الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون

                                                                                                                                                                                                                                      وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له إرشاد إلى طريق الفوز بما أشير إليه من المنافع الجليلة التي ينطوي عليها القرآن ; أي : وإذا قرئ القرآن الذي ذكرت شئونه العظيمة ، فاستمعوا له استماع تحقيق وقبول .

                                                                                                                                                                                                                                      وأنصتوا ; أي : واسكتوا في خلال القراءة ، وراعوها إلى انقضائها تعظيما له وتكميلا للاستماع .

                                                                                                                                                                                                                                      لعلكم ترحمون ; أي : تفوزون بالرحمة التي هي أقصى ثمراته ، وظاهر النظم الكريم يقتضي وجوب الاستماع والإنصات عند قراءة القرآن في الصلاة وغيرها .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : معناه : إذا تلا عليكم الرسول القرآن عند نزوله فاستمعوا له ، وجمهور الصحابة رضي الله تعالى عنهم على أنه في استماع المؤتم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقد روي أنهم كانوا يتكلمون في الصلاة ، فأمروا باستماع قراءة الإمام والإنصات له ، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في المكتوبة ، وقرأ أصحابه خلفه ; فنزلت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأما خارج الصلاة فعامة العلماء على استحبابهما ، والآية إما من تمام القول المأمور به ، أو استئناف من جهته تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية