رب فلا تجعلني في القوم الظالمين
رب فلا تجعلني في القوم الظالمين أي : قرينا لهم فيما هم فيه من العذاب ، وفيه إيذان بكمال فظاعة ما وعدوه من العذاب وكونه بحيث يجب أن يستعيذ منه من لا يكاد يمكن أن يحيق به ورد لإنكارهم إياه واستعجالهم به على طريقة الاستهزاء به . وقيل : أمر به صلى الله عليه وسلم هضما لنفسه ، وقيل : لأن شؤم الكفرة قد يحيق بمن وراءهم كقوله تعالى : واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة . وروي أنه تعالى أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم بأن له في أمته نقمة ولم يطلعه على وقتها فأمره بهذا الدعاء وتكرير النداء ، وتصدير كل من الشرط والجزاء به لإبراز كمال الضراعة والابتهال .