قال فاخرج منها فإنك رجيم
قال فاخرج منها أي: من زمرة الملائكة المعززين لا من السماء، فإن وسوسته لآدم عليه الصلاة والسلام في الجنة، إنما كانت بعد هذا الطرد، وقوله تعالى: "فاهبط منها" ليس نصا في ذلك، فإن الخروج من بين الملإ الأعلى هبوط وأي هبوط، أو من الجنة على أن وسوسته كانت بطريق النداء من بابها، كما روي عن . أو بطريق المشافهة بعد أن احتال في دخولها، وتوسل إليه بالحية، كما روي عن الحسن البصري رضي الله تعالى عنهما. ولا ينافي هذا طرده على رءوس الأشهاد لما يقتضيه من الحكم البالغة، ابن عباس فإنك رجيم مطرود من كل خير وكرامة، فإن من يطرد يرجم بالحجارة، أو شيطان يرجم بالشهب، وهو وعيد يتضمن الجواب عن شبهته، فإن من عارض النص بالقياس فهو رجيم ملعون.