قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون
وقوله تعالى : قال كلا فاذهبا بآياتنا حكاية لإجابته تعالى إلى الطلبين : الدفع المفهوم من الردع عن الخوف ، وضم أخيه المفهوم من توجيه الخطاب إليهما بطريق التغليب فإنه معطوف على مضمر ينبئ عنه الردع ، كأنه قيل : ارتدع يا موسى عما تظن فاذهب أنت ومن استدعيته . وفي قوله : "بآياتنا" رمز إلى أنها تدفع ما يخافه .
وقوله تعالى : إنا معكم مستمعون تعليل للردع عن الخوف ومزيد تسلية لهما بضمان كمال الحفظ والنصرة كقوله تعالى : إنني معكما أسمع وأرى حيث كان الموعود بمحضر من فرعون اعتبر ههنا في المعية ، وقيل : أجريا مجرى الجماعة ويأباه ما قبله وما بعده من ضمير التثنية ، أي : سامعون ما يجري بينكما وبينه فنظهر كما عليه ، مثل حاله تعالى بحال ذي شوكة قد حضر مجادلة قوم يستمع ما يجري بينهم ليمد أولياءه ويظهرهم على أعدائهم مبالغة في الوعد بالإعانة ، أو استعير الاستماع الذي هو بمعنى الإصغاء للسمع الذي هو العلم بالحروف والأصوات وهو خبر ثان ، أو خبر وحده ومعكم ظرف لغو .