ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين
17 - ثم لآتينهم من بين أيديهم أشككهم في الآخرة ومن خلفهم أرغبهم في الدنيا وعن أيمانهم من قبل الحسنات وعن شمائلهم من قبل السيئات، وهو [ ص: 559 ] جمع شمال، يعني: ثم لآتينهم من الجهات الأربع التي يأتي منها العدو في الأغلب، وعن شقيق: ما من صباح إلا قعد لي الشيطان على أربعة مراصد، من بين يدي، فيقول: لا تخف فإن الله غفور رحيم، فأقرأ: وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا [طه: 82] ومن خلفي، فيخوفني الضيعة على مخلفي، فاقرأ: وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها [هود: 6] وعن يميني، فيأتيني من قبل الثناء، فأقرأ: والعاقبة للمتقين [الأعراف: 128] وعن شمالي فيأتيني من قبل الشهوات، فأقرأ: وحيل بينهم وبين ما يشتهون [سبأ: 54] ولم يقل من فوقهم ومن تحتهم لمكان الرحمة والسجدة، وقال في الأولين: "من" لابتداء الغاية، وفي الأخيرين: "عن"; لأن عن تدل على الانحراف ولا تجد أكثرهم شاكرين مؤمنين، قاله ظنا فأصاب، لقوله: ولقد صدق عليهم إبليس ظنه [سبأ: 20]، أو سمعه من الملائكة بإخبار الله تعالى إياهم.