فبأي: آلاء ربك تتمارى
فبأي آلاء ربك تتمارى تتشكك والخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام على طريقة قوله تعالى: لئن أشركت ليحبطن عملك أو لكل أحد، وإسناد فعل التماري إلى الواحد باعتبار تعدده بحسب تعدد متعلقه فإن صيغة التفاعل وإن كانت موضوعة لإفادة صدور الفعل عن المتعدد ووقوعه عليه بحيث يكون كل من ذلك فاعلا ومفعولا معا لكنها قد تجرد عن المعنى الثاني فيراد بها المعنى الأول فقط كما في "يتداعونهم" أي: يدعونهم، وقد تجرد عنهم أيضا فيكتفى بتعدد الفعل بتعدد متعلقه كما فيما نحن فيه فإن المراء متعدد بتعدد الآلاء فتدبر ، وتسمية الأمور المعدودة آلاء مع أن بعضها نقم لما أنها أيضا نعم من حيث إنها نصرة للأنبياء والمؤمنين وانتقام لهم وفيها عظات وعبر للمعتبرين.