والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون
والخيل هو اسم جنس للفرس لا واحد له من لفظه، كالإبل. وهو عطف على الأنعام، أي: خلق الخيل والبغال والحمير لتركبوها تعليل بمعظم منافعها، وإلا فالانتفاع بها بالحمل أيضا مما لا ريب في تحققه، وزينة عطف على محل لتركبوها. وتجريده عن اللام لكونه فعلا لفاعل المعلل دون الأول، وتأخيره لكون الركوب أهم منه. أو مصدر لفعل محذوف، أي: وتتزينوا بها زينة. وقرئ: بغير واو، أي: خلقها زينة لتركبوها، ويجوز أن يكون مصدرا واقعا موقع الحال من فاعل تركبوها، أو مفعوله، أي: متزينين بها، أو متزينا بها ويخلق ما لا تعلمون أي: ، وكيفية خلقه، فالعدول إلى صيغة الاستقبال للدلالة على الاستمرار والتجدد، أو لاستحضار الصورة، أو يخلق لكم في الجنة غير ما ذكر من النعم الدنيوية ما لا تعلمون، أي: ما ليس من شأنكم أن تعلموه، وهو ما أشير إليه بقوله صلى الله عليه وسلم حكاية عن الله تعالى: " يخلق في الدنيا غير ما عدد من أصناف النعم فيكم ولكم ما لا تعلمون كنهه ". ويجوز أن يكون هذا إخبارا بأنه أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر ، كنعمته الباطنة، والظاهرة. عن سبحانه يخلق من الخلائق ما لا علم لنا به. دلالة على قدرته الباهرة الموجبة للتوحيد رضي الله عنهما: أن عن يمين العرش نهرا من نور مثل السموات السبع، والأرضين السبع، والبحار السبعة. يدخل فيه ابن عباس جبريل عليه السلام كل سحر، فيغتسل. فيزداد نورا إلى نور، وجمالا إلى جمال، وعظما إلى عظم. ثم ينتفض، فيخلق الله تعالى من كل قطرة تقع من ريشه كذا وكذا ألف ملك، فيدخل منهم كل يوم سبعون ألف ملك البيت المعمور، وسبعون ألف ملك الكعبة، لا يعودون إليه إلى يوم القيامة.