قوله تعالى : قل هو القادر الآيات .
أخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم في قوله : ابن عباس قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم قال : يعني من أمرائكم ، أو من تحت أرجلكم يعني سفلتكم ، أو يلبسكم شيعا . يعني بالشيع : الأهواء المختلفة ، ويذيق بعضكم بأس بعض قال : يسلط بعضكم على بعض بالقتل والعذاب .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن أبي حاتم من وجه آخر ، عن وأبو الشيخ في قوله : ابن عباس قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم قال : أئمة السوء أو من تحت أرجلكم قال : خدم السوء .
وأخرج ، عن أبو الشيخ في قوله : ابن عباس عذابا من فوقكم قال : من قبل أمرائكم وأشرافكم أو من تحت أرجلكم قال : من قبل سفلتكم وعبيدكم .
[ ص: 73 ] وأخرج عبد بن حميد ، عن وأبو الشيخ أبي مالك : عذابا من فوقكم قال : القذف ، أو من تحت أرجلكم قال : الخسف .
وأخرج ، عن أبو الشيخ : مجاهد قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم قال : الصيحة والحجارة والريح أو من تحت أرجلكم قال : الرجفة والخسف، وهما عذاب أهل التكذيب ويذيق بعضكم بأس بعض قال : عذاب أهل الإقرار .
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن المنذر في قوله : مجاهد عذابا من فوقكم قال : الحجارة أو من تحت أرجلكم قال : الخسف أو يلبسكم شيعا قال : الاختلاف والأهواء المفترقة .
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن أبي حاتم قال : عذاب هذه الأمة أهل الإقرار بالسيف مجاهد أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض وعذاب أهل التكذيب الصيحة والزلزلة .
وأخرج ، عبد الرزاق وعبد بن حميد والبخاري والترمذي ، والنسائي في الفتن ، ونعيم بن حماد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، ، وابن أبي حاتم وابن حبان ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه في الأسماء والصفات ، عن والبيهقي قال : جابر بن عبد الله قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعوذ بوجهك . أو من تحت أرجلكم قال : أعوذ بوجهك . أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض [ ص: 74 ] قال : هذا أهون أو أيسر . لما نزلت هذه الآية
وأخرج ، عن ابن مردويه قال : جابر قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعوذ بالله من ذلك أو يلبسكم شيعا قال : هذا أيسر ، ولو استعاذه لأعاذه . لما نزلت
وأخرج أحمد وحسنه ، والترمذي في الفتن ، ونعيم بن حماد ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن وابن مردويه ، سعد بن أبي وقاص قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما إنها كائنة ولم يأت تأويلها بعد . عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية
وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، وعبد بن حميد ، ونعيم بن حماد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه في الحلية ، وأبو نعيم في المختارة من طريق والضياء ، عن أبي العالية في قوله : أبي بن كعب قل هو القادر الآية ، قال : هن أربع وكلهن عذاب ، وكلهن [ ص: 75 ] واقع لا محالة ، فمضت اثنتان بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس وعشرين سنة ، فألبسوا شيعا ، وذاق بعضهم بأس بعض، وبقيت اثنتان واقعتان لا محالة الخسف والرجم .
وأخرج ، ابن مردويه قال : لما نزلت هذه الآية ابن عباس قل هو القادر قام النبي صلى الله عليه وسلم فتوضأ ثم قال : اللهم لا ترسل على أمتي عذابا من فوقهم ولا من تحت أرجلهم ولا تلبسهم شيعا ، ولا تذق بعضهم بأس بعض . فأتاه جبريل فقال : إن الله قد أجار أمتك أن يرسل عليهم عذابا من فوقهم أو من تحت أرجلهم . عن
وأخرج ، عن ابن مردويه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ابن عباس دعوت ربي أن يرفع عن أمتي أربعا ، فرفع عنهم اثنتين وأبى أن يرفع عنهم اثنتين ، دعوت ربي أن يرفع عنهم الرجم من السماء ، والغرق من الأرض ، وألا يلبسهم شيعا ، وألا يذيق بعضهم بأس بعض ، فرفع عنهم الرجم والغرق ، وأبى أن يرفع القتل والهرج .
وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، ومسلم ، وابن خزيمة ، وابن حبان ، وأبو الشيخ عن وابن مردويه سعد بن أبي وقاص بمسجد بني معاوية دخل فركع فيه ركعتين ، وصلينا معه [ ص: 76 ] ودعا ربه طويلا ، ثم انصرف إلينا فقال : سألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة ، سألته ألا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها وسألته ألا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها ، وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها . أن النبي صلى الله عليه وسلم أقبل ذات يوم من العالية ، حتى إذا مر
وأخرج ، عن ابن مردويه قال : معاوية بن أبي سفيان قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم حتى بلغ لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون . خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : تحدثون أني من آخركم وفاة ؟ قلنا : أجل ، قال : فإني من أولكم وفاة ، وتتبعوني أفنادا ، يهلك بعضكم بعضا ثم نزع بهذه الآية :
وأخرج ، أحمد ، وعبد بن حميد ، ومسلم وأبو داود ، والترمذي وابن ماجه ، والبزار وابن حبان وصححه واللفظ له ، والحاكم ، عن وابن مردويه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ثوبان محمد ، إني إذا [ ص: 77 ] قضيت قضاء لم يرد ، إني أعطيتك لأمتك ألا أهلكها بسنة عامة ، ولا أظهر عليهم عدوا من غيرهم فيستبيحهم بعامة ، ولو اجتمع من بين أقطارها حتى يكون بعضهم هو يهلك بعضا ، وبعضهم هو يسبي بعضا ، وإني لا أخاف على أمتي إلا الأئمة المضلين ، ولن تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين ، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان ، وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة ، وإنه قال كل ما يوجد في مائة سنة ، وسيخرج في أمتي كذابون ثلاثون ، كلهم يزعم أنه نبي الله ، وأنا خاتم الأنبياء ، لا نبي بعدي ، ولن تزال في أمتي طائفة يقاتلون على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله ، قال : وزعم أنه لا ينزع رجل من أهل الجنة شيئا من ثمرها إلا أخلف الله مكانها مثلها ، وإنه قال : ليس دينار ينفقه رجل بأعظم أجرا من دينار ينفقه على عياله ، ثم دينار ينفقه على فرسه في سبيل الله ، ثم دينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله ، قال : وزعم أن نبي الله عظم شأن المسألة، وأنه إذا كان يوم القيامة جاء أهل الجاهلية يحملون أوثانهم على ظهورهم ، فيسألهم ربهم ما كنتم تعبدون ؟ فيقولون : ربنا ، لم ترسل إلينا رسولا ولم يأتنا أمر ، فيقول : أرأيتم إن أمرتكم بأمر تطيعوني فيقولون : نعم ، فيأخذ مواثيقهم على ذلك فيأمرهم أن يعمدوا لجهنم فيدخلونها ، فينطلقون حتى إذا جاءوها رأوا لها تغيظا وزفيرا فهابوا فرجعوا إلى ربهم فقالوا : ربنا فرقنا منها ، فيقول : ألم تعطوني مواثيقكم لتطيعن ؟ اعمدوا إليها فادخلوا ، فينطلقون حتى إذا رأوها فرقوا فرجعوا، فيقول : ادخلوها داخرين ، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : لو دخلوها أول مرة كانت [ ص: 78 ] عليهم بردا وسلاما . إن ربي زوى لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها ، وأعطاني الكنزين الأحمر والأبيض ، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها ، وإني سألت ربي لأمتي ألا يهلكها بسنة عامة فأعطانيها ، وسألته ألا يسلط عليها عدوا من غيرهم فأعطانيها ، وسألته ألا يذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها ، وقال : يا
وأخرج ، أحمد ، وصححه ، عن والحاكم عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك ، جابر بن عتيك قال : جاءنا في عبد الله بن عمرو بني معاوية، وهي قرية من قرى الأنصار فقال لي : هل تدري أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من مسجدكم هذا ؟ قلت : نعم ، وأشرت له إلى ناحية منه فقال : هل تدري ما الثلاث التي دعا بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلت : نعم ، فقال : أخبرني بهن ، قلت : دعا ألا يظهر عليهم عدوا من غيرهم ، ولا يهلكهم بالسنين فأعطيها ، ودعا بألا يجعل بأسهم بينهم فمنعها ، قال : صدقت لا يزال الهرج إلى يوم القيامة . عن
وأخرج والطبراني ، أحمد ، عن وابن مردويه أبي بصرة الغفاري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : سألت ربي أربعا فأعطاني ثلاثا ومنعني واحدة ، سألت الله ألا يجمع أمتي على ضلالة فأعطانيها ، وسألت الله ألا يظهر عليهم عدوا من غيرهم فأعطانيها ، وسألت الله ألا يهلكهم بالسنين كما أهلك الأمم فأعطانيها ، وسألت الله ألا يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها .
