هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون
هل ينظرون أي ما ينتظرون يعني أهل مكة، وهم ما كانوا منتظرين لذلك ولكن لما كان يلحقهم لحوق المنتظر شبهوا بالمنتظرين. إلا أن تأتيهم الملائكة ملائكة الموت أو العذاب. وقرأ حمزة بالياء هنا وفي «النحل» . والكسائي أو يأتي ربك أي أمره بالعذاب، أو كل آية يعني آيات القيامة والهلاك الكلي لقوله: أو يأتي بعض آيات ربك يعني أشراط الساعة.
وعن حذيفة بن اليمان والبراء بن عازب: بجزيرة العرب، والدجال، وطلوع الشمس من مغربها، ويأجوج ومأجوج، ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام، ونارا تخرج من عدن) . (كنا نتذاكر الساعة إذ أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما تذاكرون؟ قلنا: نتذاكر الساعة، قال: «إنها لا تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات: الدخان، ودابة الأرض، وخسفا بالمشرق، وخسفا بالمغرب، وخسفا
يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها كالمحتضر إذ صار الأمر عيانا والإيمان برهانيا.
وقرئ «تنفع» بالتاء لإضافة الإيمان إلى ضمير المؤنث. لم تكن آمنت من قبل صفة نفسا. أو كسبت في إيمانها خيرا عطف على آمنت والمعنى: أنه لا ينفع الإيمان حينئذ نفسا غير مقدمة إيمانها أو مقدمة إيمانها غير كاسبة في إيمانها خيرا، وهو دليل لمن لم يعتبر الإيمان المجرد عن العمل وللمعتبر تخصيص هذا الحكم بذلك اليوم، وحمل الترديد على اشتراط النفع بأحد الأمرين على معنى لا ينفع نفسا خلت عنها إيمانها، والعطف على لم تكن بمعنى لا ينفع نفسا إيمانها الذي أحدثته حينئذ وإن كسبت فيه خيرا. قل انتظروا إنا منتظرون وعيد لهم، أي: انتظروا إتيان أحد الثلاثة فإنا منتظرون له وحينئذ لنا الفوز وعليكم الويل. [ ص: 191 ]