الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : يسألك أهل الكتاب الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن جرير ، عن محمد بن كعب القرظي قال : جاء ناس من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : إن موسى جاءنا بالألواح من عند الله، فأتنا بالألواح من عند الله حتى نصدقك، فأنزل الله : يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء إلى قوله : وقولهم على مريم بهتانا عظيما .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن ابن جريج في الآية قال : إن اليهود والنصارى قالوا لمحمد صلى الله عليه وسلم : لن نبايعك على ما تدعونا إليه حتى تأتينا بكتاب من عند الله : من الله إلى فلان أنك رسول الله، وإلى فلان أنك رسول الله، فأنزل الله : يسألك أهل الكتاب الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن السدي في الآية قال : قالت اليهود : إن كنت صادقا أنك رسول الله، فآتنا كتابا مكتوبا من السماء كما جاء به موسى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن قتادة في قوله : أن [ ص: 94 ] تنزل عليهم كتابا من السماء أي كتابا خاصة، وفي قوله : جهرة أي عيانا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن ابن عباس في قوله : فقالوا أرنا الله جهرة قال : إنهم إذا رأوه فقد رأوه، إنما قالوا : جهرة، أرنا الله، قال : هو مقدم ومؤخر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، عن عمر بن الخطاب أنه قرأ : (فأخذتهم الصعقة) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، عن ابن جريج في قوله : فأخذتهم الصاعقة قال : الموت، أماتهم الله قبل آجالهم، عقوبة بقولهم، ما شاء الله أن يميتهم، ثم بعثهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن قتادة : ورفعنا فوقهم الطور قال : جبل كانوا في أصله، فرفعه الله فجعله فوقهم كأنه ظلة، فقال : لتأخذن أمري، أو لأرمينكم به، فقالوا : نأخذه، فأمسكه الله عنهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن قتادة في قوله : [ ص: 95 ] وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدا قال : كنا نحدث أنه باب من أبواب بيت المقدس، وقلنا لهم لا تعدوا في السبت قال : أمر القوم أن لا يأكلوا الحيتان يوم السبت، ولا يعرضوا لها، وأحلت لهم ما خلا ذلك، وفي قوله : فبما نقضهم يقول : فبنقضهم ميثاقهم، وقولهم قلوبنا غلف أي لا تفقه، بل طبع الله عليها يقول : لما ترك القوم أمر الله، وقتلوا رسله، وكفروا بآياته، ونقضوا الميثاق الذي عليهم، طبع الله على قلوبهم، ولعنهم حين فعلوا ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البزار، والبيهقي في (الشعب) وضعفه، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (الطابع معلق بقائمة العرش، فإذا انتهكت الحرمة، وعمل بالمعاصي، واجترئ على الله، بعث الله الطابع فيطبع على قلبه، فلا يقبل بعد ذلك شيئا) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : وقولهم على مريم بهتانا عظيما قال : رموها بالزنى .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 96 ] وأخرج البخاري في (تاريخه)، والحاكم وصححه، عن علي قال : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : (إن لك من عيسى مثلا، أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه، وأحبته النصارى حتى أنزلوه المنزل الذي ليس له) .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية