فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين
والفاء في قوله تعالى: فارتقب لترتيب الارتقاب أو الأمر به على ما قبلها فإن كونهم في شك مما يوجب ذلك حتما أي: فانتظر لهم. يوم تأتي السماء بدخان مبين أي: يوم شدة ومجاعة، فإن الجائع يرى بينه وبين السماء كهيئة الدخان إما لضعف بصره أو لأن في عام القحط يظلم الهواء لقلة الأمطار وكثرة الغبار أو لأن العرب تسمي الشر الغالب دخانا، وذلك أن قريشا لما استعصت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عليهم فقال: مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف" فأخذتهم سنة حتى أكلوا الجيف والعظام والعلهز وكان الرجل يرى بين السماء والأرض الدخان وكان يحدث الرجل يسمع كلامه ولا يراه من الدخان، وذلك قوله تعالى:
"اللهم اشدد وطأتك على