فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى
والفاء في قوله تعالى : فقولا له قولا لينا لترتيب ما بعدها على طغيانه ، فإن تليين القول مما يكسر سورة عناد العتاة ويلين عريكة الطغاة . قال رضي الله عنهما : لا تعنفا في قولكما ، وقيل : القول اللين ، مثل : ابن عباس هل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فإنها دعوة في صورة عرض ومشورة ، ويرده ما سيجيء من قوله تعالى : فقولا إنا رسولا ربك ... الآيتين . وقيل : كنياه ، وكان له ثلاث كنى : أبو العباس ، وأبو الوليد ، وأبو مرة . وقيل : [ ص: 18 ] عداه شبابا لا يهرم ، ويبقى له لذة المطعم والمشرب ، ومنكح وملك لا يزول إلا بالموت . وقرئ : "لينا"
لعله يتذكر بما بلغتماه من ذكري ، ويرغب فيما رغبتماه فيه . أو يخشى عقاب . ومحل الجملة النصب على الحال من ضمير التثنية ، أي : فقولا له قولا لينا راجين أن يتذكر أو يخشى . وكلمة "أو" لمنع الخلو ، أي : باشرا الأمر مباشرة من يرجو ويطمع في أن يثمر علمه ولا يخيب سعيه ، وهو يجتهد بطوقه ويحتشد بأقصى وسعه ، وجدوى إرسالهما إليه مع العلم بحاله إلزام الحجة وقطع المعذرة .