبي حاتم بكر بن عبد الله المزني : ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء قال : ثنيا من ربنا على جميع القرآن .
وأخرج الفريابي وحسنه، عن والترمذي قال : أحب آية إلي في القرآن : علي، إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء .
وأخرج عن ابن جرير قال : اختلفت إلى أبي الجوزاء ثلاث عشرة سنة، فما من شيء من القرآن إلا سألته عنه، ورسولي يختلف إلى ابن عباس فما سمعته ولا سمعت أحدا من العلماء يقول : إن الله يقول لذنب : لا أغفره . عائشة،
وأخرج ، أبو يعلى ، عن وابن أبي حاتم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : جابر بن عبد الله «ما من عبد يموت لا يشرك بالله شيئا، إلا حلت له المغفرة، إن شاء غفر له، وإن شاء عذبه، إن الله استثنى فقال : إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء » .
[ ص: 473 ] وأخرج عن أبو يعلى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس «من وعده الله على عمل ثوابا فهو منجزه له، ومن وعده على عمل عقابا فهو بالخيار» .
وأخرج عن الطبراني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سلمان «ذنب لا يغفر، وذنب لا يترك، وذنب يغفر؛ فأما الذي لا يغفر فالشرك بالله، وأما الذي يغفر فذنب بينه وبين الله عز وجل، وأما الذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضا» .
وأخرج أحمد، ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم وصححه، والحاكم ، وابن مردويه في "شعب الإيمان"، عن والبيهقي قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عائشة إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة [المائدة : 72] وقال الله : إن الله لا يغفر أن يشرك به وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه من صوم تركه أو صلاة تركها؛ فإن الله يغفر ذلك ويتجاوز عنه إن شاء، وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئا : [ ص: 474 ] فظلم العباد بعضهم بعضا، القصاص لا محالة» . «الدواوين عند الله ثلاثة : ديوان لا يعبأ الله به شيئا، وديوان لا يترك الله منه شيئا، وديوان لا يغفره الله، فأما الديوان الذي لا يغفره الله فالشرك، قال الله :
وأخرج أحمد، ، والبخاري ، ومسلم ، والترمذي ، والنسائي ، عن وابن مردويه قال : أبي ذر أبي ذر» . أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : «ما من عبد قال : لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة» قلت : وإن زنى وإن سرق؟ قال : «وإن زنى وإن سرق» قلت : وإن زنى وإن سرق؟ قال : « وإن زنى وإن سرق» ثلاثا، ثم قال في الرابعة : «على رغم أنف
وأخرج أحمد، عن وابن مردويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي ذر «إن الله يقول : يا عبدي، ما عبدتني ورجوتني فإني غافر لك على ما كان فيك، ويا عبدي لو لقيتني بقراب الأرض خطايا، ما لم تشرك بي شيئا لقيتك بقرابها مغفرة» .
وأخرج عن ابن مردويه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أبي ذر : «من ثم كانت عليه من الذنوب مثل الرمال غفر له» . مات لا يعدل بالله شيئا،
وأخرج عن أحمد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي سعيد الخدري «من مات [ ص: 475 ] لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة» .
وأخرج الطبراني في "الأسماء والصفات"، عن والبيهقي ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ابن عباس «قال الله عز وجل : من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب، غفرت له ولا أبالي، ما لم يشرك بي شيئا» .
وأخرج عن أحمد سلمة بن نعيم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة، وإن زنى وإن سرق» .
وأخرج عن أحمد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي الدرداء » . قال : فخرجت لأنادي بها في الناس فلقيني أبي الدرداء فقال : ارجع؛ فإن الناس إن علموا بهذه اتكلوا عليها، فرجعت فأخبرته صلى الله عليه وسلم فقال : «صدق عمر عمر» . «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له دخل الجنة» قلت : وإن زنى وإن سرق؟ قال : «وإن زنى وإن سرق» قلت : وإن زنى وإن سرق؟ قال : «وإن زنى وإن سرق» قلت : وإن زنى وإن سرق؟ قال : «وإن زنى وإن سرق، على رغم أنف
وأخرج عن هناد قال : أربع آيات في كتاب الله عز وجل أحب إلي من حمر النعم وسودها، في سورة "النساء" قوله : ابن مسعود إن الله لا يظلم مثقال ذرة [ ص: 476 ] الآية، [النساء : 40] . وقوله : إن الله لا يغفر أن يشرك به الآية، وقوله : ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك الآية [النساء : 64]، وقوله : ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه الآية [النساء : 110] .