انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا
انظر كيف ضربوا لك الأمثال استعظام للأباطيل التي اجترءوا على التفوه بها وتعجيب منها ، أي : انظر كيف قالوا في حقك تلك الأقاويل العجيبة الخارجة عن العقول الجارية لغرابتها مجرى الأمثال واخترعوا لك تلك الصفات والأحوال الشاذة البعيدة من الوقوع .
فضلوا أي : عن طريق المحاجة حيث لم يأتوا بشيء يمكن صدوره [ ص: 205 ] عمن له أدنى عقل وتمييز فبقوا متحيرين . فلا يستطيعون سبيلا إلى القدح في نبوتك بأن يجدوا قولا يستقرون عليه وإن كان باطلا في نفسه ، أو فضلوا عن الحق ضلالا مبينا فلا يجدون طريقا موصلا إليه فإن من اعتاد استعمال أمثال هذه الأباطيل لا يكاد يهتدي إلى استعمال المقدمات الحقة .