[ ص: 79 ] وأخرج أحمد ، والنسائي ، وابن مردويه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر صلى سبحة الضحى ثمان ركعات ، فلما انصرف قال : إني صليت صلاة رغبة ورهبة ، سألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة ، سألته ألا يبتلي أمتي بالسنين ففعل ، وسألته ألا يظهر عليها عدوهم ففعل ، وسألته ألا يلبسهم شيعا فأبى علي . أنس عن
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، عن وابن مردويه قال : حذيفة بن اليمان حرة بني معاوية، واتبعت أثره ، حتى ظهر عليها ، فصلى الضحى ثمان ركعات ، فأطال فيهن ، ثم التفت إلي فقال : إني سألت الله ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة ؛ سألته ألا يسلط على أمتي عدوا من غيرهم فأعطاني ، وسألته ألا يهلكهم بغرق فأعطاني ، وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم فمنعني . خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى
وأخرج ، عن ابن مردويه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة سألت الله ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة ، سألت ربي ألا يهلك أمتي بالسنين ففعل ، وسألت ربي ألا يسلط على أمتي عدوا لها ففعل ، وسألت ربي ألا يهلك أمتي بعضها ببعض فمنعنيها .
وأخرج ، عن ابن مردويه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة صليت صلاة رغبا ورهبا ، ودعوت دعاء رغبا ورهبا ، حتى فرج لي عن الجنة ، فرأيت عناقيدها، [ ص: 80 ] فهويت أن أتناول منها شيئا فخوفت بالنار ، فسألت ربي ثلاثا ، فأعطاني اثنتين وكف عني الثالثة ، سألته ألا يظهر على أمتي عدوها ففعل ، وسألته ألا يهلكها بالسنين ففعل ، وسألته ألا يلبسها شيعا ، ولا يذيق بعضها بأس بعض فكفها عني .
وأخرج ، عن ابن مردويه قال : عبد الله بن شداد أو معاذ بن جبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوجده قائما يصلي في سعد بن معاذ الحرة فأتاه فتنحنح ، فلما انصرف قال : يا رسول الله ، رأيتك صليت صلاة لم تصل مثلها ! قال : صليت صلاة رغبة ورهبة ، سألت ربي فيها ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة ، سألته ألا يهلك أمتي جوعا ففعل ، ثم قرأ ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين الآية [الأعراف : 130] ، وسألته ألا يسلط عليهم عدوا من غيرهم ففعل ثم قرأ " هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق " إلى آخر الآية [التوبة : 33 ، الفتح : 28] وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم فمنعني ثم قرأ قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم إلى آخر الآية ثم قال : لا يزال هذا الدين ظاهرا على من ناوأهم . فقد
وأخرج ، عبد الرزاق وعبد بن حميد وصححه والترمذي ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن مردويه في قوله : خباب بن الأرت أو يلبسكم شيعا قال : راقب النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي حتى إذا كان في الصبح قال له : يا نبي الله ، لقد رأيتك تصلي هذه الليلة صلاة ما رأيتك تصلي مثلها ! قال : أجل ، إنها صلاة رغبة ورهبة ، سألت ربي فيها ثلاث خصال، [ ص: 81 ] فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة ، سألته ألا يهلكنا بما أهلك به الأمم قبلكم فأعطاني وسألته ألا يسلط علينا عدوا من غيرنا فأعطاني ، وسألته ألا يلبسنا شيعا فمنعني . خباب عن
وأخرج ، ابن جرير من طريق وابن مردويه نافع بن خالد الخزاعي ، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة خفيفة تامة الركوع والسجود فقال : قد كانت صلاة رغبة ورهبة ، فسألت الله فيها ثلاثا فأعطاني اثنتين وبقي واحدة ، سألت الله ألا يصيبكم بعذاب أصاب به من قبلكم فأعطانيها ، وسألت الله ألا يسلط عليكم عدوا يستبيح بيضتكم فأعطانيها ، وسألته ألا يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض فمنعنيها .
وأخرج ، عن الطبراني خالد الخزاعي وكان من أصحاب الشجرة قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم صلاة فأخف ، وجلس فأطال الجلوس ، فلما انصرف قلنا : يا رسول الله أطلت الجلوس في صلاتك ! قال : إنها صلاة رغبة ورهبة ، سألت الله فيها ثلاث خصال فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة ، سألته ألا يسحتكم بعذاب أصاب من كان قبلكم فأعطانيها ، وسألته ألا يسلط على بيضتكم عدوا فيجتاحها فأعطانيها ، وسألته ألا يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض فمنعنيها .
[ ص: 82 ] وأخرج في كتاب الفتن ، عن نعيم بن حماد ضرار بن عمرو قال : أو يلبسكم شيعا قال : أربع فتن ، تأتي فتنته الأولى يستحل فيها الدماء ، والثانية يستحل فيها الدماء والأموال ، والثالثة يستحل فيها الدماء والأموال والفروج ، والرابعة عمياء مظلمة تمور مور البحر ، تنتشر حتى لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله :
وأخرج ، عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن مردويه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : شداد بن أوس محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد ، وإني أعطيتك لأمتك ألا أهلكهم بسنة عامة ، ولا أسلط عليهم عدوا من سواهم فيهلكوهم ، حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ، وبعضهم يقتل بعضا ، وبعضهم يسبي بعضا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إني أخاف [154و] على أمتي الأئمة المضلين ، فإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة . إن الله زوى لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها ، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوى لي منها ، وإني أعطيت الكنزين الأحمر والأبيض ، وإني سألت ربي ألا يهلك قومي بسنة عامة ، وألا يلبسهم شيعا ولا يذيق بعضهم بأس بعض ، فقال : يا
وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، وابن ماجه واللفظ له ، وابن المنذر ، عن وابن مردويه قال : معاذ بن جبل ، أحمد وسألته ألا يهلكهم غرقا فأعطانيها - وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها . وابن ماجه صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة فأطال قيامها وركوعها وسجودها ، فلما انصرف قلت : يا رسول الله ، لقد أطلت اليوم [ ص: 83 ] الصلاة ! فقال إنها صلاة رغبة ورهبة ، إني سألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة ، سألت ربي ألا يسلط على أمتي عدوا من سواهم فيهلكهم عامة فأعطانيها ، وسألته ألا يسلط عليهم سنة فتهلكهم عامة فأعطانيها - ولفظ
وأخرج ، ابن أبي حاتم ، عن وابن مردويه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة سألت ربي لأمتي أربع خصال فأعطاني ثلاثا ومنعني واحدة ، سألته ألا تكفر أمتي واحدة فأعطانيها ، وسألته ألا يظهر عليهم عدوا من غيرهم فأعطانيها ، وسألته ألا يعذبهم بما عذب به الأمم من قبلهم فأعطانيها ، وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها .
وأخرج ، عن ابن جرير قال : الحسن قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوضأ فسأل ربه ألا يرسل عليهم عذابا من فوقهم أو من تحت أرجلهم ، ولا يلبس أمته شيعا ، ويذيق بعضهم بأس بعض كما أذاق بني إسرائيل ، فهبط إليه جبريل فقال : يا محمد إنك سألت ربك أربعا ، فأعطاك اثنتين ومنعك اثنتين ، لن يأتيهم عذاب من فوقهم ولا من تحت أرجلهم يستأصلهم ، فإنهما عذابان لكل أمة استجمعت على تكذيب [ ص: 84 ] نبيها ، ورد كتاب ربها ، ولكنهم يلبسهم شيعا ، ويذيق بعضهم بأس بعض ، وهذان عذابان لأهل الإقرار بالكتب والتصديق بالأنبياء ، ولكن يعذبون بذنوبهم ، وأوحى الله إليه فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون . يقول : من أمتك ، أو نرينك الذي وعدناهم من العذاب وأنت حي فإنا عليهم مقتدرون [الزخرف : 41 ، 42]، فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم فراجع ربه فقال : أي مصيبة أشد من أن أرى أمتي يعذب بعضها بعضا . وأوحى إليه الم أحسب الناس أن يتركوا الآيتين [العنكبوت : 1 ، 2] . فأعلمه أن أمته لم تخص دون الأمم بالفتن ، وأنها ستبتلى كما ابتليت الأمم ، ثم أنزل عليه : قل رب إما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني في القوم الظالمين [المؤمنون : 93 ، 94] فتعوذ نبي الله ، فأعاذه الله ، لم ير من أمته إلا الجماعة والألفة والطاعة، ثم أنزل عليه آية حذر فيها أصحابه الفتنة، فأخبره أنه إنما يخص بها ناس منهم دون ناس ، فقال : واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب [الأنفال : 25] فخص بها أقواما من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بعده ، وعصم بها أقواما . لما نزلت هذه الآية
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن أبي حاتم قال : زيد بن أسلم لما نزلت قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا الآية ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيوف . فقالوا : ونحن نشهد [ ص: 85 ] أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ؟! قال : نعم ، فقال بعض الناس : لا يكون هذا أبدا . فأنزل الله : انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون وكذب به قومك وهو الحق إلى قوله وسوف تعلمون .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن وأبو الشيخ في قوله : الحسن عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم قال : هذا للمشركين أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض قال : هذا للمسلمين .
وأخرج ، ابن أبي حاتم في معجمه ، عن وابن قانع ، عن ابن إسحاق عبد الله بن أبي بكر قال : قرأ عبد الله بن سهيل على أبيه وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل فقال : أما والله يا بني لو كنت إذ ذاك ونحن مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فهمت منها إذ ذاك ما فهمت اليوم ، لقد كنت إذ ذاك أسلمت .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن وأبو الشيخ في قوله : السدي وكذب به قومك يقول : كذبت قريش بالقرآن وهو الحق وأما الوكيل : فالحفيظ .
وأما لكل نبإ مستقر فكان نبأ القرآن استقر يوم بدر بما كان يعدهم من العذاب .
وأخرج في ناسخه ، عن النحاس في قوله : ابن عباس قل لست عليكم بوكيل .
[ ص: 86 ] قال : نسخ هذه آية السيف : فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم [التوبة : 5] .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم ابن عباس لكل نبإ مستقر يقول : حقيقة .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن وأبو الشيخ أنه قرأ الحسن لكل نبإ مستقر قال : حبست عقوبتها ، حتى عمل ذنبها أرسلت عقوبتها .
وأخرج من طريق ابن جرير العوفي ، عن في قوله : ابن عباس لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون يقول : فعل وحقيقة ما كان منه في الدنيا وما كان منه في الآخرة .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن وأبو الشيخ في قوله : مجاهد لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون قال : لكل نبأ حقيقة ، أما في الدنيا فسوف ترونه ، وأما في الآخرة فسوف يبدو لكم .