قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد
قال استئناف مبني على سؤال نشأ مما قبله كأنه قيل: فماذا قال الله تعالى؟ فقيل: قال لا تختصموا لدي أي: في موقف الحساب والجزاء إذ لا فائدة في ذلك. وقد قدمت إليكم بالوعيد على الطغيان في دار الكسب في كتبي وعلى ألسنة رسلي فلا تطمعوا في الخلاص عنه بما أنتم فيه من التعلل بالمعاذير الباطلة والجملة حال فيها تعليل للنهي على معنى: لا تختصموا وقد صح عندكم أني قدمت إليكم بالوعيد حيث قلت لإبليس: لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين فاتبعوه معرضين عن الحق فلا وجه للاختصام في هذا الوقت، والباء مزيدة أو معدية على أن قدم بمعنى تقدم وقد جوز أن يكون قدمت واقعا على قوله تعالى: