قوله تعالى : وجعلوا لله مما ذرأ الآية .
أخرج ، ابن المنذر وابن أبي حاتم في "سننه" ، عن والبيهقي في قوله : ابن عباس وجعلوا لله مما ذرأ الآية ، قال : جعلوا لله من [ ص: 211 ] ثمارهم ومائهم نصيبا ، وللشيطان والأوثان نصيبا ، فإن سقط من ثمرة ما جعلوا لله في نصيب الشيطان تركوه ، وإن سقط مما جعلوا للشيطان في نصيب الله ردوه إلى نصيب الشيطان ، وإن انفجر من سقي ما جعلوا لله في نصيب الشيطان تركوه ، وإن انفجر من سقي ما جعلوا للشيطان في نصيب الله سرحوه ، فهذا ما جعل لله من الحرث وسقي الماء ، وأما ما جعلوا للشيطان من الأنعام فهو قول الله : ما جعل الله من بحيرة [المائدة : 103] الآية .
وأخرج من طريق ابن أبي حاتم العوفي ، عن في قوله : ابن عباس وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا الآية ، قال : كانوا إذا احترثوا حرثا أو كانت لهم ثمرة ، جعلوا لله منه جزءا وجزءا للوثن ، فما كان من حرث أو ثمرة أو شيء من نصيب الأوثان حفظوه [ ص: 212 ] وأحصوه، فإن سقط منه شيء مما سمي للصمد ردوه إلى ما جعلوه للوثن، وإن سبقهم الماء الذي جعلوه للوثن فسقى شيئا مما جعلوه لله جعلوه للوثن، وإن سقط شيء من الحرث والثمرة الذي جعلوه لله فاختلط بالذي جعلوه للوثن قالوا : هذا فقير، ولم يردوه إلى ما جعلوا لله، وإن سبقهم الماء الذي سموا لله فسقى ما سموا للوثن تركوه للوثن، وكانوا يحرمون من أنعامهم البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي فيجعلونه للأوثان، ويزعمون أنهم يحرمونه لله .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن وأبو الشيخ في قوله : مجاهد وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث قال : يسمون لله جزءا من الحرث، ولشركائهم وأوثانهم جزءا، فما ذهب [ ص: 213 ] به الريح مما سموا لله إلى جزء أوثانهم تركوه وقالوا : الله عن هذا غني . وما ذهبت به الريح من جزء أوثانهم [159ظ] إلى جزء الله أخذوه، والأنعام التي سموا لله : البحيرة والسائبة .