[ ص: 46 ] وقوله تعالى: nindex.php?page=treesubj&link=29014_19037_30455_34306_34513nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=32أهم يقسمون رحمت ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمت ربك خير مما يجمعون

nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=32أهم يقسمون رحمت ربك إنكار فيه تجهيل لهم وتعجيب من تحكمهم، والمراد بالرحمة: النبوة. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=32نحن قسمنا بينهم معيشتهم أي: أسباب معيشتهم. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=32في الحياة الدنيا قسمة تقتضيها مشيئتنا المبنية على الحكم والمصالح ولم نفوض أمرها إليهم علما منا بعجزهم عن تدبيرها بالكلية. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=32ورفعنا بعضهم فوق بعض في الرزق وسائر مبادي المعاش. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=32درجات متفاوتة بحسب القرب والبعد حسبما تقتضيه الحكمة فمن ضعيف وقوي وفقير وغني وخادم ومخدوم وحاكم ومحكوم. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=32ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ليصرف بعضهم بعضا في مصالحهم ويستخدموهم في مهنهم ويتسخروهم في أشغالهم حتى يتعايشوا ويترافدوا ويصلوا إلى مرافقهم لا لكمال في الموسع ولا لنقص في المقتر ولو فرضنا ذلك إلى تدبيرهم لضاعوا وهلكوا، فإذا كانوا في تدبير خويصة أمرهم وما يصلحهم من متاع الدنيا الدنيئة وهو في طرف الثمام على هذه الحالة فما ظنهم بأنفسهم في تدبير أمر الدين وهو أبعد من مناط العيوق، ومن أين لهم البحث عن أمر النبوة والتخير لها من يصلح لها ويقوم بأمرها. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=32ورحمت ربك أي: النبوة وما يتبعها من سعادة الدارين. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=32خير مما يجمعون من حطام الدنيا الدنيئة الفانية.

[ ص: 46 ] وَقَوْلُهُ تَعَالَى: nindex.php?page=treesubj&link=29014_19037_30455_34306_34513nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=32أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضَهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ

nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=32أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ إِنْكَارٌ فِيهِ تَجْهِيلٌ لَهُمْ وَتَعْجِيبٌ مِنْ تَحَكُّمِهِمْ، وَالْمُرَادُ بِالرَّحْمَةِ: النُّبُوَّةُ. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=32نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ أَيْ: أَسْبَابَ مَعِيشَتِهِمْ. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=32فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا قِسْمَةً تَقْتَضِيَهَا مَشِيئَتُنَا الْمَبْنِيَّةُ عَلَى الْحِكَمِ وَالْمَصَالِحِ وَلَمْ نُفَوِّضْ أَمْرَهَا إِلَيْهِمْ عِلْمًا مِنَّا بِعَجْزِهِمْ عَنْ تَدْبِيرِهَا بِالْكُلِّيَّةِ. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=32وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ وَسَائِرِ مَبَادِي الْمَعَاشِ. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=32دَرَجَاتٍ مُتَفَاوِتَةً بِحَسَبَ الْقُرْبِ وَالْبُعْدِ حَسَبَمَا تَقْتَضِيهِ الْحِكْمَةُ فَمِنْ ضَعِيفٍ وَقَوِيٍّ وَفَقِيرٍ وَغَنِيٍّ وَخَادِمٍ وَمَخْدُومٍ وَحَاكِمٍ وَمَحْكُومٍ. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=32لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا لِيُصَرِّفَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي مَصَالِحِهِمْ وَيَسْتَخْدِمُوهُمْ فِي مِهَنِهِمْ وَيَتَسَخَّرُوهُمْ فِي أَشْغَالِهِمْ حَتَّى يَتَعَايَشُوا وَيَتَرَافَدُوا وَيَصِلُوا إِلَى مَرَافِقِهِمْ لَا لِكَمَالٍ فِي الْمُوَسَّعِ وَلَا لِنَقْصٍ فِي الْمُقَتَّرِ وَلَوْ فَرَضْنَا ذَلِكَ إِلَى تَدْبِيرِهِمْ لَضَاعُوا وَهَلَكُوا، فَإِذَا كَانُوا فِي تَدْبِيرِ خُوَيِّصَةِ أَمْرِهِمْ وَمَا يُصْلِحُهُمْ مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا الدَّنِيئَةِ وَهُوَ فِي طَرَفِ الثُّمَامِ عَلَى هَذِهِ الْحَالَةِ فَمَا ظَنُّهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ فِي تَدْبِيرِ أَمْرِ الدِّينِ وَهُوَ أَبْعَدُ مِنْ مَنَاطِ الْعَيُّوقِ، وَمِنْ أَيْنَ لَهُمُ الْبَحْثُ عَنْ أَمْرِ النُّبُوَّةِ وَالتَّخَيُّرُ لَهَا مَنْ يَصْلُحُ لَهَا وَيَقُومُ بِأَمْرِهَا. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=32وَرَحْمَتُ رَبِّكَ أَيِ: النُّبُوَّةُ وَمَا يَتْبَعُهَا مِنْ سَعَادَةِ الدَّارَيْنِ. nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=32خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ مِنْ حُطَامِ الدُّنْيَا الدَّنِيئَةِ الْفَانِيَةِ.