ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين
ولقد آتينا إبراهيم رشده أي : الرشد اللائق به وبأمثاله من الرسل الكبار ، وهو الاهتداء الكامل المستند إلى الهداية الخاصة الحاصلة بالوحي ، والاقتدار على إصلاح الأمة باستعمال النواميس الإلهية . وقرئ : "رشده" وهما لغتان كالحزن والحزن . من قبل أي : من قبل إيتاء موسى وهارون التوراة ، وتقديم ذكر إيتائها لما بينه وبين إنزال القرآن من الشبه التام . وقيل : من قبل استنبائه ، أو قبل بلوغه ، ويأباه المقام .
وكنا به عالمين أي : بأنه أهل لما آتيناه ، وفيه من الدليل على أنه تعالى عالم بالجزئيات مخار في أفعاله ما لا يخفى .