واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم
واذكر أي: لكفار مكة . أخا عاد أي: هودا عليه السلام. إذ أنذر قومه بدل اشتمال منه أي: وقت إنذاره إياهم. بالأحقاف جمع حقف وهو رمل مستطيل مرتفع فيه انحناء من احقوقف الشيء إذا اعوج وكانت عاد أصحاب عمد يسكنون بين رمال مشرفة على البحر بأرض يقال لها: الشجر من بلاد اليمن وقيل: بين عمان ومهرة. وقد خلت النذر أي: الرسل، جمع نذير بمعنى المنذر. من بين يديه أي: من قبله. ومن خلفه أي: من بعده، والجملة اعتراض مقرر لما قبله مؤكد لوجوب العمل بموجب الإنذار وسط بين أنذر قومه وبين قوله. أن لا تعبدوا إلا الله مسارعة إلى ما ذكر من التقرير والتأكيد وإيذانا باشتراكهم في العبارة المحكية والمعنى: واذكر لقومك إنذار هود قومه عاقبة الشرك والعذاب العظيم، وقد أنذر من تقدمه من الرسل ومن تأخر عنه قومهم مثل ذلك فاذكرهم، وأما جعلها حالا من فاعل "أنذر" على معنى أنه عليه الصلاة والسلام أنذرهم وقال لهم: لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم وقد أعلمهم أن الرسل الذين بعثوا قبله والذين سيبعثون بعده كلهم منذرون نحو إنذاره فمع ما فيه من تكلف تقدير الإعلام لا بد في نسبة الخلو إلى من بعده من الرسل من تنزيل الآتي منزلة الخالي.